1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحكم في قضية تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا عام 2014

١٧ نوفمبر ٢٠٢٢

دان قضاة هولنديون روسيين اثنين وأوكراني بتهمة القتل لدورهم في إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية عام 2014 فوق أوكرانيا، وحكموا عليهم بالسجن مدى الحياة فيما تمت تبرئة رجل رابع. روسيا نددت بالحكم واعتبرته "سياسيا" .

https://p.dw.com/p/4JgDb
رفضت المحكمة سيناريو بديل طرحه الدفاع عن احتمال تورط مقاتلة أوكرانية
رفضت المحكمة سيناريو طرحه الدفاع عن احتمال تورط مقاتلة أوكرانيةصورة من: Phil Nijhuis/AP/picture alliance

حكمت محكمة هولندية غيابيا الخميس (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2022) على ثلاثة رجال بالسجن المؤبد بتهمة إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في رحلتها رقم "ام اتش 17" فوق أوكرانيا في 2014 وسط تصاعد التوتر بشأن الغزو الروسي.

وقال رئيس المحكمة هندريك ستينهاويس إن "المحكمة تفرض عقوبة السجن مدى الحياة" على الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو الذين أدينوا بالقتل ولعبوا دورا في تدمير الطائرة. وبقي المتهمون الأربعة أحرارًا، ورفضوا حضور المحاكمة التي استمرت عامَين ونصف عام في هولندا وجرت بعد تحقيق دولي.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي من جانبه بهذا "القرار المهم". وقال إن "معاقبة كل الفظائع الروسية - أمس واليوم - ستكون حتمية".

في المقابل نددت روسيا بالحكم واعتبرته "سياسيا". وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "مجريات ونتيجة العملية القضائية تفيد ان (القرار) يستند الى أمر سياسي". وتنفي روسيا اي مسؤولية لها في تدمير الطائرة وتتهم المحكمة الهولندية بانها تجاهلت عناصر تبرئ في رأيها المدانين الثلاثة.

وأضافت الخارجية الروسية "طوال المحاكمة وجدت المحكمة نفسها عرضة لضغط غير مسبوق من جانب مسؤولين سياسيين هولنديين وممثلي النيابة ووسائل الاعلام الذين فرضوا نهاية للمحاكمة تنطوي على دافع سياسي".

واعتبرت ان المحاكمة تكاد تكون "واحدة من أكثر (المحاكمات) فضائحية في تاريخ العمليات القضائية"، مضيفة "نأسف بعمق لكون المحكمة أهملت مبادئ حياد القضاء خدمة للوضع السياسي الراهن، موجهة بذلك ضربة قاسية لسمعة مجمل النظام القضائي في هولندا".

وقُتل جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة البوينغ 777 البالغ عددهم 298 شخصًا عندما أصابها فوق شرق أوكرانيا الخاضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، صاروخ قدمته روسيا كما يقول المدعون. وكانت الطائرة في الرحلة رقم "ام اتش 17"، متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور.

وثائقي - عوالم الظل - سلطة أجهزة المخابرات

وحضرت عائلات الضحايا من جميع أنحاء العالم، إلى المحكمة التي عقدت جلساتها تحت حراسة مشددة قرب مطار سخيبول، بالقرب من الموقع الذي أقلعت منه الطائرة في 17 تموز/يوليو 2014، واستمعت إلى حكم اللجنة المؤلّفة من ثلاثة قضاة اعتبارًا من الساعة 12,30 بتوقيت غرينتش الخميس.

حيثيات الحكم

أثار تحطّم الطائرة غضبًا دوليًا، خصوصًا بعدما تناثرت الجثث والحطام في حقول عباد الشمس الشهيرة في أوكرانيا فيما كان بعض الضحايا، من بينهم أطفال، مربوطين بمقاعدهم.

وتشكل المحاكمة نهاية مسعى طويل لتحقيق العدالة لأقارب الضحايا الذين قدموا من عشر دول وبينهم 196 هولنديًا و 43 ماليزيًا و38 أستراليًا. وقال ايفرت فان زيتفيلد الذي فقد ابنته فريدريك (19 عاما) ونجله روبرت جان (18 عاما) وزوجيهما لفرانس برس "يجب على المجتمع الدولي ملاحقتهم".

ونفت موسكو أي ضلوع لها بإسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية.

وخلال المحاكمة، اعتمد الادّعاء بكثافة على سجلات المكالمات الهاتفية وبيانات الاتصالات التي يُقال إنها أكدت وجود المشتبه بهم قرب موقع إطلاق الصاروخ أو في مراكز اتخاذ القرار.

واستخدم الادّعاء أيضًا شهادات بما فيها شهادة انفصالي سابق انهار خلال وصفه لموقع التحطّم حيث رأى "ألعابًا للأطفال مبعثرة"، بالإضافة إلى أدلة فيديو وصور عن تحركات الصاروخ.

وتم الاستشهاد بمواد الطب الشرعي، بما فيها شظايا تمّ العثور عليها في أجساد ضحايا، لإثبات استخدام صاروخ بوك لإسقاط الطائرة.

قُتل جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة البوينغ 777 البالغ عددهم 298 شخصًا
قُتل جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة البوينغ 777 البالغ عددهم 298 شخصًا صورة من: Piroschka van de Wouw/REUTERS

ويقول الادّعاء إن غيركين، وهو جاسوس روسي سابق أصبح ما يسمّى بوزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، قد ساعد في تأمين وصول نظام الصواريخ. وانتقد غيركين مؤخرًا أداء الجيش الروسي في الحرب، وتفيد معلومات أنه تطوع للقتال في أوكرانيا، ما أثار أملا لدى بعض أقارب ضحايا تحطم الطائرة في توقيفه وإرساله إلى هولندا.

وتفيد معلومات أن دوبينسكي، الذي يرتبط على ما يبدو بالاستخبارات الروسية، كان رئيسًا للاستخبارات العسكرية للانفصاليين وكان مسؤولاً عن إصدار الأوامر بشأن الصاروخ.

ولفت الادّعاء إلى أن بولاتوف، هو جندي روسي سابق في القوات الخاصة، وخارتشينكو الذي يُقال إنه قاد وحدة انفصالية، كانا مرؤوسَين لعبا دورًا مباشرًا أكثر في ايصال الصاروخ إلى موقع الإطلاق.

وأضاف الادعاء أن صورا وأدلة على وسائل التواصل الاجتماعي سمحت بكشف أن الصاروخ أطلق من اللواء 53 للصواريخ المضادة للطائرات من كورسك في روسيا.

وقال الادعاء إن المتهمين رتبوا لإحضار الصاروخ لمواجهة القوة الجوية الأوكرانية، موضحا أنه بموجب القانون الهولندي "لا فرق" بين ذلك واستهداف طائرة مدنية عن طريق الخطأ.

خ.س/أ.ح (أ ف ب، رويترز)