1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

230810 Nahost Kinderklinik

٢٦ أغسطس ٢٠١٠

حتى في فترات التوتر والحرب يستقبل مستشفى تل هاشومير في تل أبيب أطفالا فلسطينيين أيضا مرضى بالقلب للمعالجة، ما جعل الطبيب المسؤول يطلق وصف "جزيرة التعقل الجلي" على المستشفى الذي لم يشهد أي نزاع بين أهالي الأطفال.

https://p.dw.com/p/Ou6t
واحد في المائة من الأطفال الفلسطينيين يصاب سنويا بمرض في القلبصورة من: DW/Diana Hodali

في قسم العناية الفائقة بالأطفال في مستشفى تل هاشومير في تل أبيب وقفت مجموعة من الأطباء والممرضات حول سرير مريض صغير لا يتجاوز السابعة من العمر، وحالته الصحية سيئة للغاية بعد أن أجريت له عملية قلب مفتوح. وأمام باب القسم جلس والد الطفل وهو يراقب الأطباء. وكان قد تم نقل المريض الصغير إلى المستشفى الإسرائيلي من مدينة الخليل الفلسطينية بسبب عدم وجود مستشفى في الضفة الغربية وفي قطاع غزة قادر على معالجة حالته المعقدة.

نصف مرضى القلب في المستشفى من الفلسطينيين

ووصف الدكتور دافيد ميشالي، مسؤول جراحة الأطفال في تل هاشومير، المناطق الفلسطينية بالعالم الثالث من وجهة نظر طبية. وبعد أن أعرب عن أسفه لهذا الأمر قال إن مستشفاه قادر على إعطاء الأطفال حياة جديدة وبنجاح نسبه 90 في المائة. وأضاف أن الأمر يتعلق بأطفال مرضى بالقلب يولدون في المناطق الفلسطينية وتبلغ نسبتهم واحد في المائة، نصفهم يموت في العام الأول.

ومنذ 1999 والمستشفى المذكور يعالج أطفالا فلسطينيين يعانون من عيوب خلقية في القلب، بلغ عددهم نحو 200 طفل سنويا. وهو ما يعادل نصف مجموع عدد العمليات الجراحية للقلب لدى الأطفال في القسم سنويا، منهم الطفل إبراهيم البالغ من العمر ستة أشهر فقط والمولود في خان يونس بقطاع غزة.

جدة الطفل إبراهيم: شعرت وكأنني في بيتي

صحيح أنه يصرخ ويبكي بملئ فمه، لكنه يتمتع بصحة جيدة الآن على عكس وضعه بعد الولادة. والعلة في قلبه ولدت معه على حد ما قاله والده حمد الذي شرح أن لون جلدته غالبا ما كانت تزرقّ، وأن صريخه لم يكن يتوقف.

Israel Tel Aviv Skyline
بسبب عدم وجود مستشفى واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة أمراض القلب ينتقل 200 طفل فلسطيني سنويا إلى تل أبيب للمعالجةصورة من: dpa - Bildarchiv

وأضاف أنه عرضه في البداية على طبيب أطفال طلب منه بعد فترة قصيرة نقله إلى طبيب أخصائي في القلب في غزة فقام المذكور بالاهتمام بأوراق نقله إلى إسرائيل للمعالجة. لكن والد الطفل ووالدته لم يحصلا على تصريح من السلطات الإسرائيلية يسمح لهم بمرافقة طفلهما، فيما سُمح فقط لجدة الطفل نهاد بمرافقته.

حول ذلك قالت الجدة: "في البداية انتابتني بعد وصولي مشاعر متناقضة، فهم في النهاية إسرائيليون، لكن الناس هناك كانوا بالفعل لطفاء جدا معنا ومحبين، وشعرت وكأنني في بيتي وأصبحت الأجواء في ما بعد لطيفة جدا".

الطبيب ميشيلي: "جزيرة التعقّل الجلي"

وطالما أن المريض قيد المعالجة فمن غير المسموح لمرافقي المرضى مغادرة المستشفى الذي خصص مسؤولوه جناحا سكنيا للإقامة فيه، إذ أن العلاج قد يستمر في بعض الحالات بضعة أشهر بسبب الحاجة أحيانا إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية. وفي قاعة الانتظار يلتقي أهالي المرضى الصغار الفلسطينيون والإسرائيليون ويتشاركون الأحاديث كما يقول الطبيب المسؤول ميشالي، مشيرا إلى أن ما يميز المستشفى أنه نوع من "جزيرة التعقل الجلي" في منطقة متوترة جدا. ولفت إلى أنه في الفترات التي شهدت فيها المنطقة توترات كبيرة مثل وقوع اعتداءات أو حرب "جلس هنا إسرائيليون مع عرب، أبناء طيارين إلى جانب أبناء إرهابيين. وفي هذه الجزيرة الصغيرة لم يحدث أي نزاع، وهذا الوضع غير اعتيادي في الواقع".

وأعرب الطبيب عن أسفه لعدم إمكانيته رؤية الأطفال الفلسطينيين من جديد كما هو الحال مع الأطفال الإسرائيليين، لكنه أردف أنه من خلال قنوات مختلفة غالبا ما يتلقى معلومات عن حالة المعالجين لديه. أما بالنسبة إلى الطفل الصغير إبراهيم فهو متأكد من أن حالته جيدة.

الكاتب: تيم أسمن/اسكندر الديك

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد