1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تتحول اليمن لجبهة مركزية للإرهاب الدولي؟

٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩

أفادت التحقيقات الأولية بأن التخطيط لتفجير طائرة ركاب أمريكية من طرف شاب نيجيري تمت في اليمن، مما دفع بهذا البلد المضطرب من جديد إلى واجهة الأحداث، في ظل تخوف الخبراء من تحوله إلى قاعدة خلفية جديدة للإرهاب الدولي.

https://p.dw.com/p/LGR1
تخوفات دولية من أن تتحول اليمن إلى إلى جبهة خلفية جدية لتنظيم القاعدة الإرهابي.صورة من: picture-alliance/ dpa

يعيش اليمن اليوم حالة من انعدام الأمن والاستقرار، إذ تخوض الحكومة صراعات على جبهات مختلفة سواء ضد الحوثيين في صعدة أو ضد تمرد الجنوبيين، أو من حيث تنامي خطر تنظيم القاعدة، وذلك بعد عودة العديد من اليمنيين الذين كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو العسكري الأمريكي إلى معسكرات التدريب التي أقامها فرع تنظيم القاعدة في اليمن، والذي أطلق على نفسه اسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وتشير أحدث التقارير الأمنية الأمريكية إلى أن عددد ممن أفرج عنهم مؤخراً قتلوا في اشتباكات مسلحة مع أفراد الجيش اليمني أو قوات حرس الحدود السعودية، وذلك بعد محاولتهم التسلل إلى الأراضي السعودية.

اليمن ملجأ "قديم" للقاعدة

ويشير الدكتور غيدو شتاينبرغ من مؤسسة برلين للعلوم والسياسة إلى أن اليمن شكل منذ تسعينات القرن الماضي قاعدة خلفية لتنظيم القاعدة، وملاذاً لأفراده وللجهاديين الذين خاضوا الحرب ضد الاتحاد السوفييتي أثناء احتلاله لأفغانستان، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت قد حاربت القاعدة في اليمن في السابق دون أي نتيجة، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس كول عام 2002.

هذا ويشكل ضعف الحكومة المركزية في اليمن وتركيزها على محاربة الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب أحد أهم عوامل جذب اليمن لتنظيم القاعدة بحسب شتاينبرغ، والذي يشير إلى أن الحكومة كانت قد استعانت بالجهاديين والسلفيين العائدين من أفغانستان عام 1994 لمحاربة الحوثيين الشيعة – والذين انضموا فيما بعد لتنظيم القاعدة في اليمن. إضافة إلى ذلك يشكل البعد الرمزي لليمن عامل جذب لأفراد القاعدة، إذ ينحدر والد زعيم التنظيم أسامة بن لادن من محافظة حضرموت اليمنية، كما يحوي التنظيم بين أفراده العديد من اليمنيين.

تعاظم الدور الأمريكي في اليمن


ولا يوجد شك في أن التواجد الأمريكي في اليمن كبير، وهو أمر يشاطره الخبير في شؤون الإرهاب من مؤسسة برلين للعلوم والسياسة، والذي يؤكد أن محاولة تفجير الطائرة المتجهة إلى مدينة ديترويت الأمريكية شكل استفزازاً للولايات المتحدة من قبل القاعدة، متوقعاً أن تتقوى في المستقبل النشاطات الاستخباراتية الأمريكية في اليمن. إلى ذلك أفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة، وبناء على طلب شخصي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستخصص أكثر من 70 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة لتدريب القوات اليمنية على أساليب مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تنظيم عمليات سرية للقوات الأمريكية في الأراضي اليمنية.

Guido Steinberg
الخبير الألماني في شؤون الإرهاب د. غيدو شتاينبيرغ

ويشير الدكتور شتاينبرغ في هذا الصدد إلى كون الولايات المتحدة قد استخدمت طائرات بدون طيار لقصف عدد من معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة، وذلك منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2002، مضيفاً أنه من المحتمل تكون قد استعانت بنفس الأسلوب مؤخراً لقصف أحد معسكرات القاعدة جنوب اليمن.

"اليمن ليس بأهمية باكستان"


من ناحية أخرى تفيد صحيفة نيويورك تايمز بأن واشنطن ستحاول تعزيز علاقاتها مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل حثه على التحرك ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وذلك في ظل تعزيز التنظيم لجهود التدريب والتجنيد في السنوات الأخيرة وشن عدد من الهجمات على أهداف أجنبية في البلاد.

BIldergalerie Flüchtlingskrise im Swattal Talibankämpfer
باكستان وأفغانستان أهم جبهات القتال لطالبان وللقاعدةصورة من: picture-alliance/ dpa

لكن وعلى الرغم من تصعيد وتيرة هجمات القاعدة في اليمن و السعودية، ومن تزايد الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، يؤكد غيدو شتاينبرغ أن قيادة القاعدة لا تعتبر اليمن منطقة مهمة لها، وذلك لقلة التواجد الأجنبي فيها، مؤكداً أن القاعدة لا تزال تعتبر باكستان وأفغانستان من أهم جبهاتها، وذلك "لتواجد عدد كبير من الجنود الأمريكيين والغربيين هناك، وهذا فرق أساسي بين باكستان وأفغانستان واليمن". إلا أنه توقع أن تصعّد القاعدة من نشاطاتها في شبه الجزيرة العربية في السنوات القادمة، وخصوصاً في السعودية. ودعا شتاينبرغ الولايات المتحدة للتعاون مع الدول الأوروبية ودول الجوار من أجل التفكير في إستراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب في اليمن، مشدداً على أن تكون هذه الإستراتيجية سياسية وليست عسكرية.

الكاتب: ياسر أبو معيلق

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد