1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هيلين سيكسوس لـDW: المرأة الإيرانية قدوة بحق ومتعلمة للغاية

٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢

في مقابلة مع DW، أشادت الكاتبة الفرنسية والناشطة النسوية هيلين سيكسوس بشجاعة المتظاهرات في إيران. وسلطت الضوء في المقابلة على تداعيات موجة الاحتجاجات على مستقبل إيران.

https://p.dw.com/p/4LHF6
هيلين سيكسوس: المرأة الإيرانية ترمز إلى مقاومة العزلة وتناضل من أجل الحرية
هيلين سيكسوس: المرأة الإيرانية ترمز إلى مقاومة العزلة وتناضل من أجل الحريةصورة من: Lisa Louis/DW

في وهران بالجزائر، وتحديدا في عام 1937، ولدت الكاتبة الفرنسية والناشطة في مجال حقوق المرأة هيلين سيكسوس، التي عاشت فترة طويلة من حياتها في العاصمة الفرنسية باريس، فيما ذاع صيتها عقب نشر مقالها الذي حمل عنوان "ضحكة ميدوسا" في عام 1975، الذي تحدثت فيه عن اضطهاد المرأة وكيف يمكن للمرأة أن تدافع عن نفسها ضده. وسيكسوس حاصل على وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي.

وفي مقابلة مع DW من باريس، اعتبرت سيكسوس موجة الاحتجاجات الحالية، التي تقودها الإيرانيات، امتدادا لحركة نسوية طويلة الأمد في إيران.

DW: كانت شرارة الاحتجاجات الحالية في إيران هي وفاة الشابة الكردية جينا مهسا أميني ذات الـ 22 عاما أثناء احتجازها من قبل ما تُعرف بـ "شرطة الأخلاق". ما هو تحليلك لضع المرأة في إيران وهل ليس لها حقوق على الإطلاق؟ وما مدى أهمية تلك القضية في المظاهرات؟

هيلين سيكسوس: كانت المرأة الإيرانية منذ بداية الحركات النسائية الغربية في سبعينيات القرن الماضي ترمز إلى مقاومة العزلة وتناضل من أجل الحرية. ومنذ مائة عام، تندلع في إيران ثورة بعد أخرى، وفي كل حركة احتجاجية، كانت النساء ضحايا أو ذريعة أو حتى رهائن.

المرأة الإيرانية نموذج يُحتذى به فعلا وهي على قدر كبير من العلم. وفي عام 1979، كانت المراة رمزا للأعمال الخيرية والتضامن والرحمة. وخرجت الإيرانيات إلى الشوارع للتظاهر ثم كان أول إجراء قمعي في فرض الحجاب الإلزامي.

من كان يظن أن الحجاب سيصبح رمزا لنضال المرأة ضد الاضطهاد منذ وقت طويل؟ ما حدث مؤخرا كان بمثابة إلقاء عود ثقاب على برميل من البارود.

لقد أخبرتني صديقاتي الإيرانيات أنهن يعيشن ما يشبه "حياة مزدوجة" إذ في الشارع يتنكرن، أما في المنزل فهن حرات ويهربن من عداء الديكتاتورية. ليس من المستغرب أن تصبح هذه المرأة [مهسا أميني] رمزا لذلك. ويجب أن أشير إلى أنه في الغالب يكون حادثة واحدة فقط شرارة حروب وحركات تحرير كبيرة.

تشهد إيران مظاهرات عارمة منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني
تشهد إيران مظاهرات عارمة منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أمينيصورة من: Ozan Kose/AFP

DW: يُعد مقال "ضحكة ميدوسا" من أشهر أعمالك، حيث يصف كيف يجب أن تعارض النساء أنظمة القهر الأبوية. كيف ظهرت مثل هذه الأفكار خلال موجة الاحتجاجات الإيرانية؟

كان المقال تحديثا لأسطورة ميدوسا اليونانية، التي كانت أفضل مثال لوصف وضع المرأة وقمع الرجال ضد النساء،  حيث كانت ميدوسا (معناها الحارسة أو الحامية) واحدة من ثلاث أخوات عرفن باسم جورجونه (معناها المرعبة أو المخيفة) وكانت ابنة فوركيس وكيتو، وكانت الجميلة بين أخواتها، فيما كان الرجال يخافون منها، إذ إنها عندما كانت تنظر إليهم يتحولون إلى حجارة. لكن لماذا كانت تمتلك هذه القوة العظيمة على الرجال؟ لأنها رأت الرجال الذين لم يكن لديهم الوقت ليروها، فالرجال لا يريدون أن يروا النساء، لذا يضعون الحجاب عليهن حتى يصبحن مثل الأشباح. إنه لأمر فظيع كيف جرى حجب المرأة حتى في حياتها اليومية. لكن النساء لسن دمىً يمكن حجبها فالنساء جميلات ووهج يضيء. قصتي عن ميدوسا جابت العالم، ومن الواضح أنها في إيران الآن. 

DW: البعض يقول إنه إذا أُلغي الإلزام بارتداء الحجاب في إيران فسوف يسقط النظام. هل تتفقين مع هذا الرأي؟

الأمران يسيران جنبا إلى جنب. فالحجاب يرمز إلى الاستبداد. وبالمناسبة فإن صديقاتي الإيرانيات لا يرين أن الحديث عن  إلغاء "شرطة الأخلاق" سوف يحسن الوضع بأي شكل من الأشكال.

المرأة التي تمزق حجابها في الشارع تتحلى بشجاعة لا تصدق فقد قهرت الخوف من الموت، لكن هذه الحركة القوية لا تعني تحقيق الانتصار؛ إذ يجب أن ترتدي المرأة في إيران الحجاب عندما تذهب إلى مؤسسة عامة.

وأظهر النظام قسوة كبيرة فقد قتل مؤخرا شابين بطريقة مروعة، في أسوأ شكل من أشكال عقوبة الإعدام. الحكومة تبدو أنها مستعدة للقيام بممارسة التعذيب  وأن تبقى تلك المشاهد محفورة في ذاكرة الإيرانيين، خاصة الشباب والنساء. إنها تقدم على وأد النساء وتقول سننزع قلوبكم (من صدوركم). 

DW: كيف يمكن لنظام قائم على قمع المرأة أن يستمر في الحكم؟

النظام وحده يعرف. لكن لا أعتقد أن البشر (العاديين) قادرون على مثل هذه الأشياء وإنما المتوحشون هم فقط من يفعلون ذلك. حتى وإن كان مثل هذه الأشياء لا تحدث في إيران فقط.

DW: من أين تستمد المرأة الإيرانية هذا القدر الكبير من الشجاعة؟

الإيرانيات وحدهن القادرات على الإجابة على هذا السؤال. لكنني معجبة بشدة بشجاعتهن. وبالطبع، أسأل نفسي ما إذا كان يحق لي  التعليق على هذا، لكن أنا لست في إيران ولا أخاطر بحياتي مثل الإيرانيات. وتسألني صديقاتي الإيرانيات، لماذا لا أفعل شيئا؟ يقلن لي تكلمي! إذا تحدثتي فسوف يسمع الناس من حولكم، لكن من المهم لي أن أقول إني سمعتكم.

ولدت هيلين سيكسوس لعائلة يهودية في الجزائر عام 1937 ثم انتقلت إلى باريس عام 1971
ولدت هيلين سيكسوس لعائلة يهودية في الجزائر عام 1937 ثم انتقلت إلى باريس عام 1971صورة من: Sophie Bassouls/Leemage/IMAGO

DW: هل تنظرين إلى الحجاب باعتباره رمزا للقمع تحت أي ظرف من الظروف؟

نعم، لأن الهدف يتمثل في إخفاء المرأة وإقصائها. وصحيح أن هناك من يقول إن هناك (أيضا) "حجابا جيدا". لكن هناك في فرنسا، نساء يعتبرونه إشارة سياسية  لأن الدولة العلمانية ضد ارتداء النساء للحجاب وبالتالي فإن الحجاب بالنسبة لهؤلاء النساء هو صرخة نضال ضد الحكومة. لكن لماذا لا تتحدث هؤلاء النساء عن وضع الإيرانيات في إيران؟ ألا يرون أن الحجاب في بلد به مثل هذا التقليد العريق يقيد الحياة والجسد والحرية والأمل؟

DW: في ضوء كل هذه المعطيات، كيف تنظرين إلى مستقبل إيران؟

لا أعلم وحتى الشعب الإيراني لا يملك إجابة أيضا. لكن ما يحدث في الوقت الراهن يثير الإعجاب لكنه في الوقت نفسه هش للغاية. كل أشكال الاحتجاج الحالية تسير في تمرد وفخر وكرامة فيما يشبه البركان، الذي يتمتع بقوة استثنائية، لكن هذا البركان في حاجة إلى الوقود كي ينشط. من سيقوم بهذا؟ يقدم الغرب مساعدات إلى أوكرانيا وهذا أمر جيد، لكن من سيساعد الايرانيين والايرانيات عندما يزج بهم جميعا في السجون أو يُعدمون عقوبة لهم على التظاهر؟

ليزا لويس / م ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد