قال الرئيس فلاديمير بوتين إن مجموعة فاغنر الأمنية الروسية الخاصة لا تخدم مصالح الكرملين، وذلك بعد تقارير عن أن مئات من مرتزقة المجموعة في طريقهم إلى مالي التي تشهد هجمات جهادية. وتأتي تصريحات بوتين بعدما حذرت فرنسا وألمانيا الشهر الماضي، الدولة الواقعة بغرب إفريقيا من مغبة إبرام اتفاق مع مجموعة فاغنر للتعاقد مع ألف عنصر من المجموعة.
وكانت تقارير قد أفادت بوجود توجّه لدى السلطات المالية بهذا المنحى. ويعتقد أن شركة الأمن الروسية قريبة من بوتين كما أنها متهمة بارتكاب تجاوزات. وقال بوتين أمام مشاركين في الاجتماع السنوي لنادي فالداي للحوار يوم الخميس (21 تشرين الأول/أكتوبر 2021)، "إنهم لا يعكسون مصالح الدولة الروسية".
وفي مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود قال بوتين إن فاغنر "شركة خاصة" لديها "مصالح خاصة مرتبطة باستخراج موارد الطاقة ومختلف الموارد" مثل الذهب والأحجار الكريمة. لكن إذا تضاربت أنشطتها مع "مصالح الدولة الروسية... بالتأكيد يجب أن نتصرف"، وفق بوتين. وقال الرئيس البالغ 69 عاماً إن موسكو ناقشت الموضوع مع "زملائنا الفرنسيين مرات عدة" وبأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار المسألة مع بوتين في العديد من المناسبات أيضاً.
ويرتبط اسم المجموعة الأمنية المسلحة بنزاعات في أوكرانيا وإفريقيا والشرق الأوسط. بدأت تصدر تقارير بشأن مجموعة فاغنر مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في العام 2014. ويخوض الجيش الأوكراني نزاعاً مع مقاتلين انفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، ما أسفر عن 13 ألف قتيل.
وقد جاء صدور التقارير حول مجموعة فاغنر بالتزامن مع اندلاع النزاع ليزيد من الاتهامات للكرملين بدعم الانفصاليين. وتتّهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال جنود وأسلحة دعماً للانفصاليين، ما تنفيه موسكو. ويعتقد أن المجموعة الأمنية تحصل على تمويل من رجل الأعمال يفغيني بريغوجين الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على خلفية اتهامات له بزعزعة الاستقرار في ليبيا والتدخل في الانتخابات الأميركية.
ويطلق على بريغوجين لقب "طباخ بوتين" لأن شركة المطاعم التي يديرها "كونكورد" عملت لحساب الكرملين. وفرضت عليه واشنطن عقوبات وسط اتهامات له بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وينفي بريغوجين أي علاقة بمجموعة فاغنر. وتكافح مالي، الدولة الفقيرة والتي ليس لها منفذ على البحر وتضم 20 مجموعة إثنية على الأقل، هجمات جهادية وأعمال عنف إثنية تمتد أحياناً إلى دول مجاورة.
م.ع.ح/و.ب (أ ف ب)
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
-
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة
الكاتب: خالد سلامة