1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تستطيع تركيا منع السفن الروسية من عبور مضيق البوسفور؟

٢ مارس ٢٠٢٢

فعّلت تركيا اتفاقية مونترو التي تخولها التحكم بعبور السفن الحربية التابعة لبلدان في حالة حرب من خلال مضيقي البوسفور والدردنيل. لكن هل يمكن أن يؤثر ذلك على مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا؟

https://p.dw.com/p/47npe
غواصة روسية تمر عبر مضيق البوسفور
إغلاق مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية لن يكون له تأثير فوري على الحرب في أوكرانيا صورة من: Yoruk Isik/REUTERS

قامت تركيا بتفعيل اتفاقية دولية بشأن المرور البحري عبر المضيقين الاستراتيجيين، البوسفور والدردنيل، مما سيسمح لها بالحد من حركة السفن الحربية الروسية بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو مساء الإثنين (28 شباط/ فبراير 2022) أن بلاده ستمنع السفن الحربية من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل. وقال جاوش أوغلو "لقد أخطرنا جميع الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود بألا ترسل سفنها الحربية لتمر عبر مضائقنا"، وأضاف "التزمنا بما تنص عليه اتفاقية مونترو" التي تمنح تركيا حق التحكّم بعبور السفن الحربية في هذين المضيقين، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وكان جاويش أوغلو، قد صرح بأن الوضع في أوكرانيا قد تحول إلى حرب، وقال في مقابلة مع محطة سي إن إن التركية: "في البداية كان هجوما روسيا والآن تحول إلى حرب". وأضاف بأن "تركيا ستطبق جميع بنود اتفاقية مونترو بشفافية".

ونُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله اليوم الثلاثاء (الأول من شباط/ فبراير 2022) إن تركيا تدعو جميع أطراف الأزمة الأوكرانية إلى احترام الاتفاق الدولي الخاص بالمرور عبر المضائق التركية إلى البحر الأسود.

وجاءت تصريحات أكار بعد إغلاق تركيا المضائق. وقال للصحافيين بعد اجتماع مجلس الوزراء يوم الاثنين إن "انهيار (اتفاقية) مونترو أو الإخلال بالوضع الراهن بأي شكل من الأشكال لا يفيد أحدا. نرى فائدة في الحفاظ على (اتفاقية) مونترو".

الممر الوحيد إلى البحر الأسود

لكن ماذا تتضمن اتفاقية مونترو وكيف يمكن أن يؤثر تطبيقها على الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

يربط مضيقا البوسفور والدردنيل، بحر إيجة والبحر الأسود عبر بحر مرمرة. وهو الممر الوحيد الذي يمكن للسفن من خلاله العبور من البحر الأسود للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وما وراءه.

يمر كل يوم أكثر من 3 ملايين برميل من النفط أي حوالي 3 بالمائة من الإنتاج العالمي عبر هذا الممر المائي، ومعظم هذا النفط يأتي من روسيا وأذربيجان وكازاخستان. كما يشحن عبر هذا الممر كميات كبيرة من الحديد والصلب والمنتجات الزراعية من دول البحر الأسود إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم.

وحسب اتفاقية مونترو لعام 1936 المتعلقة بنظام المضائق البحرية وحرية الملاحة، تملك تركيا حق السيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل. وفي حال نشوب حرب تمنح الاتفاقية لتركيا بموجب المادة 19 الحق في تنظيم عبور السفن وإغلاق المضيق أمام السفن الحربية التابعة للبلدان المتورطة في النزاع.

هل يمكن لتركيا أن تمنع عبور سفن روسيا الحربية؟

لكن المادة 19 من الاتفاقية تنص على استثناء للدول المطلة على البحر الأسود، ما يمكن أن يحد من سلطة تركيا في منع دخول السفن الحربية الروسية إلى البحر الأسود أو الخروج منه، إذ بموجب هذه المادة يُسمح للسفن التابعة للبلد المطل على البحر الأسود بالعبور من المضائق، في حال طلبت العودة إلى قواعدها. ما يعني أنتركيا لا تستطيع منع السفن الحربية من العودة إلى قواعدهاالأصلية عبر المضيق.

فعلى سبيل المثال يُسمح لسفينة حربية روسية مسجلة في البحر الأسود ولكنها موجودة حاليا في البحر المتوسط بالمرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل للعودة إلى قاعدتها الأصلية. وينطبق هذا على السفن الروسية الموجودة حاليا في البحر الأسود ومسجلة في قاعدة على البحر المتوسط أو بحر البلطيق، إذ يمكن لروسيا نقلها إلى خارج البحر الأسود.

وقد أثار جاويش أوغلو هذه النقطة في مقابلته مع شبكة سي إن إن التركية، بقوله "إذا كانت هذه السفينة الحربية ستذهب إلى قاعدة في الدولة التي هي طرف في الحرب، فلا يمكن منع مرورها"، وأضاف بأنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تجاوز، و"السفن العائدة إلى قواعدها يجب ألا تشارك في الحرب بعد عودتها إلى قاعدتها".

ويحدد التسجيل الرسمي في القاعدة ما إذا كان يحق للسفينة المرور عبر المضيق أم لا، وفقاً للمنظمة البحرية الدولية (IMO). لذلك، هناك طريقة أخرى محتملة لالتفاف روسيا على اتفاقية مونترو، وهي إعادة تسجيل بعض سفنها في البحر الأسود.

هذه معاناتي في الحرب على أوكرانيا!

عواقب على المدى الطويل

إن الميزة الكبيرة التي تستمدها روسيا من موقعها على البحر الأسود تلقي بظلال من الشك على ما إذا كان تطبيق اتفاقية مونترو سيكون له عواقب عسكرية كبيرة على الحرب في أوكرانيا. وكتب كورنيل أوفرفيلد، الباحث في "مركز التحليلات البحرية" CNA في سلسلة تغريدات "العواقب والأهمية العسكرية ستكون ثانوية وطويلة المدى".

وحسب الاتفاقية، سيتعين على السفن التي تقرر روسيا إحضارها إلى البحر الأسود أو إخراجها منه، البقاء هناك حتى نهاية الحرب. بالإضافة إلى ذلك يقول الباحث في مركز التحليلات البحرية كورنيل أوفرفيلد في تغريدة له إن "السفن الحربية، بما في ذلك السفن المساعدة، غير الموجودة حاليا في البحر الأسود ولا توجد هناك عادة، قد لا تدخل البحر الأسود على الإطلاق". و"قد يكون هذا غير ذي أهمية على المدى القصير، ولكنه قد يكون كذلك إذا استمر الصراع".

ومن جانبه يعتقد سنان أولغن، الدبلوماسي التركي السابق والباحث في مؤسسة كارنيغي في أوروبا، أن تطبيق المعاهدة سيجعل الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لروسيا لتحقيق التوازن بين حضورها العسكري في البحر الأسود وشرق البحر المتوسط.

وكتب على تويتر "سابقا كانت روسيا تستطيع نشر أسطولها في البحر الأسود بمرونة، بما في ذلك الغواصات". وأضاف "الآن الأمر ليس كذلك. عليها أن تختار أي قوات ستكون في البحر الأسود وأيها ستبقى في البحر الأبيض المتوسط".

منير غيدي/ عارف جابو