1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان: الآلاف يخرجون إلى الشوارع مجددا منددين بالانقلاب

٢٤ يناير ٢٠٢٢

مرة أخرى يخرج الآلاف من السودانيين إلى شوارع العاصمة وأحيائها منددين بالانقلاب العسكري ومطالبين بحكومة مدنية. ومرة أخرى يعلن نشطاء مقتل متظاهرين بـ "الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع خلال الاحتجاجات".

https://p.dw.com/p/461hC
تظاهرة في السودان ضد الانقلاب العسكري
تظاهرة في السودان ضد الانقلاب العسكريصورة من: Ashraf Shazly/AFP/Getty Images

سقط قتيلان من بين المحتجين "بالرصاص الحي"، الاثنين (24 يناير/ كانون الثاني 2022)، خلال تظاهر الآلاف من السودانيين في العاصمة وأحيائها ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قبل ثلاثة أشهر وقد قابلتها قوات الشرطة بالعنف. 

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك في أحدث بيان لها مقتل متظاهر ثان "لم يتم التعرف على بياناته إثر إصابته برصاصة في الرأس من قبل قوات السلطة الانقلابية خلال مشاركته في مليونية 24 يناير/كانون الثاني بمواكب مدينة الخرطوم".

وكانت اللجنة نشرت بيانا سابقا أكدت فيه مقتل متظاهر أول بدون التعرف على بياناته "إثر إصابته برصاصة حية مباشرة في الصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية". وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس أن آلاف المتظاهرين تجمعوا في مسيرة إلى قصر الرئاسة وسط الخرطوم، كما خرج محتجون إلى شوارع مدينة أم درمان للمطالبة بحكم مدني ومحاسبة المسؤول عن مقتل المتظاهرين.

وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن تصدت لاحتجاجات اليوم الاثنين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وذلك على بعد 1.2 كيلومتر من القصر الرئاسي. 

وفي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة على بعد 186 كلم جنوب الخرطوم، قال عماد محمد أحد شهود العيان لفرانس برس عبر الهاتف "تجمع حوالي ثلاثة آلاف شخص في وسط المدينة يحملون أعلام السودان وصور الذين قتلوا أثناء الاحتجاجات". وأضاف "هتف المتظاهرون لا لحكم العسكر .. مدنية قرار الشعب".

وفي ولاية القضارف والتي تبعد 450 كلم شرق الخرطوم، قالت أمل حسين "تظاهر حوالي أربعة آلاف شخص وهم يهتفون ضد الحكم العسكر ولمدنية الدولة".

وفي بيان الأحد أكد حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، على وقوفه "بصلابة وعزم مطالبين بتنحي رأس الانقلاب وكامل سلطته الانقلابية فورا وإزالة كافة آثار انقلاب 25 أكتوبر(تشرين الأول)". وأرجع الحزب ذلك الموقف إلى "ابتداع أشكال جديدة بارتكاب المجازر العنيفة (ضد المتظاهرين) واعتقال الثوار بكثافة وغيرها ..".

شهدت شوارع العاصمة على مدار الفترة الماضية توقيف مئات من النشطاء والمتظاهرين من قبل سلطات الأمن خصوصا خلال أيام الاحتجاجات. 

وأمس الأحد، أكدت السكرتيرة العامة لمبادرة "لا لقهر النساء" تهاني عباس أن عددًا من الرجال الملثمين المسلحين قاموا باعتقال أميرة الشيخ رئيسة المبادرة من منزلها بعد منتصف ليل السبت. وقالت لفرانس برس "تم أخذها لجهة غير معلومة ولم يفصح الملثمون عن الجهة التي يتبعونها".

احتجاجات متواصلة ضد الانقلاب العسكري

يشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وعنف منذ الانقلاب الذي أطاح خلاله البرهان بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير. وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 75 متظاهرا قتلوا في الاحتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ الانقلاب الذي وقع في 25 تشرين الأول/اكتوبر.

وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي وتقول إن ضابطا طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى الى وفاته، بالاضافة إلى اصابة العشرات من أفراد الأمن.

وكان البرهان، الذي يرأس مجلس السيادة المشرف على العملية الانتقالية، أطاح بالمدنيين من السلطة، ثم أعاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى رأس الحكومة تحت ضغط دولي وبناء على اتفاق سياسي رفضه الشارع رفض واعتبره "خيانة"، فاستقال حمدوك وقُبلت استقالته. وشكّل البرهان الأسبوع الماضي حكومة "لتصريف الأعمال" مؤلفة من موظفين كبار غير معروفين.

في هذا الوقت، يحاول كل من المبعوث الخاص الأميركي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في إرساء حوار في السودان الذي يضم 45 مليون نسمة، وهو من أكبر دول إفريقيا.

والتقى الموفدان الخميس البرهان في الخرطوم، ووجها دعوة إلى "حوار وطني جامع وحكومة من أشخاص أكفاء يديرها مدني". وأكد المبعوثان الأميركيان أن واشنطن "لن تستأنف المساعدات للسودان قبل وقف العنف والعودة إلى حكم بإدارة مدنية كما يريد السودانيون"، بحسب ما أفادت السفارة الأميركية في الخرطوم.

وكانت واشنطن أوقفت مساعدات  بقيمة 700 مليون دولار للسودان، عقب الانقلاب. وفي العاشر من كانون الثاني/يناير، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرتس رسميا إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد.

ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز)