1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خيمة الأمم - ملتقى الشباب الفلسطيني والإسرائيلي

١٦ يوليو ٢٠١٠

يكافح نشطاء السلام في الضفّة الغربية للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية لإقامة مكان لتلاقي الشباب الفلسطيني والإسرائيلي في "خيمة الأمم" التي تفتح أمام الشباب الفلسطيني أيضاً فرصا مستقبلية للدراسة والعمل.

https://p.dw.com/p/OIAx
خيمة الأمم مشروع يهدف إلى التعايش ودعم السلام بين الإسرائليين والفلسطينيينصورة من: Rupert Neudeck

بين الخليل وبيت لحم، وسط الضفة الغربية، تقع مزرعة الظاهر للكروم. هذه المزرعة محاطة بعدد من المستوطنات اليهودية، التي لا ينقصها شيء من الخدمات على الإطلاق: ففيها المراكز التجارية والماء والكهرباء يزيد فيها عن حاجة السكان. في حين لا يوجد في جبل الظاهر أي شيء من هذه الخدمات. فطريق السيارات المؤدي إلى هذه المنطقة تعيقه الحواجز الترابية.

في السنوات الماضية بذل الشاب الفلسطيني داوود ناصر جهوداً كبيرة لبناء ملتقى عالمي للشباب على هذا الجبل الذي تملكه عائلته. وكان الهدف أن يلتقي في المركز المسمى بـ"خيمة الأمم" شباب وفتيات من مختلف أنحاء العالم للتعايش بسلام والتعارف فيما بينهم. وعلى لائحة صغيرة عند البوابة الحديدية المؤدية إلى مشروع السلام هذا كُتبت عبارة "نرفض أن نكون أعداء"، إذ توجز هذه العبارة المغزى من تأسيس هذا المركز.

"من يشعر بالكراهية لا يمكن أن يكون حراً"

Grünhelme Projekt im Westjordanland Bürocontainer
صعوبات كبيرة تواجه مشروع خيمة الأممصورة من: Rupert Neudeck

ومنذ الصيف الماضي نُصبت على الجبل وحدة لتوليد الطاقة الشمسية، قُدمت من ألمانيا بمبادرة من روبرت نويديك من منظمة "القبعات الخضراء" الألمانية. وبعد أن لاقت هذه الفكرة اهتمامها تريد هذه المنظمة الألمانية بالتعاون مع داوود ناصر الآن إقامة مركز مهني للشباب الفلسطيني. وفكرة هذا المشروع تتلخص في إيجاد فرص مستقبلية للشباب الفلسطيني من خلال تعلم مهنة ما، إضافة إلى مستقبلهم الأكاديمي. ومن المنتظر أن تساهم هذه المدرسة مستقبلاً في تخريج كهربائيين وميكانيكيين وسباكين ومتخصصين في الطاقة الشمسية يعملون على تحسين واقع هذا البلد المحروم من كل شيء.

ومن المخطط أن يضم المركز، الذي سيحمل اسم "مركز نيلسون مانديلا التعليمي"، ورشتين تعليميتين ومدرسة داخلية للمتعلمين ومبنى لسكن الأساتذة، إضافة إلى مطعم. وقد توضع يوما ما لافتة أخرى تحمل مقولة لمانديلا الحائز على جائزة نوبل للسلام تلخص فكرة تأسيس هذا المركز: "من يشعر بالكراهية لا يمكن أن يكون حراً".

لكن يبقى من غير الواضح في الوقت الراهن، ما إذا كان من الممكن تشييد هذا المركز المهني وعن ذلك يقول روبرت نويديك "إن المشروع مهدد بالفشل من جميع النواحي، فحتى اليوم لم نحصل على رخصة بناء من السلطات العسكرية الإسرائيلية، إذ إن الحصول على هذه الرخصة يعد في غاية الأهمية، إذ يحتاج كل نوع من البناء في الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى رخصة بناء من السلطات الأمنية الإسرائيلية". ويضيف نويديك قائلاً: "في العادة لا يمكن الحصول على هذه الموافقات، إن الحصول عليها يعد أمراً شبه مستحيل".

المحكمة الإسرائيلية العليا توقف الهدم

Grünhelme Projekt im Westjordanland Rupert Neudeck und Daoud Nassar
داوود ناصر وروبرت نويديك من منظمة "القبعات الخضراء" الألمانيةصورة من: Rupert Neudeck

وبدلاً من إصدار رخصة البناء لمركز نيلسون مانديلا المهني، فوجئ الشاب داوود ناصر بموظفي الإدارة المدنية الإسرائيلية في 26 أيار/ مايو، الذين أبلغوه بأمر الهدم. وكان على الشاب وعائلته هدم 9 منشآت في أيار/ مايو، لأنها بنيت دون رخصة بناء سلطات البناء والتنظيم الإسرائيلية، وإلا سيكون الهدم مصيرها. فهذه المباني غير المرخص بها هي خيام ووحدة توليد الطاقة الشمسية المتجددة وحظائر للحيوانات وخزان لجمع مياه الأمطار وحاوية معدنية ومغارتان، وهي منشآت لدعم السلام والتعارف بين الأمم، لاسيما أن اسم هذا المشروع هو "خيمة الأمم".

بعد هذه الصدمة التي تلقتها العائلة الفلسطينية، قام داوود بتوكيل أحد المحامين للدفاع عن هذا المشروع. وبدورها نشطت أيضا منظمة "القبعات الخضراء" في هذا الاتجاه وقامت بالتحركات اللازمة وبالاتصال بالدبلوماسيين الألمان للضغط على إسرائيل لوقف أمر الهدم. فقد قدّم عضو البرلمان الألماني روبرشت بولنتس مساعدة كبيرة في هذا المجال وكذلك وزارة الخارجية الألمانية، كما قام المتحدث الرسمي باسمها نيكلاس فاغنر، بالاتصال بالسفير الألماني في تل أبيب وممثلهما في رام الله وطلبت منهم التوّسط لدى السلطات الإسرائيلية وإقناعها بعدم هدم ما تم بناؤه من هذا المشروع. من المفرح أن ثمرات هذه التحركات والجهود بدأت تلوح في الأفق، فقد أوقفت المحكمة الإسرائيلية العليا قرار الهدم لمدة ستين يوماً، وخلال هذه المهلة يتعين على سلطات الجيش الإسرائيلي أن تقدم للمحكمة أسباب معارضتها لهذا المشروع.

فرصة لإسرائيل أيضاً

وسيحتاج الحصول على رخصة بناء مركز نيلسون مانديلا المهنية إلى وقت وجهد كبيرين من قبل المبادرين لإقامتها، ففي المنطقة التي توجد فيها مزرعة الظاهر التي تملكها عائلة ناصر، توجد ست مستوطنات إسرائيلية أُقيمت بصورة غير شرعية لا تتماشى مع القوانين الدولية بهذا الشأن. عن هذا يقول نويديك، رئيس منظمة "القبعات الخضراء": "من الطبيعي أن يحاول المستوطنون الاستيلاء على هذه الأراضي، التي تقع بين مستوطناتهم، مما يزيد من مصاعب تحقيق مشروعنا".

لكن نويديك يقول إنه على الرغم من ذلك توجد لديه قناعة بتحقيق المشروع. ويضيف رئيس المنظمة الألمانية بالقول: "لم يعد لدى إسرائيل الكثير من الشركاء والأصدقاء في العالم، بعد حرب لبنان وحرب غزة واعتراض أسطول الحرية في البحر المتوسط. وأعتقد أن من مصلحة إسرائيل المحافظة على ما تبقى من أصدقائها الجيدين والنشطين، الذين يمكن الاعتماد عليهم، ومنهم جمهورية ألمانيا الاتحادية. ومن أجل الحفاظ على هذه الصداقة، فمن الضروري إبقاء هذا المشروع السلمي الذي يخدم الشباب الفلسطيني ويشكل ملتقى للشباب الفلسطيني والإسرائيلي وبقية أنحاء العالم".

يُذكر أن منظمة "القبعات الخضراء"، شريكة داوود ناصر في مشروعه، هي منظمة إغاثة، أعضاؤها من الألمان المسيحيين والمسلمين، يعملون منذ 2003 على إحياء فكرة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي المسماة "فيلق السلام" مجدداً. كما أنها منظمة محايدة وتتجاوز الحدود القومية والدينية، وتحصل على تمويلها من التبرعات الشخصية ومساعدة المؤسسات الأخرى.

الكاتبة: أولريكه هومل

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد