1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توجهات لربط أوروبا بإيران عبر أنابيب غاز خارج الأراضي الروسية

في الوقت الذي تتسم فيه العلاقات السياسية بين أوروبا وإيران بالتوتر بسبب طموحات الأخيرة النووية، تأخذ العلاقات الاقتصادية شكلا آخر. شركات النفط الكبرى تطارد الغاز الطبيعي عبر محاولة مد أنابيب لاستيراد الغاز من ايران.

https://p.dw.com/p/7m4V
أحد حقول استخراج الغاز في ايرانصورة من: dpa

تعتزم الشركة النمساوية للطاقة (OMV) جعل الغاز الطبيعي الإيراني في متناول الأسواق الأوروبية وذلك عبر مشروع ضخم لمد أنابيب نقل الغاز مباشرة إلى أوروبا عبر تركيا ودول البلقان. ويهدف المشروع الذي يطلق عليه اسم نابوكو بايبلاين (Nabucco-Pipeline) الى محاولة ايجاد بديل للغاز الروسي وذلك على ضوء ألازمة الأخيرة بين أوكرانيا وروسيا. وفي حوار مع DW-WORLD ، أوضح أوتو موزيليك، مدير عام الشركة النمساوية للطاقة أن قرارا نهائيا بشان المشروع سوف يتخذ مع حلول 2007. وأشار موزيليك إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بإمدادات الغاز الروسي إلى السوق الأوروبية أعطت إمكانية تحقيق المشروع دفعة قوية. وفي هذا السياق قال مدير الشركة النمساوية "من المؤكد أن هذا المشروع لن يكون نبئا سارا بالنسبة لروسيا، وهذا ما لم يخفيه الكرملين". وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بمستقبل مشروع أنابيب شمال أوروبا لنقل الغاز الروسي مباشرة الى ألمانيا عبر بحر البلطيق قال موزيليك "أن المشروع النمساوي الإيراني لا يشكل منافسة للمشروع الألماني الروسي، لاسيما وان حجم الاستهلاك الأوروبي من الغاز قد ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يجعل من السوق الروسية وحدها غير قادرة على إشباع حاجات السوق الأوروبية من الغاز الطبيعي." وأضاف المدير قائلا: "أوروبا بحاجة عاجلا أم آجلا الى الوصول الى أكبر احتياطيات العالم من الغاز والمتواجدة في إيران وأذربيجان وبعض الدول العربية." ومن المنتظر أن تقوم أنابيب "مشروع نابوكو" التي يبلغ طولها 3300 كم بنقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. وتبلغ التكاليف المقدرة للمشروع نحو 4.6 مليار يورو.

نفط أم غاز: من يملك المستقبل؟

Symbolbild Gaspreise p178
الغاز مصدر نظيف للطاقة واضراره محدودة على البيئةصورة من: BilderBox

الغاز الطبيعي الذي كان يُحرق هباء ذات يوم أصبح الآن على قمة اهتمامات شركات النفط الكبرى التي تضخ مليارات الدولارات في مشروعات لتلبية الطلب المزدهر على وقود نظيف. الخبراء يتوقعون أن يواصل النفط سيادته بسبب هيمنته على قطاع النقل، لكن الغاز سيجد مكانا له في محطات الطاقة ليحل محل الفحم غير النظيف. ويحذر بعض المراقبين من الإفراط في المقارنة بين النفط والغاز خاصة فيما يتعلق بالنفوذ السياسي للدول التي تملك أكبر الاحتياطيات وهي روسيا وايران وقطر. فسوق الغاز بطبيعتها ليست في مرونة سوق النفط لان الوقود يتم ضخه عبر خطوط أنابيب محددة مباشرة الى المستهلكين أو يشحن بحرا في صورة سائلة في صهاريج مخصصة لهذا الغرض. لكن تجارة الغاز أصبحت عالمية أكثر بطبيعتها ولم تعد محصورة بعوائق جغرافية. فهناك الان سوق عالمية من نوع ما خاصة مع زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال "المحمول في ناقلات". وتوجد حلقات وصل تربط أوروبا بالولايات المتحدة عبر حوض الاطلسي ومصادر امداد مثل الغاز الطبيعي المسال القادم من الشرق الأوسط يمكنها النفاذ الى الأسواق الإقليمية حول العالم."

دانيل سيمونز، الخبير في وكالة الطاقة الدولية، مستشارة الطاقة لدى 26 دولة صناعية، أشار الى "انه قبل بداية العقد الماضي كان ينظر الى الغاز على أنه جائزة الخائبين." وعادة ما كانت الشركات تنظر الى الغاز الذي ينبعث مع النفط على أنه غير ذي جدوى بحيث لا يستحق استخراجه وشحنه إلى الأسواق. وقال سيمونز "كانت الشركات تسد الفوهات وتنتقل الى مكان أخر. ولكن لأسباب متنوعة أصبح الغاز الآن حقلا اقتصاديا من المغري جدا أن يكون لك تواجدا فيه." وتتضح ميزة الغاز على منافسيه من الطاقة النووية والفحم في أجلى صورة عندما يتعلق الأمر بتوليد الكهرباء. فالغاز الطبيعي وقود مرن ونظيف وغير مضر للبيئة، كما أن محطات الطاقة العاملة بالغاز رخيصة وسريعة البناء نسبيا.

احتياطات العرب من الغاز

Bush sammelt Verbündete
الولايات المتحدة أكبر مستثمر للغاز في امارة قطر الخليجيةصورة من: AP

أصبحت دولة قطر الخليجية الصغيرة التي يوجد بها ثالث أكبر احتياطيات غاز في العالم بعد روسيا وايران تمثل واحدة من أكثر الفرص الاستثمارية رواجا. وتعتبر مصر وليبيا والجزائر أيضا مناطق جذب رئيسية للاستثمارات في قطاع الغاز. ويمكن أن ينمو الطلب على الغاز بنسبة ثلاثة في المئة سنويا خلال الخمسة عشر عاما المقبلة وفقا لتوقعات شركة رويال داتش شل في حين تقدر وكالة الطاقة الدولية أن استثمار تريليوني دولار خلال أول عقدين من هذا القرن سيكون ضروريا لمواجهة ذلك النمو. وقال سيمونز "قائمة المستثمرين في مشروعات الغاز تبدو مثل دليل المشاهير في عالم الطاقة. عندما تنظر الى حجم الاستثمارات التي تقوم بها شركات الطاقة الكبرى في أصول للغاز حول العالم لا /يساورك أي شك في أن هذا اتجاه عام رئيسي." وكانت وكالة الطاقة الدولية قد قالت في وقت سابق ان انتاج الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط وشمال افريقيا سيقفز ليصل الى ثلاثة امثاله على مدى ال 25 عاما المقبلة في أكبر زيادة تشهدها أي منطقة في العالم. وقالت الوكالة في تقريرها السنوي عن توقعات الطاقة العالمية ان أكبر زيادة ستكون في قطر وإيران والجزائر والسعودية.

أمن الإمدادات والتوترات السياسية

Ahmadinedschad: Keine Kursänderung bei Atomgesprächen p178
الرئيس الايراني ولعبة التوازنات الاقتصادية؟صورة من: dpa

تستثمر شركة بي بي على سبيل المثال في الغاز لأسباب من بينها الترويج لصورتها كصديقة للبيئة. وقفزت استثمارات الشركة في مجال الغاز الطبيعي حتى أصبحت تمثل نحو 40 في المئة من استثماراتها في مجال الطاقة منذ عام 1997. لكن الغاز الطبيعي سيواصل زيادة حصته ضمن مصادر الطاقة في أسواق معينة اذا تم التعامل مع قضية أمن الإمدادات بصورة مناسبة. ويعتقد هولينز من شركة وود ماكينزي الاستشارية ان مسألة الامدادات هي بالدرجة الاولى "جغرافيا سياسية. والمناطق الغنية بالموارد يجب أن توفر الظروف المناسبة للمستثمرين لتطوير احتياطياتها وبناء البنية التحتية الضرورية.// وتابع "على سبيل المثال من مصلحة العالم أن يتم استغلال احتياطيات الغاز الإيرانية ذات المستوى العالمي. لكن هناك عقبات سياسية في وجه الاستثمار." تجدر الاشارة الى الولايات المتحدة تمنع الشركات الأمريكية من ممارسة أنشطة تجارية مع طهران وتسعى أيضا الى معاقبة شركات الطاقة الأجنبية التي تساهم في تطوير قطاع الطاقة الإيراني الهائل. وتلقي الازمة الأخيرة بين الغرب وايران بسبب طموحات الأخيرة النووية بظلالها على إمدادات الطاقة وعملية استثمارها. وفي ظل ارتفاع أسعار النفط لا يمكن للسوق العالمية أن تستغني عن إمدادات إيران من مصادر الطاقة، صاحبة أكبر احتياط من الغاز بعد روسيا وأكبر احتياط من النفط بعد السعودية والعراق وروسيا. وفي نفس الوقت يعرف الغرب أن الأموال التي تجنيها الدولة الإسلامية يمكن أن تستخدم في إنتاج أسلحة نووية. معادلة صعبة ستفرض نفسها في السياسة الدولية في العقود القادمة.

دويتشه فيله/وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد