1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: حل أزمة اللاجئين هي مهمة تاريخية

ألكسندر كوداشف/م.أ.م٢٦ ديسمبر ٢٠١٥

لم تشهد ألمانيا في السابق تدفقا لأعداد اللاجئين عليها بهذه الكثرة كما حدث هذه السنة. ومع أفواج اللاجئين هناك أعباء اجتماعية واقتصادية تقع مسؤولية حلها على عاتق الوافدين والألمان بشكل مشترك، كما يتضح في التعليق التالي:

https://p.dw.com/p/1HRnT
Deutschland Syrische Flüchtlinge machen ein Selfie mit Angela Merkel
صورة من: Reuters/F. Bensch

استقبلت ألمانيا خلال هذه السنة مليون لاجئ، وقد يكون عددهم أكبر. إنهم مليون شخص يبحثون عن مأوى وحماية ويأملون في غد أفضل. إنهم مليون شخص، ما يعادل عدد سكان مدينة كبيرة، بحاجة لدور سكن، في أقرب وقت ممكن، وفي حاجة لفرص عمل وكذلك لتعلم اللغة الألمانية ولدور الحضانة وأيضا لقاعات تدريس الأطفال والكبار منهم. إنه مجهود كبير يقوم به الألمان، وهو طبعا مجهود أكبر بالنسبة للاجئين. وما ينتظر الألمان في المستقبل هو عبارة عن مهمة تاريخية على مدى جيل على الأقل وربما على مدى جيلين.

مجتمعات لها قيم أخرى

الغالبية العظمى من الاجئين تنحدر من سوريا والعراق وأفغانستان وايريتريا. إنهم يأتون من بلدان ومن مجتمعات وثقافات ليست بها حرية. فهم ينحدرون من مجتمعات متشبثة بالدين بشكل قوي، وتحتل العائلة فيها أحيانا مكانة أهم من مكانة الفرد الواحد. إنهم يأتون من مناطق تتسم بالمواقف الذكورية ولا تمثل فيها الدولة موطنا بل عدوا لهم. وهم قدموا إلى مجتمع مختلف تماما: ففي ألمانيا يشغل الفرد مكانة أكبر من المجموعة، وإذا ما غابت العائلة فإن الدولة تقوم بتأمين المخاطر والصعاب، كما لم يعد هناك نقاش قائم بشأن المساواة بين الرجل والمرأة أو حول الميول الجنسي للفرد. ألمانيا تشكل مجتمعا منفتحا.

أمام هذا التصادم يجب على الطرفين أن يغيرا من منظورهما وأن يتعلما كيفية التقارب بينهما، علما أن المهاجرين مطلوب منهم هنا جهد كبير. فهم بحثوا عن ألمانيا كموطن جديد لهم، وجب عليهم التكيف مع عاداته وقوانينه وتقاليده. يجب عليهم أيضا احترام ما هو غريب عليهم أو ربما ما يبدو لهم أمرا منفرا. يجب عليهم التأقلم مع الحياة السائدة هنا دون التخلي كليا عن هويتهم الثقافية واللغوية. فألمانيا ليست كما هي سوريا أو ايريتريا، ولا يمكن العيش فيها بالاسلوب الذي تم التعوذ عليه في الوطن الأصلي.

Kudascheff Alexander Kommentarbild App
ألكسندر كوداشف، رئيس تحرير

ألمانيا هي الأخرى ستتغير. فالمستشارة اعتبرت أن البلاد ستكون بعد 25 عاما أكثر انفتاحا وأكثر اهتماما ومتسامحة بشكل أكبر. إنه استحقاق كبير لأن ألمانيا الحديثة التي بدأت حقا تعكس هذه الأمور في الحياة اليومية. ورغم ذلك ألمانيا ستتغير: ففي آن واحد يجب عليها تحديد هويتها الحديثة في الثقة بالنفس وتعلم كيفية الاهتمام بما هو غريب. الثقافة الإسلامية ليست فقط عبارة عن شريعة وقمع للمرأة وبرقع. فقد تكون كذلك في الحياة اليومية، غير أنها هي المحافظ لأوروبا على الثقافة اليونانية التي اندثرت في العصور الوسطى. إنها ثرية بالكنوز والآثار التاريخية والآداب والفلسفة. لقد حان الوقت لأن نتقرب بدون تحيز وبنظرة انتقادية من هذه الثقافة، كما فعل يوهان فولفغانغ غوته في ديوان الشرق الغرب

التخلص من الأكاذيب

سياسة اللجوء يتم تغليفها بأكذوبتين. الأولى هي التي بدأ الألمان يتخلصون منها والتي اعتبرت أن المانيا ليست بلادا لاستقبال المهاجرين. لم يكن ذلك صحيحا في السابق، واليوم لا منازع في ذلك. نحن "جذابون"، ولذلك يأتي الناس إلينا. والأكذوبة الثانية التي تنطلق من أن سياسة اللجوء هي سياسة الهجرة المتبعة لحل المشاكل الديمغرافية للبلاد. هذا يُعتبر من الناحية السياسية من الهراء. فالبحث عن مهاجرين يتم بمنهجية، فيما يأتي اللاجئون من تلقاء أنفسهم. ورغم ذلك يجب إدماج اللاجئين لغويا ومهنيا في أقرب الآجال. من الناحية الفكرية يجب القول بأنهم اختاروا ألمانيا كبلد الآمال، وبالتالي يجب عليهم الانضمام إلى هذا المجتمع المنفتح.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد