خطاب الرئيس السوري يثير ردود افعال عنيفة

فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد المراقبين بهجومه اللاذع الذي شنه على قيادات سياسية لبنانية منها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيوره. وقال الأسد، قد قال، في خطاب عام ألقاه أمس الخميس في مدرج جامعة دمشق، إن لبنان قد تحول الى "ممر ومصنع وممول" للمؤمرات ضد سوريا أرادت بعض القوى الكبرى من خلاله تصفية حساباتها مع سوريا، معتبرا الإنتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في أيار/مايو الماضي كانت بداية تدويل لبنان ونقله باتجاه إسرائيل "بغطاء دولي وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية". وخص الأسد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيوره بالذكر معتبرا انه سمح بان يتحول لبنان الى قاعدة لأعداء سوريا على خلاف ما كان قد وعده به أثناء زيارته لدمشق، وأضاف بان السنيوره لم يتمكن من الوفاء بما التزم به أو لم يسمح له بالالتزام "لأنه عبد مأمور لعبد مأمور"، في إشارة الى ضمنية الى سعد الحريري الذي ينتمي السنيوره إلى تياره المعروف بتيار المستقبل، وهو التيار الذي اعتبر الأسد معظم المنتميين إليه "تجار خلقوا من دم الحريري بورصة" تحقق مالا ومناصب. وأضاف في هذا الصدد بان بعض من الساسة اللبنانيون حاولوا وبكل الوسائل زج اسم سوريا في "جريمة اغتيال الحريري" رغم قناعتهم التامة ببراءتها. وكرر الرئيس السوري نفي تورط بلاده في قضية اغتيال الحريري " لا على مستوى الدولة ولا على مستوى الأفراد". وأما بالنسبة لتقرير القاضي الألماني ديتليف ميليتس فان الشيء الوحيد الذي يراه الأسد ايجابيا فيه انه "ثبت براءة سوريا" لكن الأمر في النهاية هو استهداف سوريا مهما تعاونت. وفي الشأن العراقي طالب بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق قبل أن يحدث ما اسماه "بالانفجار الكبير".

ردود الفعل

سارعت الولايات المتحدة الأمريكية الى انتقاد خطاب الأسد متهمة دمشق بعدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولية. ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس سوريا الى الوضوح أكثر في والكف عن التفاوض والبدء في التفاوض مع القاضي الدولي وفقا لما ينص عليه قرار مجلس الأمن. بينما وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية خطاب الأسد بأنه "مثير للاشمئزاز" ويشكل تحديا لمجلس الأمن. أما فرنسا فقد لوحت على لسان رئيسها جاك شيراك بفرض عقوبات دولية على سوريا إذا لم تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية.

ردود الفعل اللبنانية

وانتقد المسؤلون اللبنانيون خطاب الاسد واعتبروه يتجاوز اللغة السياسة المقبوله. ورفضت الحكومة السورية على لسان رئيسها فؤاد السنيورة للهجوم الذي شنه الاسد على لبنان ورئيس حكومتها. من جانبها انتقدت الصحافة اللبنانية الخطاب السوري خطاب الرئيس السوري واعتبرته منطق المحاصر بالقلعة الاخيرة واصفة اياه بالعنيف بالمقاييس إنه خطاب مواجهة". واعتبرت ان "القرار الذي اتخذه هو على الأرجح من النوع الذي يتخذ مرة واحدة في حياة اي رئيس لأنه اي القرار يضع مصير الدولة والشعب على محك اختبار تاريخي" مضيفة ان "الخطاب يحذر الشعب السوري من وجود رغبة باقتياده نحو مصير عراقي. وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية ان الخطاب "جاء بمثابة إعلان حرب جديدة على لبنان واللبنانيين". وكتبت "فاجأنا الخطاب بتحريضه على الدولة اللبنانية الجديدة التي انبثقت من انتخابات نيابية جرت للمرة الأولى خارج لوصاية السورية.بمعنى آخر ان الرئيس الأسد "حلل دم" كل هؤلاء و"كلامه يندرج في خانة التهديد المباشر لمجموعات كبيرة من المواطنين والسياسيين والإعلاميين." واتهمت الرئيس السوري بأنه "حاول بكلامه التحريضي شق الصف الداخلي وخلق محاور سياسية وحتى مذهبية جديدة بهدف القيام بانتفاضة مضادة لانتفاضة الاستقلال ومتوعدا بأن يقوم بكل ما في وسعه كي تنتصر هذه "الانتفاضة المستوردة من سوريا" على انتفاضة اللبنانيين الأمر الذي يهدد بجولات عنف جديدة ضد الوطن والمواطنين".