سوريا: على المعارضة السياسية قيادة المعارضة المسلحة وتوجيهها
٢ أغسطس ٢٠١٢ترتفع الأصوات المحذرة من تحول الاشتباكات الحالية في عدة مدن سورية بين الجيش النظامي والمعارضة السورية المسلحة إلى صراع طائفي لا يمكن التكهن بعواقبه. ولإلقاء المزيد من الأضواء على الأوضاع في سوريا أجرت DWالحوار التالي مع الباحثة السورية في جامعة ماربورغ الألمانية هدى زين.
نص الحوار:
DW: لم تعد القوى المدنية العلمانية هي وحدهما من تكافح ضد نظام الأسد إذ انضمت إليها بعض العناصر الدينية المتطرفة أيضا، كيف يمكن أن يكون الوضع حال سقوط النظام وما هي إمكانية اندلاع أعمال عنف؟
هدى زين: أعتقد أن درجة الخطورة عالية والسبب في ذلك هو أن العديد من الأطراف الدولية والإقليمية ناشطة داخل سوريا. نعرف أن القوات التي تعمل تحت مظلة "الجيش السوري الحر" منقسمة على بعضها وليس لها قيادة مركزية واحدة. كما يتصرف العديد من المقاتلين دون ارتباط بجماعات المعارضة غير المسلحة وهي مسألة خطيرة ألا يكون الذراع العسكري تحت قيادة سياسية لأن هذا يعني إمكانية زيادة العنف في فترة ما بعد سقوط النظام.
هل يعني هذا عدم وجود جبهة موحدة ضد الأسد؟
الوضع شديد التعقيد فمن ناحية هناك عناصر انشقت عن الجيش السوري النظامي لأنهم لا يرغبون في توجيه سلاحهم ضد الشعب كما أن هناك عناصر مدنية تدافع عن نفسها وعن أسرها. تتحرك هاتان المجموعتان بشكل مستقل تماما ودون أي توجيه من الخارج، فهدفهم الأساسي هو تحرير أنفسهم من نظام الأسد. لكن من ناحية أخرى توجد جماعات تحاول استغلال الوضع لصالحها وهنا يلعب الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا دورا مهما يجعلها محل اهتمام من أطراف إقليمية ودولية.
عن أي أطراف تتحدثين؟
عن السعودية على سبيل المثال فهي تستغل الوضع في سوريا وتنشر العنف بشكل مقصود من أجل إسقاط نظام الأسد. الأمر هنا يتعلق في الأساس بالصراع مع إيران وينعكس على سوريا كما أن الصراع بين روسيا والولايات المتحدة يلقي بظلاله أيضا على سوريا علاوة على جماعات سلفية تحصل على دعم من السعودية وقطر ودول أخرى.
هل يمكن الحديث إذن عن دور طائفي محتمل في الصراع؟
نعم مع الأسف. التطورات مازالت في بدايتها حتى الآن ولم تحدث حالات كثيرة للعنف الطائفي لكن الكثير من السوريين يخشون أن تذهب التطورات في طريق حرب أهلية طائفية. التنوع الطائفي والعرقي في سوريا شيء جميل للغاية فهو يضفي ثراء كبيرا على المجتمع السوري لكن النظام يتعامل بوحشية كبيرة مع الشعب ويتعمد استثارته ويلعب على هذه النقطة، وهو أمر حذرت منه المعارضة تكرارا لأنها تعلم نية النظام. لا يمكن للأسد أن يستمر إلا إذ انقسم المجتمع ودخل في حرب أهلية.
حياة معظم السوريين في الوقت الراهن صارت مهددة فهل لديكي القدرة على التكهن بإستراتيجية الحكومة في الوقت الراهن؟
الوضع في سوريا الآن متوتر للغاية لدرجة أنه من الصعب معرفة ما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة. التطورات تعتمد أيضا على عمل المعارضة على الصعيد السياسي والاجتماعي، لكن المعارضة السورية لم تتحمل هذه المسؤولية حتى الآن بالشكل المطلوب كما أن المجتمع الدولي أيضا لم يتخذ الكثير من الإجراءات المؤقتة التي كان بوسعه اتخاذها. لهذا كله يعتمد السوريون حاليا على جماعات المجتمع المدني التي يمكن أن تحميهم من حرب أهلية.
برأيك ما هي المهام الملحة التي يجب على المعارضة القيام بها الآن؟
زين : يتعين على طرفي المعارضة – المسلحة وغير المسلحة – الجلوس على الطاولة والاتفاق على برنامج مشترك وبهذا يتمكنوا من التأثير على القوى الدولية في سوريا وربما دفع المجتمع الدولي للقيام بدور أكبر في الدعم . المهم أيضا أن يتولى الطرف السياسي للمعارضة قيادة الجماعات المسلحة لأنه عندما تندمج الجماعات المسلحة في المعارضة السياسية وتتلقى الأوامر منها، سيصير هناك مساحة لحل الصراع بطريقة سلمية.
الدكتورة هدى زين باحثة وأستاذة في معهد "دراسات الشرق الأدنى والأوسط" في جامعة ماربورغ وهي قيادية في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة بسوريا.
كرستين كنيب/ ابتسام فوزي
مراجعة: أحمد حسو