قالت شركة أسترازينيكا اليوم السبت (12 أيلول/ سبتمبر) إنها استأنفت التجارب العلاجية في بريطانيا على لقاحها الخاص بالوقاية من مرض كوفيد-19، وهو أحد أبرز العلاجات التي تخضع للتطوير حالياً، وذلك بعد حصولها على الضوء الأخضر من الجهات التنظيمية.
وتوقفت منذ عدة أيام المرحلة الأخيرة للتجارب على اللقاح التجريبي الذي طوره باحثون من جامعة أوكسفورد بعد إصابة أحد المشاركين في التجارب ببريطانيا بإعياء، ما ألقى بظلال من الشك على إمكانية الطرح المبكر للعلاج. وذكرت تقارير أن المريض المذكور عانى من أعراض عصبية مرتبطة بخلل نادر في العمود الفقري.
وقالت الشركة: "أدت عملية مراجعة في السادس من أيلول/ سبتمبر إلى وقف طوعي للتجارب بأنحاء العالم لإتاحة المجال للجان المستقلة والجهات التنظيمية الدولية بمراجعة بيانات السلامة"، وأضافت أن المسؤولين عن مراجعة معايير السلامة أجازوا للهيئة البريطانية لسلامة الأدوية استئناف التجارب في بريطانيا.
وأكدت جامعة أوكسفورد استئناف التجارب وقالت: "في تجارب كبيرة مثل هذه، من المتوقع أن يعاني بعض المشاركين من مشاكل صحية ويجب تقييم كل حالة بعناية لضمان التقييم الدقيق للسلامة".
ولقاح استرازينيكا المحتمل هو واحد من تسعة لقاحات حول العالم دخلت حالياً في أواخر المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وصنفت منظمة الصحة العالمية لقاح أسترازينيكا بأنه "الأفضل" بين عدة علاجات قيد التطوير. وقالت أسترازينيكا إنها لا تزال تأمل بأن يكون اللقاح متاحاً "بحلول نهاية هذا العام أو أوائل العام المقبل".
لكن شركات الأدوية، بما فيها أسترازينيكا، وعلماء آخرين أعربوا عن قلقهم من الضغوط السياسية التي تمارس للإسراع بإيجاد لقاح. واتهم جو بايدن، المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"تقويض ثقة الناس" من خلال إثارة احتمال بأن يكون اللقاح جاهزاً قبل الانتخابات في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وارتفعت معدلات الإصابات بكورونا مجدداً في بريطانيا كما حصل في مناطق عدة من أوروبا، ما أجبر حكومة بوريس جونسون على تشديد القيود العامة وفرض اجراءات إغلاق اعتباراً من الاثنين.
م.ع.ح/ص.ش ( د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".