1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أنباء متضاربة عن دخول طالبان العاصمة كابول من جميع الجهات

١٥ أغسطس ٢٠٢١

قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن طالبان بدأت دخول العاصمة كابول من جميع الجهات، غير أن متحدثا باسم الحركة أكد أن مقاتليها أُمروا بالبقاء عند مداخل العاصمة، تزامنا مع استسلام جلال أباد وبدء إجلاء موظفي السفارات الغربية.

https://p.dw.com/p/3z0Y0
مقاتلو طالبان يدخلون مدينة جلال آباد - صورة بتاريخ 15 أغسطس/ آب 2021
مقاتلو طالبان يدخلون مدينة جلال آبادصورة من: REUTERS

أكدت حركة طالبان أنها لا تعتزم دخول العاصمة الأفغانية كابول بالقوة، ووجهت مقاتليها بالبقاء على مشارفها. غير أن مكتب الرئيس الأفغاني أكد على تويتر سماع دوي إطلاق نار في عدة نواح من كابول، موضحا أن قوات الأمن تسيطر على الوضع. وفي وقت سابق اليوم (الأحد 15أغسطس / آب 2021) قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن حركة طالبان بدأت دخول العاصمة كابول من جميع الجهات. 

وسيطرت حركة طالبان على مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان اليوم (الأحد 15 أغسطس/ آب 2021) دون قتال لتتقلص المساحة التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية المتداعية إلى ما يزيد قليلا عن  كابول العاصمة. وقبل أسبوع فقط، قالت المخابرات الأمريكية إن كابول قد تصمد ثلاثة أشهر على الأقل. وبالسيطرة على جلال آباد تحكمت الحركة في طريق سريع مؤدي إلى مدينة بيشاور الباكستانية.

ويأتي ذلك بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف الرئيسية في الشمال بدون مقاومة أيضاً. وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد "لا توجد اشتباكات حالياً في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان...فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين". وقال مسؤول أمني آخر إن طالبان وافقت على توفير ممر آمن لمسؤولي الحكومة وقوات الأمن لمغادرة جلال آباد. وأضاف المسؤول إن قرار الاستسلام اُتخذ لتجنب "سقوط ضحايا وحدوث دمار".

زحف شامل دون إراقة دماء

واجتاحت  طالبان البلاد في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وزادت حملة الحركة في الأسبوع الأخير بسرعة خاطفة صدمت الدول الغربية خاصة في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني. وقال مسؤولون محليون إن قوات طالبان دخلت مزار الشريف يوم السبت دون مقاومة تذكر مع فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان الواقعة شمالاً على بعد نحو 80 كيلومتراً.

وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لم يجر التحقق منه مركبات تابعة للجيش الأفغاني ورجالاً بالزي العسكري يحتشدون على الجسر الحديدي الرابط بين بلدة حيرتان الأفغانية وأوزبكستان. وفر أيضاً اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دوستم.

وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه جرى تسليم إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، إلى طالبان نتيجة "مؤامرة". وقالت طالبان في بيان في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني كما طمأنت الأفغان والأجانب على حد سواء بأنهم سيكونون في أمان. وذكرت الحركة في البيان أنها "تؤكد مرة أخرى لجميع مواطنيها أنها ستعمل كعادتها على حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم وتهيئة بيئة سلمية وآمنة لأمتها الحبيبة. ولا ينبغي لأحد أن يقلق على حياته". وأضافت أن الدبلوماسيين وموظفي الإغاثة لن يواجهوا أي مشاكل.

عزل تدريجي للعاصمة كابول

لجأ بعض الأفغان إلى كابول التي بدت معزولة بشكل متزايد فراراً من أقاليمهم وخوفاً من عودة الحكم الإسلامي المتشدد. وكانت طالبان سيطرت في وقت سابق على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوبي كابول، حسبما قال عضو مجلس إقليمي محلي لرويتر شريطة عدم نشر اسمه. لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب طالبان بشكل أكبر من كابول عبر بل علم وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.

وسيطرت طالبان على قندهار أكبر مدن الجنوب يوم الجمعة مع اكتمال انسحاب القوات الدولية بعد 20 عاما من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة عام 2001 . وسقطت هرات، وهي أكبر مدن الغرب قرب حدود إيران، يوم الجمعة وقال أحد السكان إن مئات الناس قضوا ليلتهم في خيام أو في العراء بكابول وعلى جوانب الطرق وفي أماكن انتظار السيارات.

ويمنح استيلاء طالبان على مدينة جلال أباد التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 280 ألف نسمة ومناطق أخرى في الولاية للحركة المتمردة، السيطرة على معبر تورخام الحدودي، وهو أكبر طريق للتجارة والترانزيت بين  أفغانستان وباكستان. وتسيطر طالبان الآن على ما لا يقل عن 25 عاصمة ولاية من ولايات أفغانستان البالغ عددها 34، وتم الاستيلاء على كل هذه المدن خلال 10 أيام.

إجلاء موظفي السفارات الغربية في كابول

وفي الوقت الذي تتقدم فيه طالبان نحو كابول، بدأت دول من بينها  الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا  في العمل على إجلاء ما تبقى لهم من موظفين محليين في أفغانستان. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن برلين مستعدة لجميع السيناريوهات حيث تعتزم إجلاء دبلوماسييها وموظفي سفارتها مع استمرار تقدم حركة طالبان نحو كابول.

وقال ماس لصحيفة بيلد الشعبية الصادرة اليوم الأحد: "أهم أولوياتنا الآن هي سلامة طاقم سفارتنا. لن نخاطر بسقوط مواطنينا في أيدي طالبان. نحن مستعدون لجميع السيناريوهات". وذكرت الصحيفة أن القوات الجوية الألمانية ستسير يوم غد الاثنين رحلات نقل عسكرية إلى كابول. وقال ماس إن الحكومة الألمانية تسعى للحصول على تفويض من البرلمان (بوندستاغ)،  من أجل مهمة الإجلاء. وعقدت المستشارة أنغيلا ميركل والعديد من أعضاء مجلس الوزراء اجتماعا طارئا يوم السبت وناقشوا كيفية إعادة الموظفين الدبلوماسيين والموظفين العاملين في المنظمات الألمانية إلى الوطن في أقرب وقت ممكن. وبدأ الجيش الألماني بالفعل في الاستعداد.

في سياق متصل، قال مسؤولان أمريكيان اليوم الأحد إن الولايات المتحدة بدأت في إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة كابول. وقال أحد المسؤولين طالباً عدم نشر اسمه "لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتشاور، وأغلب الموظفين مستعدون للمغادرة... السفارة تواصل عملها".

وكان من المتوقع البدء في إجلاء معظم الدبلوماسيين اليوم الأحد في ظل مواصلة حركة طالبان تقدمهما الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من خول كابول. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة "منظمة وآمنة". وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السفير البريطاني سيغادر أفغانستان مساء الأحد. وأوضحت التقارير أن بريطانيا، التي أرسلت 600 جندي، عجلت إجراءات إجلاء البريطانيين بسبب مخاوف متزايدة من احتمال اجتياح طالبان للمطار.

ح.ز/ ع.غ (رويترز/ د.ب.أ)