1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعامل مع أشرطة المختطفين بين مهنية الصحافة وخدمة مصالح الخاطفين

أجرى الحوار شتيفن لايدل/ إعداد أصلان حسن١٢ مارس ٢٠٠٧

يثير عرض وسائل الإعلام للأشرطة المصورة للمختطفين جدلاً كبيراً حول صعوبة التوفيق بين مسؤولية العمل الصحفي وحريته وبين الانسياق أمام أهداف الخاطفين في تصعيد الضغوط على الحكومات، التي ترفض التعامل معها.

https://p.dw.com/p/9zNd
الباحث في العلوم السياسية هيرفريد مونكلرصورة من: HU-Berlin

على خلفية شريط الفيديو الأخير الذي أظهر الرهينتين الألمانيين في العراق عاد الجدل مجدداً حول أخلاقية بث أشرطة الفيديو التي تنقل مطالب وتهديدات بعض الخاطفين. وتكمن معضلة الكثير من أجهزة الإعلام في صعوبة التوفيق بين مهنية الصحافة وحريتها وبين المسؤولية الأخلاقية تجاه ضحايا أبرياء تم اختطافهم من أجل غايات مختلفة. وللوقوف على حيثيات هذه الإشكالية التقى موقعنا الباحث السياسي هيرفريد مونكلر للإطلاع على قراءته لها.

دويتشه فيله: يظهر شريط الفيديو الذي عرضه الخاطفون المرأة المختطفة وهي تطلب العون باكية من المستشارة الألمانية. هنا تجد وسائل الإعلام نفسها أمام السؤال التالي: هل يجب عرض كل ما يحتوي عليه الشريط أم لا؟ دويتشه فيله مثلاً امتنعت عن بث الشريط، هل هذا القرار صائب؟

مونكلر: إن نقل الأنباء عن احتجاز الرهائن ومصيرهم شيء، وعرض صورهم شيء آخر. فالصور تعتبر طريقة لنقل المعلومات حول ما يحدث، لكنها في الوقت نفسه يمكن ان تصبح وسيلة يراد منها ممارسة الضغط على المجتمع الذي ينتمي إليه الرهائن. لذلك فمن الحنكة عدم مشاركة وسائل الإعلام في هذه اللعبة وإدراك مدى خطورة الصور في هذا المجال، لأن نشرها سوف يخدم مصالح الخاطفين.

هذا يعني أنه من الأفضل هنا عدم بث مشاهد للمرأة التي تتوسل و الرجل الباكي لكي لا يحتوي الخبر على مؤثرات عاطفية؟

إذا كان من الضروري بث تلك المشاهد فليكن ذلك، لكن الكثيرين ممن ارتكبوا عمليات اختطاف في السابق، كانوا على إطلاع بالنظريات الأمريكية حول طرق التواصل. كما أنهم يعرفون جيداً كيف يمارسون الضغوط على الحكومات، التي كانت تصرح مراراً بأنها لا تتفاوض مع الخاطفين. لهذا كان ينشر هؤلاء صوراً لإظهار تجبر وعدم إنسانية تلك الحكومات. ويمكن القول باختصار إن كل من يرى أن نشر مثل هذه الصور هو أمر ضروري لا يعلم أن ذلك يزيد الضغط على الحكومات و يلعب دوراً سلبياً في هذه الحالات.

لكن معظم وسائل الإعلام قامت بنشر هذه الصور. هل يعني هذا أنها قد خدمت بهذا العمل مصالح الخاطفين؟

نعم بكل تأكيد. لقد سُخّرت وسائل الإعلام هنا لتعظيم التأثير الضئيل الذي يمكن أن يمارسه الخاطفون. فقد كان من الممكن سابقاً التعتيم على الأحداث، لكن هذا أصبح اليوم مع انتشار الإنترنت أمراً غير ممكن من الناحية التقنية. لذلك فإن المسألة تتوقف الآن على وسائل الإعلام نفسها وعلى التخلي الطوعي عن بث مثل هذه المشاهد.

ماهي طبيعة دور الإنترنت في هذه الإشكالية؟

أصبح الإنترنت الوسيلة المفضلة لدى الخاطفين لنشر رسائلهم. فلم يعد من الضروري الآن التوجه إلى أحد المحطات التلفزيونية وتقديم شريط الفيديو. طبعاً يمكن الآن رؤية مثل هذه الأشرطة على شبكة الإنترنت حتى إذا لم تبثها وسائل الإعلام. كما أنني أرى أن من غير الممكن اليوم السيطرة على هذه الوسيلة.

لكن الكثيرين يرون أن هنالك حاجة لدى عامة الناس لمعرفة هوية المختطف؟

يمكن تلبية هذه الحاجة إذا كانت موجودة بالفعل عن طريق نشر اسم الرهينة، وليس من الضروري هنا إظهار وجهه.

هيرفريد مونكلر: باحث في العلوم السياسة من جامعة هومبولت في برلين. له الكثير من المؤلفات أبرزها "الحروب الجديدة" و"الإمبراطوريات – منطق سيادة العالم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد