1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليمن.. عشرات القتلى ومئات الجرحى في حادث تدافع بصنعاء

٢٠ أبريل ٢٠٢٣

في إحدى أكبر حوادث التدافع في العالم خلال عقد، لقي العشرات حتفهم وأصيب أكثر من 300 شخص، خلال توزيع مساعدات مالية في العاصمة اليمنية صنعاء. وتم تشكيل لجنة تحقيق وضبط اثنين من التجّار القائمين على توزيع المساعدات.

https://p.dw.com/p/4QKfL
حادثة تدافع في صنعاء أسفرت عن مقتل العشرات (19.04.2023)
حادثة التدافع في صنعاء تعد إحدى أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرةصورة من: ANSAR ALLAH HOUTHI MEDIA OFFICE/AP/picture alliance

قُتل 85 شخصًا على الأقل وأصيب 322 بجروح في اليمن اليوم الخميس (20 نيسان/أبريل 2023)، خلال توزيع مساعدات مالية في عاصمة البلد الغارق بالحرب، في أحد أكبر حوادث التدافع في العالم في السنوات العشر الأخيرة.
وقال مسؤول أمني حوثي لوكالة فرانس برس: "قُتل 85 شخصًا وأصيب أكثر من 322 بجروح بينهم 50 في حالة حرجة" في حادثة التدافع. وأكّد مسؤول طبّي حصيلة الحادثة التي وقعت في منطقة باب اليمن في وسط صنعاء وفقًا لمراسل فرانس برس. وتابع المسؤول الأمني مشترطًا عدم كشف هويّته أنّ "بين القتلى نساءً وأطفالًا". وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنّ الحادثة وقعت داخل "مدرسة معين" حيث تجمّع المئات لتلقّي مساعدات، بحسب روايات شهود عيان. وقال بعضهم إنّ إطلاق نار أدى إلى التدافع.

ووقعت المأساة هذه قبل أيّام من حلول عيد الفطر، خلال فترة غالبًا ما تُوزّع خلالها مبالغ ماليّة ومساعدات على الفقراء. وقال شاهدان مشاركان في جهود الإنقاذ لرويترز إن المئات تدافعوا إلى داخل المدرسة لتلقي المساعدات البالغة خمسة آلاف ريال يمني أو نحو تسعة دولارات للشخص. وأظهر تسجيل مصوّر نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيّين عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيّق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".

 

ونقلت وكالة "سبأ" التي تقع تحت سيطرة الحوثيين عن المتحدّث باسم "وزارة" الداخليّة في الحكومة غير المعترف بها دوليًا، العميد عبد الخالق العجري، أنّ الحادثة وقعت "بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ ماليّة من قبل بعض التجّار". وأضاف: "الحادث المأساوي المؤلم (...) راح ضحيّته العشرات"، مشيرًا إلى أنه "تمّ نقل الوفيات والمصابين إلى المستشفيات وضبط اثنين من التجّار القائمين على الموضوع".

لجنة تحقيق واعتقالات
وأمام مستشفى الثورة، تجمّع عدد كبير من أهالي الضحايا محاولين الدخول، لكنّ رجال الأمن كانوا يمنعونهم من ذلك، في وقتٍ زار مسؤولون المستشفى، حسب مراسل فرانس برس. وفرضت قوّات الأمن التابعة للحوثيّين طوقًا أمنيًا حول "مدرسة معين" عند باب اليمن في صنعاء القديمة حين وقعت الحادثة، ومنعت الدخول إلى المكان وتصويره.


في السياق، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى الحوثيين مهدي المشاط "تشكيل لجنة من الداخليّة والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع"، حسبما نقلت "سبأ". وقال مسؤول أمني في صنعاء إنّ السلطات "اعتقلت ثلاثة تجّار على خلفيّة الحادثة".

وهذه واحدة من أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، حسب حصيلة لهذا النوع من الحوادث أعدّتها فرانس برس. وأظهرت تسجيلات مصوّرة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جثثًا ملقاة أرضًا داخل مجمّع كبير. ولم تتمكّن فرانس برس من التحقّق من صحّة اللقطات بشكل مستقلّ. ويعاني كثير من الموظّفين الحكوميّين اليمنيّين في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيّين جرّاء عدم تلقّيهم رواتب منذ سنوات.

تبادل الاتهامات بتحمل المسؤولية
وتعليقًا على حادثة التدافع، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنيّة المعترف بها جوليا معمر الارياني على تويتر: "نحمّل القتلة المجرمين (...) الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساويّة، وأحالوا حياة الملايين من اليمنيّين إلى جحيم، المسؤوليّة الكاملة عن هذه الجريمة"، في إشارة منه إلى الحوثيين.

لكن محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا، قال إن التدافع نتج عن معاناة الشعب اليمني من أسوأ أزمة إنسانية عالمية بعد ثمانية أعوام من القتال. وأضاف على تويتر: "نحمل دول العدوان مسؤولية ما حدث ومسؤولية الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني بسبب العدوان والحصار".

وانتهت أوائل تشرين الأوّل/أكتوبر هدنة توسّطت فيها الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2022، دون أن يتوصّل أطراف النزاع إلى اتّفاق لتمديدها. لكنّ الوضع ظلّ هادئًا نسبيًا على الأرض. واعتبر مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الإثنين أنّ البلد الغارق في الحرب لم يشهد منذ ثماني سنوات "فرصة جادّة" كهذه لإحلال السلام، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّه ما زال هناك عمل كثير يجب فعله على هذا الصعيد.

بسبب الغلاء... عائلات يمنية تعيد إصلاح ملابس العيد القديمة

وهناك جهود دبلوماسيّة نتجت من التقارب السعودي الإيراني، ترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق نار طويل الأمد ووضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحلّ. وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات نادرة مع الحوثيين في صنعاء هذا الأسبوع، لكنّه غادر الخميس من دون التوصّل إلى اتّفاق نهائي إنّما بتفاهم "مبدئي" حول هدنة وعقد جولة من المحادثات.

ويشهد أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ 2014 حربًا بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء، والقوات الموالية للحكومة والتي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية.

وتسبّبت الحرب بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، فيما يهدّد خطر المجاعة ملايين السكّان، ويحتاج آلاف إلى علاج طبّي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتيّة للتدمير. وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 21,7 مليون شخص (ثلثا السكان) يحتاجون إلى مساعدات إنسانيّة هذا العام.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)