Tourismus-Messe München - Tunesien als Hauptgast

عروض جديدة ومتنوعة في عالم صناعة السياحة العالمية أتاحها للمشاهدين والزوار معرض ميونيخ الدولي للسياحة في فترة انعقاده من 18 الي 22 فبراير الحالي في ميونيخ، أكثر من مئة وخمسين ألف زائر تجولوا في أجنحة المعرض وسط عروض جذابة ومبتكرة تتنافس فيها دول ومدن العالم السياحية علي جذب انظار الزوار ليس فقط من اجل السفر والترفيه، انما ايضا لتقديم الادوات اللازمة لاوقات الفراغ كالأجهزة الرياضية والحقائب وادوات الرحلات والخيام وكل ماله علاقة بالتنزه وتقضية اوقات الفراغ. ويشتهر المعرض ايضا بعروضه الرائعة لسيارت الكرافان والمخيمات والقوارب واليخوت التي تفننت براعة الصانع في جعلها تتمتع بكافة الكماليات التي تمكن الإنسان من قضاء أمتع الاوقات.

تونس ضيف الشرف

العالم العربي كان حاضرا بقوة في معرض هذا العام عبر تونس التي كانت ضيفة شرف المعرض لهذا العام 2010، كل شيء داخل المعرض يذكر بتونس، اللافتات الضخمة التي تحمل صورا لاشهر الاماكن السياحية فيها تنتشر في كل مكان، خيمة تونسية كبيرة امام بوابة المعرض الرئيسية تعرض فيها الكثير من الاعمال الحرفية واليدوية التي تشتهر بها تونس، فضلا عن ضخامة الجناح التونسي وسط المعرض وتألقه، وساعد على ازدحامه بالزوار مجموعات تونسية تمثل انشطة مختلفة تشتهر بها تونس في الفنون والاعمال الحرفية وفرقة للفنون الشعبية التونسية راحت تقدم رقصات وموسيقي من الفلكلور الوطني تجاوب معها الجمهور بشكل كبير.

في لقاء خاص لدويتشه فيله مع السيد الناصري ماني مدير المكتب السياحي التونسي في فرانكفورت والذي يشرف علي الجناح التونسي في المعرض تحدث اختيار تونس من قبل هيئة المعارض في ميونيخ لتكون ضيفة الشرف الرئيسية لمعرض هذا العام بقوله: "هذا يرجع الي عدة عوامل اهمها ان تونس منذ عام 1975 اي منذ نشأة المعرض السياحي تحافظ علي المشاركة في كل عام بجناح خاص ومميز بها ولم تتخلف مرة واحدة". وأضاف بأن تونس كبلد سياحي موجود بقوة علي خارطة السائح الألماني، لاسيما هنا في بافاريا. فالتقديرات تشير إلى ان 700 الف سائح من اقليم بافاريا يتجهون الي شواطئ المتوسط سنويا، وتونس بالطبع من اهم المحطات التي يتوجهون إليها، ويضيف قائلا يساعد في ذلك ان شواطئ تونس تمتد علي ساحل البحر الابيض المتوسط الي مسافة 1300 كيلومترا، كذلك فهي قريبة نسبيا من المانيا، حيث مدة السفر بالطائرة لاتزيد عن ساعتين ونصف الساعة، تونس ايضا لها تاريخ طويل وممتد يرجع الي 3000 الاف عام مضت، يمكن ايضا وصفها بالفسيفساء التي تجمعت من حضارات ومذاهب وثقافات مختلفة ، كذلك فهي تستطيع توفير أجواء من اساطير الف ليلة وليلة التي يعشقها الالمان ويبحثون عن من يحاكي هذه الاساطير الموجودة في الثقافة العربية. وعن الاقبال الكبير الذي يشهده الجناح التونسي يقول: "عندما تم اختيارنا من قبل هيئة المعارض كضيف شرف لهذا العام كان هذ بمثابة تحدي كبير لنا فنحن رواد في صناعة السياحة، اضافة الي اننا اول دولة عربية تختار لهذا الشرف، لهذا كان واجب علينا التفرد والتميز كممثلين ليس لتونس وحدها انما للعالم العربي والاسلامي كله".

السياح الألمان يقيمون فترة أطول السياح الآخرين في تونس

وعن تقيمه للسياحة الالمانية الوافدة الي تونس بشكل عام يقول: انها هي بمثابة العمود الفقري للسياحة التونسية وهي تختلف عن سياحة باقي الجنسيات، فمثلا متوسط اقامة السائح الالماني في تونس تصل الي 11 يوما وهي أعلى من متوسط إقامة السياح الآخرين، فالهولنديين والانجليز علي سبيل المثال لاتزيد مدة اقامتهم علي 6 ايام ،كذلك فان السياح الالمان يجوبون كل ارجاء تونس متميزين بذلك عن الجنسيات الاخري التي تفضل البقاء في اماكن معروفة ومحددة "كسوسة" او"الحمامات" وغيرها، اضافة الي ان السياح الالمان يزورون تونس علي مدار السنة مقارنة بالجنسيات الاخري التي تفضل دائما موسم السياحة في شهر يوليو واغسطس من كل عام.

وعن الجديد في صناعة السياحة التونسية يقول: ان تونس تنفرد بشئ جديد وهو المعالجة بمياه البحر، واصبحت لدينا مراكز متخصصة في هذا المجال ويشير الي الدكتور بهي بوكاز إخصائي هذه المعالجة والذي يقوم بالترويج لهذه المراكز العلاجية من داخل الجناح التونسي والذي يقول ان اول مركز انشئ للعلاج بماء البحر كان في عام 1995 واصبح لدينا الان 47 مركزا متخصصا يتراوح عدد زوارها بين 150 الي 170 الف مريض سنويا ، منهم 80 بالمائة من الذين يعانون من الاجهاد العصبي والنفسي و20 بالمائة من مرضى العمود الفقري واغلبهم من الألمان.

مشاركات مصرية ومغربية وإماراتية متميزة

وبالقرب من الجناح التونسي كان الجناح المصري ايضا من الأجنحة اللافتة. فقد تم تصميمه علي شكل قناع الملك الفرعوني توت عنخ امون، وتقول السيدة بيتال بيل من الجناح المصري ان اكثر السياح الالمان الذين يهتمون بالذهاب الي مصر هم بشكل عام من المهتمين بالثقافة، إذ تشكل نسبة هؤلاء 60 بالمائة من السياحة الالمانية الي مصر. اما الجديد الذي نقدمه الآن للسياح الالمان فهو سياحة الواحات المصرية المنتشرة في الصحراء، إذ اكتشفنا انها من اكثر الاماكن المحببة لهم.

وتميز الجناح الأردني بدوره بعروض عدة شملت أهم مناطق الجذب السياحي، وتقول السيدة سونيا ارنولد من مكتب السياحة الاردني في المانيا ان هناك زيادة في اعداد السياح الالمان الي الاردن وهم معجبون بشكل خاص بمدينة البتراء الأثرية، وتضيف بأن شهري مارس/ آذار وابريل/ نيسان محجوزان بالكامل. ومن الأجنحة المتميزة أيضا جناح دولة الإمارات العربية المتحدة التي مثلته ابو ظبي ويقول السيد هيرمان نياهوز ممثل جناح ابو ظبي في المعرض بأن السياحة الي الامارات مستمرة، ولم تتأثر بالاوضاع الاقتصادية العالمية او بما حدث من ازمة مالية في امارة دبي، فسياحة الصحراء والمؤتمرات هي دائمة لأن الامارات تمتع بخدمات سياحية متقدمة جدا.

الكاتب: صلاح سليمان - ميونيخ

مراجعة: ابراهيم محمد