1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حدود ألمانيا - بولندا.. التبرع بسخاء للاجئين من أوكرانيا

٤ مارس ٢٠٢٢

مع وصول اللاجئين من أوكرانيا إلى الحدود الألمانية البولندية، يسارع المواطنون لتقديم المساعدة وتوفير الإقامة وسبل العيش لهم. كما يتبرعون بسخاء لمساعدة اللاجئين والأوكرانيين الذين لا يزالون في بلدهم ويحتاجون للمساعدة.

https://p.dw.com/p/481jb
مساعدات للاجئين الأوكرانيين في بلدة سلوبيس البولندية، القريبة من الحدود الألمانية
مساعدات للاجئين الأوكرانيين في بلدة سلوبيس البولندية، القريبة من الحدود الألمانيةصورة من: Monika Stefanek/DW

لم يغلق متجر الملابس الخاص بالسيدة أولينا بانفيك بولا في بلدة سلوبيس البولندية، القريبة من الحدود الألمانية أبوابه منذ أيام. فبعد أن نشرت صاحبة المتجر الأوكرانية رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة الماضي، تطلب فيها المساعدة بالتبرعات التي يمكن أن يوصلها المتطوعون الأوكرانيون المتجهين إلى جبهة الحرب، بدأ السكان المحليون يجلبون المساعدات بشكل شبه مستمر: أدوية وطعام وشاحن بطاريات وأغطية والكثير من الأشياء المهمة الأخرى.

أحياناً، يتم التوصل بتبرعات غير متوقعة. رجل في منتصف العمر يخبر صاحبة المتجر: "أتيت بـ 10 لترات من الوقود. أين أضعها؟" ثم يضعها أمام مدخل متجر الملابس.

تقع بلدة سلوبيس، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف، غربي بولندا، على بعد أكثر من 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. لكن المدينة تعيش حالة طوارئ واضحة. فالسكان حريصون جدًا على المساعدة، إذ نفدت من صيدليات البلدة أنواع المسكنات وأدوية الإسعافات الأولية. يأتي السكان للتبرع بمقدار من المال، أو يشترون مجموعة أدوية مناسبة للتبرع بها.

المتطوعون مستمرون في التبرع

المتبرعون يصلون من أماكن بعيدة. قدم مارسين من بوزنان، وهي بلدة تبعد حوالي 200 كيلومتر. أحضر الشاب البولندي هواتف خلوية جديدة للتبرع بها، ويخطط أيضًا لإرسال سيارتين إلى الحدود الأوكرانية لنقل اللاجئين وإحضارهم إلى بولندا.

زوجان أحدهما ألماني والآخر بولندي، قدما أيضا إلى هنا من برلين، بعدما علماُ بحملة جمع التبرعات التي أطلقتها صاحبة متجر الملابس عبر الإنترنت.

أولينا بانكيف بولا صاحبة مبادرة لمساعدة اللاجئين
أولينا بانكيف بولا صاحبة مبادرة لمساعدة اللاجئينصورة من: Monika Stefanek/DW

تقول أولينا بانكيف بولا "لم أتوقع أن مناشدتي ستثير مثل هذه الموجة الهائلة من المساعدة والتبرعات". لقد تأثرت بكرم هؤلاء الأشخاص، بعضهم يجلبون أشياء مهمة، وآخرون يجلبون المال. ثقتهم واضحة، أنا ممتنة للغاية".

 بعض التبرعات نقلت إلى أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. تم نقل المساعدات من قبل مجموعة من 15 رجلاً أوكرانيًا، قرروا العودة إلى بلدهم للدفاع عنه ضد هجوم روسيا.

أندريه، أحد هؤلاء الأشخاص، لا يريد الإفصاح عن اسمه الكامل أو التقاط صورة له. لقد كان يعمل كسائق شاحنة في بولندا طيلة العامين الماضيين. يبدو منزعجاً للغاية، ولم ينم لأيام. يقول إن زوجته وطفليه متواجدون في أوكرانيا، في منطقة بالقرب من العاصمة كييف.

يقول في تصريح لـ DW "قررت العودة، وقد وافق مديري البولندي على الفور". لا يعرف أندريه ما يمكن أن يحدث خلال هذه الرحلة. ستكون المحطة الأولى لمجموعة المتطوعين في العاصمة كييف، سيسلمون التبرعات للمستشفيات والعيادات الطبية. يقول أندريه: "لا يمكنني الحديث عن مشاعري الآن، الأمر صعب للغاية".

توفير السكن للاجئين

قبل عدة أيام، توافدت الشاحنات الصغيرة على ساحة البلدة محملة بالمساعدات. ستغادر المجموعة التالية من المتطوعين الأوكرانيين هذا الأسبوع، وستنقل المزيد من التبرعات معها. قال منظمو الحملة إن "جمع التبرعات سيستمر، وسنحاول أيضًا تلبية احتياجات اللاجئين الذين يصلون إلى منطقة الحدود الألمانية البولندية". أقامت سلطات المدينة مخيماً للوافدين الجدد. وصل أول اللاجئين من أوكرانيا إلى سلوبيس قبل عدة أيام.

متطوعون يقدمون أغذية في بلدة سلوبيس البولندية، القريبة من الحدود الألمانية
متطوعون يقدمون أغذية في بلدة سلوبيس البولندية، القريبة من الحدود الألمانيةصورة من: Monika Stefanek/DW

يقول ماريوس دوباكي، أحد سكان البلدة "لقد قمنا بالفعل بإيواء أسرة مكونة من ستة أفراد". يقوم ماريوس بتنسيق خطة إسكان اللاجئين في المدينة. ويقول "أبحث الآن عن غرفة لثلاثة شبان أوكرانيين في طريقهم إلينا. في الوقت الحالي لدينا حوالي أمكان لـ 40 شخص".

يرى ماريوس أن المساكن التي أعدتها البلدية ليست ضرورية في الوقت الحالي، وتوجد في البلدة حوالي 60 منشأة سكنية لإيواء اللاجئين. "لكن بالطبع، كل شيء يمكن أن يتغير بسرعة كبيرة"، حسب المتحدث.

بياتا بيليكا، المتحدثة باسم عمدة المدينة، لفتت الانتباه إلى أن الأوكرانيين الذين كانوا في بولندا لفترة طويلة قد يحتاجون أيضًا إلى الدعم والمساعدة. ويقدر عدد الأوكرانيين الذين يعيشون ويعملون في المنطقة بأكثر من 3 آلاف أوكراني.

وتوضح بيليكا "تلقينا معلومات من المدارس في سلوبيس، تفيد بأن أطفال المهاجرين الأوكرانيين يعيشون أيضًا تحت ضغط كبير".آباؤهم ضائعون، لا يعرفون ماذا يفعلون. هل يذهبون إلى أوكرانيا لإحضار بقية أفراد أسرهم، أو يبقون هنا حيث الوضع آمن؟ هذه قرارات مصيرية. لهذا السبب ركزنا على تقديم الدعم النفسي للطلاب الأوكرانيين هنا".

خط هاتفي باللغة الأوكرانية

على الجانب الآخر من نهر أودر، في ألمانيا بالتحديد، بدأت الاستعدادات في مدينة فرانكفورت آن دير أودر لاستقبال اللاجئين. وصل أول اللاجئين من أوكرانيا إلى ألمانيا قبل بضعة أيام، ذهب معظمهم للإقامة لدى أقاربهم في مدن أخرى. في براندنبورغ، الولاية الألمانية المجاورة لبولندا، جهزت السلطات 800 منشأة سكنية. ويخطط المسؤولون لزيادة العدد إلى 10 آلاف، رغم أنه ليس هناك طلب كبير عليها بعد.

تقوم  الشرطة الاتحادية الألمانية بعمليات تفتيش في وسائل النقل على الحدود مع بولندا
تقوم الشرطة الاتحادية الألمانية بعمليات تفتيش في وسائل النقل على الحدود مع بولنداصورة من: Monika Stefanek/DW

وقد توافد على مركز استقبال اللاجئين في مدينة أيزنهويتنشتات 11 شخصًا فقط من أوكرانيا. بينما وصل 400 أوكراني إلى برلين، وفقًا لمكتب برلين لشؤون اللاجئين. يقيم البعض مع الأصدقاء أو الأقارب، والبعض الآخر قد تقدم بطلب للحصول على اللجوء.

كما وصل أوائل اللاجئين الأوكرانيين إلى ولاية مكلنبورغ فوربومرن. وقد لجأت حوالي 20 امرأة وطفلاً إلى عاصمة الولاية شفيرين، وتم تجهيز أماكن إقامة أخرى في روستوك ونوي براندنبورغ وشترالسوند.

اقترحت كاتارزينا فيرت، مستشارة محلية في بلدة لوكنيتز، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 الاف نسمة، وتوجد على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود البولندية، بناء مركز استقبال بالقرب من الحدود.

وقالت لـ DW "مراكز الاستقبال الحالية بعيدة للغاية. آمل أن يتم إنشاء خط هاتفي للمساعدة باللغة الأوكرانية قريبًا. معظم المعلومات متوفرة فقط باللغة الألمانية في الوقت الحالي".

كما دفع تدفق الوافدين من أوكرانيا، الشرطة الاتحادية الألمانية إلى تكثيف عمليات التفتيش على طول الحدود الألمانية البولندية. عبر توقيف وتفتيش الشاحنات والحافلات القادمة من الشرق بالقرب من فرانكفورت أودر، في طريقها إلى برلين.

مونيكا شتيفانيك/ ماجدة بوعزة