1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا: على المعارضة السياسية قيادة المعارضة المسلحة وتوجيهها

٢ أغسطس ٢٠١٢

يحذر العديد من المراقبين من أن تتحول المعارك الحالية في سوريا بين الجيش النظامي والمعارضة السورية المسلحة، ممثلة بالجيش الحر، إلى صراع طائفي. هذا ما تحذر منه أيضا الباحثة السورية هدى زين في حوار مع DW.

https://p.dw.com/p/15hnG
Zu sehen ist die Soziologin Huda Zein der Universität Marburg. Copyright: privat ***ACHTUNG. Das Bild darf nur im Zusammenhang mit dem von Herrn Kersten Knipp geführten Interview verwendet werden.***
Soziologin Huda Zeinصورة من: privat

ترتفع الأصوات المحذرة من تحول الاشتباكات الحالية في عدة مدن سورية بين الجيش النظامي والمعارضة السورية المسلحة إلى صراع طائفي لا يمكن التكهن بعواقبه. ولإلقاء المزيد من الأضواء على الأوضاع في سوريا أجرت DWالحوار التالي مع الباحثة السورية في جامعة ماربورغ الألمانية هدى زين.

نص الحوار:

DW: لم تعد القوى المدنية العلمانية هي وحدهما من تكافح ضد نظام الأسد إذ انضمت إليها بعض العناصر الدينية المتطرفة أيضا، كيف يمكن أن يكون الوضع حال سقوط النظام وما هي إمكانية اندلاع أعمال عنف؟

هدى زين: أعتقد أن درجة الخطورة عالية والسبب في ذلك هو أن العديد من الأطراف الدولية والإقليمية ناشطة داخل سوريا. نعرف أن القوات التي تعمل تحت مظلة "الجيش السوري الحر" منقسمة على بعضها وليس لها قيادة مركزية واحدة. كما يتصرف العديد من المقاتلين دون ارتباط بجماعات المعارضة غير المسلحة وهي مسألة خطيرة ألا يكون الذراع العسكري تحت قيادة سياسية لأن هذا يعني إمكانية زيادة العنف في فترة ما بعد سقوط النظام.

هل يعني هذا عدم وجود جبهة موحدة ضد الأسد؟

Damaged buildings are seen in Juret al-Shayah in Homs July 27, 2012. REUTERS/Shaam News Network/Handout (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
الدمار لحق بالعديد من المدن السوريةصورة من: Reuters

الوضع شديد التعقيد فمن ناحية هناك عناصر انشقت عن الجيش السوري النظامي لأنهم لا يرغبون في توجيه سلاحهم ضد الشعب كما أن هناك عناصر مدنية تدافع عن نفسها وعن أسرها. تتحرك هاتان المجموعتان بشكل مستقل تماما ودون أي توجيه من الخارج، فهدفهم الأساسي هو تحرير أنفسهم من نظام الأسد. لكن من ناحية أخرى توجد جماعات تحاول استغلال الوضع لصالحها وهنا يلعب الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا دورا مهما يجعلها محل اهتمام من أطراف إقليمية ودولية.

عن أي أطراف تتحدثين؟

عن السعودية على سبيل المثال فهي تستغل الوضع في سوريا وتنشر العنف بشكل مقصود من أجل إسقاط نظام الأسد. الأمر هنا يتعلق في الأساس بالصراع مع إيران وينعكس على سوريا كما أن الصراع بين روسيا والولايات المتحدة يلقي بظلاله أيضا على سوريا علاوة على جماعات سلفية تحصل على دعم من السعودية وقطر ودول أخرى.

هل يمكن الحديث إذن عن دور طائفي محتمل في الصراع؟

A Syrian woman and a girl look out from a house in Azaz, northern Syria, July 25, 2012. REUTERS/Umit Bektas (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
الخوف من المستقبل هو سيد الموقف في ظل غياب الرؤية الواضحةصورة من: Reuters

نعم مع الأسف. التطورات مازالت في بدايتها حتى الآن ولم تحدث حالات كثيرة للعنف الطائفي لكن الكثير من السوريين يخشون أن تذهب التطورات في طريق حرب أهلية طائفية. التنوع الطائفي والعرقي في سوريا شيء جميل للغاية فهو يضفي ثراء كبيرا على المجتمع السوري لكن النظام يتعامل بوحشية كبيرة مع الشعب ويتعمد استثارته ويلعب على هذه النقطة، وهو أمر حذرت منه المعارضة تكرارا لأنها تعلم نية النظام. لا يمكن للأسد أن يستمر إلا إذ انقسم المجتمع ودخل في حرب أهلية.

حياة معظم السوريين في الوقت الراهن صارت مهددة فهل لديكي القدرة على التكهن بإستراتيجية الحكومة في الوقت الراهن؟

الوضع في سوريا الآن متوتر للغاية لدرجة أنه من الصعب معرفة ما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة. التطورات تعتمد أيضا على عمل المعارضة على الصعيد السياسي والاجتماعي، لكن المعارضة السورية لم تتحمل هذه المسؤولية حتى الآن بالشكل المطلوب كما أن المجتمع الدولي أيضا لم يتخذ الكثير من الإجراءات المؤقتة التي كان بوسعه اتخاذها. لهذا كله يعتمد السوريون حاليا على جماعات المجتمع المدني التي يمكن أن تحميهم من حرب أهلية.

برأيك ما هي المهام الملحة التي يجب على المعارضة القيام بها الآن؟

زين : يتعين على طرفي المعارضة – المسلحة وغير المسلحة – الجلوس على الطاولة والاتفاق على برنامج مشترك وبهذا يتمكنوا من التأثير على القوى الدولية في سوريا وربما دفع المجتمع الدولي للقيام بدور أكبر في الدعم . المهم أيضا أن يتولى الطرف السياسي للمعارضة قيادة الجماعات المسلحة لأنه عندما تندمج الجماعات المسلحة في المعارضة السياسية وتتلقى الأوامر منها، سيصير هناك مساحة لحل الصراع بطريقة سلمية.

Syrian refugees walk at Al Zaatri refugee camp in Mafraq on the Jordanian-Syrian border, northeast of Amman July 30, 2012. REUTERS/Majed Jaber (JORDAN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
لاجئون سوريون في الأردنصورة من: Reuters

الدكتورة هدى زين باحثة وأستاذة في معهد "دراسات الشرق الأدنى والأوسط" في جامعة ماربورغ وهي قيادية في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة بسوريا.

كرستين كنيب/ ابتسام فوزي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد