1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف لاحقت محاكم ألمانيا متورطين بجرائم حرب في سوريا؟

إسماعيل عزام
٢٦ فبراير ٢٠٢٣

محاكمة جديدة في ألمانيا لمقاتل ينتمي لميليشيا موالية للنظام السوري. ليست المحاكمة الأولى، إذ تحولت محاكم ألمانيا إلى فضاء لإدانة متورطين بجرائم خطيرة في الحرب السورية، سواء مع النظام، أو مع المعارضة المسلحة.

https://p.dw.com/p/4Nvwd
سيدة سورية ترفع صور إخوانها السوريين الذين قتلوا في سوريا وذلك إبان محاكمة أنور. أ في كوبلنز
سيدة سورية ترفع صور إخوانها السوريين الذين قتلوا في سوريا وذلك إبان محاكمة أنور. أ في كوبلنزصورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance

عاد ملف محاكمة المشاركين في جرائم الحرب السورية إلى الواجهة في ألمانيا، بعد إصدار محكمة في برلين هذا الاسبوع حكما  على عضو سابق في ميليشيا موالية لنظام الأسد، بالسجن مدى الحياة، لتسببه في مقتل أربعة مدنيين على الأقل، في هجوم شنه على مخيم اليرموك، في العاصمة السورية دمشق قبل سنوات. الضحايا مدنيون كانوا ينتظرون توزيع الإعانات، وقد تمت إدانته كذلك للشروع في القتل في واقعتين أخريين.

جرائم في مخيم اليرموك

المتهم، موفق د، وهو من أصول فلسطينية، كان عضواً في "حركة فلسطين حرة"، التي تأسست في سوريا منذ سنوات وخلقت خلال الحرب ذراعاً عسكرياً للدفاع عن النظام قي وجه المعارضة السورية، كما نشط في الميليشيا التي يقودها أحمد جبريل.

وكان موفق، حسب تأكيدات المحكمة، هو المكلف بنقطة تفتيش تدخل عبرها المساعدات الغذائية لمخيم اليرموك، وقد تكون دوافعه هي الانتقام لمقتل ابن أخيه قبل يومين من إطلاقه النار على المدنيين، على أيدي المعارضة السورية المسلحة.

مخيم اليرموك مخصص للاجئين الفلسطنيين، شهد مواجهات بين المعارضة السورية المسلحة التي دعمتها  فصائل فلسطينية، وبين قوات النظام وميليشيات داعمة له كـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة"، ما أدى إلى حصار شديد له من قوات النظام ما بين 2013 و2015 أدى إلى كوارث إنسانية إثر حرمان السكان من الطعام والماء والرعاية الصحية، وزاد الوضع سوءاً بعد دخول جماعات جهادية إلى المخيم واقتتالها فيما بينها، قبل استعادة النظام السيطرة على المخيم بالكامل عام 2018.

ضحايا جرائم النظام السوري في وقفة أمام محكمة كوبلنز
ضحايا جرائم النظام السوري في وقفة أمام محكمة كوبلنز- يناير 2022صورة من: Bernd Lauter/AFP/Getty Images

وصل المتهم إلى ألمانيا عام 2018 في إطار مشروع للّم الشمل، مدعياً أنه مدني فار من الحرب، لكن لم يتم اعتقاله إلّا في عام 2022. وكان الموقع السوري "زمان الوصل"، قد نشر تقريراً عنه عام 2020، وذكر الموقع حينها مجموعة من الجرائم المنسوبة له، منها جرائم المشاركة في قتل وإعدام المدنيين وكذلك اغتصاب جماعي (داخل مسجد) والمساهمة في تجويع المدنيين.

وأكد الموقع استعداد شهود لتقديم إفاداتهم إلى محاكم ألمانيا وأوروبا بشأن ماضي موفق، خصوصاً أن مشاركاته في ميليشيات الأسد موثقة بفيديوهات وصور على مواقع التواصل. وتذكر مواقع للمعارضة السورية أن موفق تسبب عند إطلاقه القذيفة على المدنيين بقتل الكثير منهم، وليس فقط أربعة كما ذكرت المحكمة التي بدورها أشارت إلى إمكانية أن يكون الرقم أكبر.

متورطون موالون للأسد في قبضة العدالة

موفق ليس أولّ المتورطين في جرائم الحرب السورية الذين تمت محاكمتهم في ألمانيا. يعمل القضاء الألماني بمبدأ الولاية القضائية الدولية، الذي يتيح ملاحقة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل الجماعي وجرائم الحرب في أيّ مكان بالعالم، وكان أول قضاء في العالم يصدر حكماً على متهمين بجرائم من هذا النوع في الحرب السورية.

أول حكم كان على إياد. ا، عام 2019، من طرف المحكمة العليا في كوبلنز (غرب البلاد)، وهو عضو سابق في المخابرات، بالسجن أربع سنوات ونصف للمساعدة في جرائم ضد الإنسانية بحق 30 حالة. لكن القضية التي جلبت الاهتمام أكثر هي حكم المحكمة ذاتها بداية عام 2022 على زميله أنور.ر بالسجن المؤبد بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 إياد. ا عضو سابق في المخابرات السورية، خلال جلسة محاكمته في كوبلنز (غرب البلاد).
إياد. ا عضو سابق في المخابرات السورية، خلال جلسة محاكمته في كوبلنز (غرب البلاد).صورة من: Thomas Lohnes/AFP

بدأت محاكمة أنور.ر  في أبريل/نيسان 2020، وهو ضابط ومسؤول سابق في المخابرات السورية، متهم بالمسؤولية عن مقتل عشرات المعتقلين وتعذيب آلاف آخرين في معتقل سري للنظام في دمشق بين 2011 و2012. لجأ أنور إلى ألمانيا عام 2014، ولا ينفي أنه كان بالفعل ضابطاً في المخابرات، لكنه دافع عن نفسه بأنه انشق عن النظام.

وقبل هذين الحكمين، كان القضاء الألماني قد أصدر مذكرة توقيف دولية عام 2018 بحق جميل حسن، رئيس المخابرات الجوية السورية السابق، وأصدر القضاء الفرنسي مذكرة مماثلة.

وحالياً توجد قضية ضد الطبيب السوري علاء.م  الذي اعتقل في يونيو/حزيران 2020، ولم يصدر حكم قضائي عليه بعد وهو المتهم بتعذيب المعارضين وقتل عدد منهم عبر الحقن السامة، في سجون عسكرية تابعة للنظام.

ومن المتوقع مباشرة محاكمات أخرى، خصوصا شكاوى من ضحايا للعنف الجنسي والجندري ضد تسعة ضباط من الجيش السوري، وهي شكاوى تدفع المنظمات الحقوقية إلى اعتبارها جرائم ضد الإنسانية.

محاكمات لمقاتلين ضد النظام

تعد ألمانيا  البلد الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين داخل الاتحاد الأوروبي، لكن تسرّب بينهم عدد  من المتورطين في جرائم الحرب بينهم المنتسبين لقوات وميليشيات النظام السوري وكذلك منتسبين لجماعات مسلحة معارضة بدورها وُجهت لها اتهامات بانتهاكات خطيرة، ما جعل عددًا من الضحايا يطرقون باب العدالة بحثاً عن الإنصاف.

ومن القضايا التي وُجهت ضد المسلحين، حكم محكمة دوسلدروف بالسجن مدى الحياة لعضو سابق في جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، (هيئة تحرير الشام حالياً) اسمه خضر. أ بتهمة تعذيب ثم قتل ضابط في الجيش السوري، والحكم على زميله الذي صوّر فيديو التعذيب والقتل سامي. ا بالسجن تسع سنوات.

كما أدانت محكمة شتوتغارت عام 2021 عضواً سابقاً ضمن التنظيم المسلح ذاته بالسحن المؤبد لضلوعه في مذبحة بريف الرقة الغربي، وسجن ثلاثة مقاتلين آخرين. وتمت كذلك محاكمة سوري كان عضوا في "الجيش السوري الحر"، بعدما ظهر في فيديو قديم وهو يركل جثة جندي سوري مقتول. وقضت محكمة فرانكفورت  بسجنه عاما ونصف مع وقف التنفيذ لأنه كان يبلغ 18 عاما وقت ارتكاب الجريمة.

إسماعيل عزام

مراسلون - تعذيب السوريين أمام القضاء الألماني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد