1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صالات العرض في بغداد

٢٤ أغسطس ٢٠١٢

تعتبر "صالة السينما العراقية" من أولى دور العرض التي فتحت أبوابها أمام هواة الفن السابع في بغداد بعد سنوات من الأزمات. وفيما يرى فيها البعض فرصة للترفيه، يعتبرها البعض الآخر خطوة مهمة لإحياء الثقافة السينمائية في العراق.

https://p.dw.com/p/15LXy
Irak Kinoصورة من: DW/Al-Saidy

عندما تذكر فيلمي "The Avenger"أو "Man In Black 3) MIB 3)"أو غيرها من أفلام هوليوود التي تعرض حالياً في صالات السينما الأمريكية، ربما سوف لا يجول في ذهنك بأن العاصمة العراقية بغداد سوف تكون أحد الأماكن التي بإمكانك مشاهدة هذين الفلمين فيها، ولكن هذا بالضبط ما يعرض في "صالة السينما العراقية".

وتعد "صالة السينما العراقية" في بغداد، التي افتتحت في 6 من حزيران / يونيو عام 2010، من أولى دور السينما التي افتتحت بعد عام 2003، تاريخ سقوط نظام صدام حسين وبعد فترة من الشلل التي عرفتها الحياة الثقافية في بلاد الرافدين نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي مرت بها البلاد.

وسرعان ما تحولت "صالة السينما العراقية"، التي تمتاز بتقنية العرض بنظام ثلاثي الأبعاد والواقعة في نادي الصيد العراقي بمنطقة المنصور غربي بغداد، إلى وجهة لمحبي الفن السابع لمشاهدة آخر ما يعرض على شاشات السينما العربية والعالمية.

فرحة بعودة السينما العربية والأجنبية إلى العراق

Irak Kino
إقبال متزايد للعائلات العراقية على دور السينما لمشاهدة أحدث الأفلام العربية والأجنبية...صورة من: DW/Al-Saidy

"إنها لفرحة كبيرة أن أرى مدينتي بغداد تتزين بصالات السينما من جديد"، هذا ما تقوله سليمة فائق أحمد (66 عاماً)، التي كانت منشغلة بشراء تذاكر عرض أحد الأفلام العربية الكوميدية لها ولأحفادها الثلاثة لمشاهدته في "صالة السينما العراقية". وتضيف في حديث مع DW عربية:"كنت قد فقدت الأمل في عودتها (السينما)".

وتتذكر سليمة، التي تكاد لا تصدق عينيها عندما رأت صالة العرض وشاشة السينما العملاقة في صالة رقم (1) من "السينما العراقية"، كيف كانت تتردد على دور السينما في السابق صحبة أفراد عائلتها. "واليوم أريد غرس حب السينما في قلب أحفادي بعد سنين طويلة من الحرمان"، على حد تعبيرها. 

ومع توسط الفيلم أحداثه واعتلاء الضحك أرجاء القاعة تهمس سليمة، وهي تمعن النظر في الشاشة بحنين وشوق إلى الماضي، بأنها سوف تتابع آخر مستجدات الصالة حتى تكون من مقدمة روادها.

يذكر أن حركة السينما في العراق قد شهدت أوجها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، إلى درجة أن السينما كانت تمثل جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للعائلة العراقية. وكانت "أطلس" و"بابل" و"النصر" من أشهر دور العرض السينمائية في بغداد. لكن في التسعينات، في فترة العزلة التي عاشتها البلاد على جميع المستويات، تراجع إقبال العائلات عليها لعدة أسباب، في مقدمتها مستوى الأفلام المعروضة التي تبتعد كثيراً عن الذوق والأطر الاجتماعية، كما يقول البعض.

"ارتياد السينما ينسيني هموم الحياة"

ومع قلة الأماكن الترفيهية في بغداد واقتصارها على بعض النوادي الراقية والمتنزهات البسيطة، يفضل فهد علاء حسين، المتزوج حديثاً، ارتياد صالة السينما العراقية مع زوجته تزامناً مع عرض الأفلام الجديدة في السينما، مشيراً إلى أنه يشعر براحة كبيرة عند الجلوس أمام شاشة العرض الكبيرة، لأنها "تنسيه هموم الحياة".

Irak Kino
فهد علاء يقول إنه يفضلف أوقات فراغه في مشاهدة أحدث الأفلام رفقة زوجته في "صالة السينما العراقية"...صورة من: DW/Al-Saidy

وعن سبب إقباله المتواصل على صالة السينما العراقية، يوضح حسين (27 عاماً)، قائلا: "إدارة دار السينما تحرص على تلبية طلباتنا من خلال عرض آخر ما تنتجه الشركات العالمية في هوليوود فضلاً عن عرضها لأحدث الأفلام العربية"، موضحا بالقول: "أصبح لدينا سينما حالنا حال بقية بلدان العالم".

ويرى متابعون محليون للشأن السينمائي أن دَور السينما في العراق عموماً شهد تراجعاً ملحوظاً في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، لأسباب أولها السياسة والاقتصاد، حيث توقف استيراد الأفلام الحديثة وأغلقت دور العرض لتتحول أغلبها بعد ذلك إلى مخازن أو مجمعات تجارية.

نشر ثقافة سينمائية في العراق

حبه الكبير منذ طفولته لمتابعة أحدث الأفلام العربية والأجنبية هو الذي دفع بجواد إلى إنشاء أحدث صالة سينمائية في بغداد بعد سنوات عجاف قضاها العراقيون بعيداً عن دور السينما التي كانت تعج بالجمهور قبل عقود مضت.

وعن فكرة إنشاء دار للسينما يقول جواد في لقاء مع DW عربية إن تهدف "إلى نشر ثقافة الفن السابع والمسرح في العراق بعد غياب طويل"، مضيفاً: "زيارتي إلى العديد من الدول العربية والأجنبية دفعتني إلى نقل تجربة السينما إلى بلدي (العراق)".

وينشغل جواد (38 عاماً) لوهلة بمراقبة أداء موظفيه وكيفية استقبالهم لزبائنه الذين جاءوا لمتابعة ما تعرضه صالته، ثم يقول إن "الأفلام الأمريكية تعد من أكثر الأفلام التي تلاقي إعجاب زبائننا"، موضحا أن شراء الأفلام واستيرادها "يتم عن طريق شركات الإنتاج العالمية". ويكشف جواد عن خططه المستقبلية من خلال افتتاح العديد من صالات العرض السينمائية في المراكز التجارية والنوادي الاجتماعية "كخطوة لعودة الروح للسينما العراقية"، على حد تعبيره.

ويمكن الحصول على تذاكر للدخول إلى "صالة السينما العراقية" عن طريق الحجز المسبق هاتفياً أو عن طريق الصفحة الخاصة بالسينما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. ويبلغ سعر التذكرة الواحدة نحو 10 دولارات أمريكية. وتضم "صالة السينما العراقية" 146 مقعداً مقسمة على صالتين 1 – 2.

"خطوة أساسية لإعادة الحياة إلى السينما العراقية"

Irak Kino
المخرج السينمائي العراقي عزام صالح يرى أن افتتاح دور سينما من شأنه أن يساهم في إعادة إحياء الثقافة السينمائية في العراق...صورة من: DW/Al-Saidy

لكن ماذا عن السينما العراقية التي أنتجت الكثير من الأفلام التي انطبعت بدورها في ذاكرة المجتمع العراقي، مثل "عمارة 6" و"حب في بغداد" و"حمد وحمود"؟ في هذا الإطار يرى المخرج السينمائي العراقي عزام صالح بأن انهيار السينما العراقية بدأ بانهيار دور العرض السينمائي بسبب الأزمات والحروب". ويقول صالح إن "عودة عمل دور العرض في بغداد يعتبر خطوة أساسية من شأنه إعادة الحياة إلى السينما المحلية بعد عقود من الغياب".

وعن كيفية مساهمة مثل هذه المشاريع الثقافية على غرار "صالة السينما العراقية" في إثراء الحياة الثقافية في العراق، يضيف صالح في حوار مع DW عربية بأن "مثل هذه المشاريع سوف تشكل ملتقى لمحبي السينما والمسرح من مخرجين وكتَاب للاطلاع على آخر إصدارات السينما العربية والأجنبية"، لافتا إلى ضرورة أن تولي الدولة اهتماماً كبيراً بقطاع الإنتاج السينمائي والمسرحي في العراق "لغرض الارتقاء بمستوى الإنتاج"، على حد تعبيره.

يشار إلى أن ذكريات السينما مع العائلة العراقية تكاد تنحصر بين الأجيال السابقة التي تكاد لا تخلو جلساتهم العائلية من سرد ذكرياتهم الجميلة وهم يتسمرون أمام الشاشات العملاقة لمشاهدة الأفلام السينمائية آنذاك. فيما تخلو ذاكرة الجيل العراقي الجديد من هكذا ذكريات.

مناف الساعدي ـ بغداد

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد