1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: القاعدة في اليمن تتمتع بإمكانيات كبيرة ورصيدها من الانتحاريين لم ينفد

٣٠ أكتوبر ٢٠١٠

وُجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة باليمن بإرسال الطردين المفخخين اللذين تم اعتراضهما في دبي وبريطانيا. حول هذه العملية وعما إذا كان التنظيم قد غير تكتيكه العملياتي حاورت دويتشه فيله الخبير الألماني ألبريشت متسيغر.

https://p.dw.com/p/PucK
صورة للطرد الذي ضبط في انكلترا وبه العبوة الناسفة المخبأة في طابعةصورة من: AP

دويتشه فيله: السيد ألبريشت متسيغر، ما مدى خطورة الطردين المفخخين اللذين ضبطا في الإمارات وانكلترا؟ أي الأضرار كانت ستنشأ لو انفجرت العبوة الناسفة بهما؟

متسيغر: على ما يبدو كان الطردان مرسلان إلى معابد يهودية في الولايات المتحدة، وكان من المخطط أن ينفجرا عند فتحهما. ولذلك فإن الأضرار الناشئة لن تكون كبيرة مثلما هو الحال لو تعلق الأمر بقنبلة تنفجر في طائرة مثلاً. العملية بالطبع إرهابية، تستهدف إرهاب المعبد اليهودي المقصود، ولكن عدد الضحايا المتوقع، سواء القتلى أو الجرحى، سيكون محدوداً.

أصابع الاتهام تشير في الوقت الحالي إلى جناح تنظيم القاعدة في اليمن. كيف تنظرون إلى خطورة هذا الجناح؟

Metzger_Albrecht.jpg
الخبير الألماني في قضايا الإرهاب ألبريشت متسيغر

جناح القاعدة في اليمن لديه إمكانيات كبيرة. إنهم يتمتعون بحرية حركة كبيرة في مناطق معينة، كما أن لديهم صلات بالغرب، أي بالولايات المتحدة أيضاً، ولديهم طاقم لوجستي جيد، باختصار: بإمكان القاعدة في اليمن أن يقوم بعمليات إرهابية. هذا ما رأيناه في عيد الميلاد (في 25 ديسمبر / كانون الأول 2009) عندما حاول الطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب أن يفجر نفسه في طائرة متوجهة إلى ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية. كان عبد المطلب يتحرك بتوجيهات من القاعدة في اليمن، وهو ما يبين قدرة التنظيم هناك على تنفيذ ضربات إرهابية.

هل تمثل الطرود المفخخة تكتيكاً جديداً يتبعه تنظيم القاعدة يستبدل العمليات الانتحارية؟ هل نفد نصيب القاعدة من الانتحاريين؟

أعتقد أن لديهم انتحاريين. أعتقد أنهم يحاولون أن يجربوا تكتيكات مختلفة، لتجنب الإجراءات الأمنية المشددة في الغرب حاليا التي تصعب على القاعدة القيام بعمليات إرهابية. ولذلك يحاول تنظيم القاعدة البحث عن طرق مختلفة للقيام بضربات جديدة. والمحاولة الأخيرة تدخل في هذا السياق. غير أننا لا نعلم بعد أبعاد هذه المحاولة. قد يكون هدفها تشتيت الانتباه عن ضربة أخرى ستحدث، أي أنه كان من المقصود أن ينكشف أمر تلك الطرود، ثم شن ضربة في مكان آخر؛ هذا شيء لا نعرفه في الوقت الحالي على نحو الدقة. ولكن عموماً من الممكن القول إن القاعدة تبحث دوماً عن طرق ووسائل جديدة للقيام بضربات إرهابية. ولكني لا أعتقد أن رصيدهم من الانتحاريين بدأ في النفاد، لا أعتقد أن هذه هي المشكلة لديهم.

وماذا تعني هذه المحاولة بالنسبة لليمن وللحرب على الإرهاب؟

Kämpfe in Jemen
تنظيم القاعدة في اليمن كثف مؤخرا من عملياتهصورة من: picture alliance / dpa

بالطبع ستطالب الولايات المتحدة الحكومة اليمنية ببذل مزيد من الجهود لمكافحة القاعدة، وبزيادة عملياتها العسكرية ضد التنظيم، وهو أمر صعب لأن القاعدة تتمركز في مناطق قبلية ليس للحكومة سيطرة عليها إلا بالكاد. معنى ذلك أن الضغط سيتزايد في صنعاء حيث قامت السلطات، حسبما قرأت، بإقامة نقاط تفتيش أمنية.

من ناحية أخرى نفى مسؤول حكومي يمني ما أسماه "الزج باسم اليمن" في هذه المحاولة، نافياً أن تكون تلك الطرود قد أرسلت من اليمن.

بالطبع، من المنطقي أن تقوم الحكومة اليمنية بنفي أي صلة لها بالحادث، لأنه لو ثبتت علاقة اليمن بهذه الطرود فسيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الواقع على الحكومة اليمنية، وبالتالي فإن الحكومة اليمنية لها مصلحة كبيرة في نفي أي علاقة بين الحادث وبين اليمن. ولكن لا بد أيضاً من القول إننا لا نعرف بعد كافة تفاصيل العملية، وبالتالي من التحلي بالحذر.

توقيت هذه الطرود المفخخة والضربة المحتملة في المعابد اليهودية في الولايات المتحدة يأتي قبل ثلاثة أيام من إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي. هل ترى علاقة بين الأمرين؟ هل هذه الضربة المجهضة رسالة للإدارة الأمريكية؟

بصراحة، لا أعتقد ذلك. لقد مارست القاعدة من قبل هذا الأسلوب، أي أن تقوم بضربات قبل الانتخابات، أو أن تحذر من القيام بضربات. هذا ما حدث مثلاً في ألمانيا قبل الانتخابات البرلمانية في العام الماضي، حيث وجهت القاعدة رسالة إلى الناخب الألماني بانتخاب الأحزاب التي تؤيد سحب القوات الألمانية من أفغانستان. ولكن في حالتنا هذه لا أعرف أي رسالة تريد القاعدة أن توجهها إلى الأمريكيين. هل تريد ممارسة ضغط على أوباما؟ إن الجمهوريين يتهمون الديمقراطيين بأنهم لا يولون الملف الأمني أهمية كافية، أي أن ضربة كهذه لن تكون في صالح أوباما الديمقراطي. هل هذا ما تريده القاعدة؟ هل تريد القاعدة أن يربح الجمهوريون؟ ربما.

أجرى الحوار: سمير جريس

مراجعة: عبده جميل المخلافي

ألبريشت متسيغر، كاتب وصحافي ألماني متخصص في قضايا الإرهاب والفكر الإسلاموي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد