1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رايتس ووتش: تقنيات قمعية تستهدف صحافيين ومعارضين في المغرب

٢٨ يوليو ٢٠٢٢

نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً تحدثت فيه عن استهداف صحافيين ومعارضين في المغرب "بتقنيات قمعية" من قبل السلطات لم يسلم منها حتى ذويهم، أبرزها إدانتهم في قضايا حق عام وحملات تشهير بهدف إسكات المعارضة.

https://p.dw.com/p/4EkyE
مظاهرة في تونس تضامنا مع الصحافيين عمر الراضي وسليمان الريسوني المعتقلين في المغرب
تحدث تقرير هيومن رايتس ووتش عن حملات تشهير شرسة تطال حتى عائلات المستهدفين، و"مراقبة مباشرة" أو "برمجيات تجسس" رقميةصورة من: Fethi Belaid/AFP

انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية في تقرير نشرته اليوم الخميس (28 يوليو/ تموز 2022) استهداف صحافيين ومعارضين في المغرب "بتقنيات قمعية" من قبل السلطات، أبرزها إدانتهم في قضايا حق عام وحملات تشهير "لإسكات أي معارضة".

واستعرض التقرير المطول الذي صدر في نيويورك حالات ثمانية صحافيين ونشطاء معارضين أدينوا أو لوحقوا خلال الأعوام الأخيرة في قضايا جنائية، أغلبها "اعتداءات جنسية". واعتبرت المنظمة هؤلاء ضحايا "أدوات تستعملها الدولة لقمع معارضيها الأكثر حدة، وتخويف الآخرين".

من بين هؤلاء ناشر صحيفة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور توفيق بوعشرين المعتقل منذ عام 2018، بعد  الحكم عليه بالسجن 15 عاماً إثر إدانته بارتكاب "اعتداءات جنسية".

وينطبق الأمر كذلك على الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي المعتقلين منذ عام 2020 بعد أن حكم عليهما  بالسجن خمسة أعوام وستة أعوام على التوالي للتهمة نفسها، مع إضافة تهمة "التجسس" للراضي. كما أشارت إلى إدانة أو ملاحقة آخرين غير موقوفين، بتهم جنائية مثل "غسيل أموال" بالنسبة للمؤرخ والناشط الحقوقي معطي منجب.

لكن السلطات المغربية، تقول إن هذه المحاكمات لا علاقة لها بالعمل المهني للصحافيين المتهمين.

ورأى التقرير الذي يحمل عنوان "بشكل أو بآخر سينالون منك" أن مثل هذه الاتهامات "يجب أن تؤخذ بجدية، بغض النظر عن الوضع المهني والاجتماعي للمتهمين". لكنه أكد أن "السلطات لم تكف عن انتهاك حقوق المتهمين"، مشيراً خصوصاً إلى "اعتقالهم احتياطياً دون تبرير"، و"رفض استدعاء شهود الدفاع"، و"الضغط على أشخاص ليشهدوا ضدهم".

القمع يطال عائلات المعارضين

وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية وسياسيون ومثقفون مغاربة وأجانب طالبوا بالإفراج عن هؤلاء وضمان محاكمات عادلة لهم. وردت السلطات المغربية مراراً بأن الأمر يتعلق بقضايا جنائية، مدينة "محاولات للتأثير على القضاء". وأوصى تقرير هيومن رايتس ووتش السلطات باحترام الحق في التعبير والحياة الخاصة ووضع حد لاستخدام هذه التقنيات.

فضلاً عن الملاحقات في قضايا جنائية تتضمن "تقنيات القمع"، تحدث التقرير عن حملات تشهير شرسة تطال حتى عائلات المستهدفين، و"مراقبة مباشرة" أو "عبر كاميرات مخبأة في البيوت" و"برمجيات تجسس" رقمية. وخص التقرير بالذكر المواقع الإخبارية المحلية "لو360" و"شوف تي في" و"برلمان"، موضحاً أن "تحليل ما تنشره يؤكد أنها موالية لمصالح الأمن المغربية".

ونقل عن "عدة معارضين" قولهم إن "إمكانية استهدافهم من المواقع الإخبارية الموالية للدولة العميقة تمنعهم من التعبير، حتى في غياب أية ملاحقات قضائية ضدهم". وقد استند التقرير على مقابلات مع 89 شخصاً داخل المغرب وخارجه.

المؤرخ والناشط الحقوقي المغربي معطي منجب 28.10.2015
تمت ملاحقة واعتقال المؤرخ والناشط الحقوقي معطي منجب بتهمة عسيل أموالصورة من: Fadel Senna/AFP

مراقبة بكاميرات خفية  

كما أورد شهادة الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني الذي تلقى وأفراد عائلته "من شخص مجهول ستة مقاطع فيديو على واتساب تظهره ورفيقته في وضع حميمي"، مؤكداً أنها "صورت بكاميرا دست داخل شقته". وأوضح التقرير أن "بعض هذه التقنيات مثل المراقبة بكاميرات مخبأة (...) يصعب نسبها للدولة مباشرة".

إلا أنه أضاف "تتكامل هذه التقنيات لتشكل ما يمكن وصفه ببيئة قمعية تهدف، ليس فقط إلى إخضاع الأفراد ووسائل الإعلام التي تعتبر مزعجة، ولكن أيضا إلى إسكات كل من يمكن أن ينتقد الدولة".

والعام الماضي، أظهر تحقيق نشرته في 18 تموز/ يوليو 17 العام الماضي وسيلة إعلاميّة دوليّة أنّ برنامج "بيغاسوس" الذي طوّرته شركة "إن إس أو" الإسرائيليّة، سمح بالتجسّس على مئات السياسيين والنشطاء والصحافيين في عدة بلدان بينها المغرب. لكن الحكومة المغربية نفت بشدة هذه الاتهامات وقالت "مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة".

وتقدّم المغرب حينها بدعوى ضد صحافي إسباني يتّهم الرباط بالتجسس على هاتفه المحمول بواسطة برنامج "بيغاسوس"، وقبلت محكمة في مدريد الشكوى المقدّمة ضد الخبير في العلاقات الإسبانية-المغربية الصحافي إنياسيو سيمبريرو العامل لصالح الموقع الإلكتروني الإخباري "إل كونفيدنثيال"، وفق متحدث باسم السلطات القضائية الإقليمية.

وبحسب نسخة من الشكوى اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، تطالب الرباط سيمبريرو بالتراجع عن اتّهامه المغرب بالتجسس وتسديد تعويض مالي للمملكة.

وعقب تلك الاتهامات جدد المغرب مطالبته منظمة العفو الدولية بتقديم أدلة عن اتهامها له باستخدام برنامج "بيغاسوس" التجسسي لاستهداف نشطاء، وذلك بعدما جددت الأخيرة اتهام الرباط باستعمال هذا البرنامج ضد ناشطة مدافعة عن استقلال الصحراء الغربية.

وقالت المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان في بيان إن منظمة العفو الدولية "أصدرت بيانا (...) مواصِلة فيه الترويج لادعاءاتها التعسفية بشأن حيازة وإساءة استغلال المغرب لبرنامج بيغاسوس، باستهداف نشطاء من المجتمع المدني".

وأوصى تقرير هيومن رايتس ووتش السلطات باحترام الحق في التعبير والحياة الخاصة ووضع حد لاستخدام هذه التقنيات.

من جهته قال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي الاثنين رداً على سؤال في البرلمان حول "ممارسات بعض المنظمات الحقوقية الأجنبية"، إن المغرب "يقبل بملاحظاتها لكنه يرفض استغلال تقاريرها بسوء نية". وكانت الرباط أن اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش "بالانخراط في حملة سياسية" ضد المملكة.

ع.ح./ع.ج (أ ف ب)