1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل ستؤثر أزمة الروهينجا على الهجرة إلى أوروبا؟

٣١ أكتوبر ٢٠١٧

فر مئات الآلاف من أقليّة الروهينجا المسلمة في ميانمار إلى بنغلادش بعد تهجيرهم واضطهادهم من قبل قوات الأمن في بلادهم، فهل من الممكن أن تمتد الأزمة إلى أوروبا؟

https://p.dw.com/p/2mXSV
Bangladesch Evakuierung Zyklon Mora
صورة من: Getty Images/AFP

من المتوقع أن يتجاوز عدد لاجئي الروهينجا فى بنغلادش المليون فى الأسابيع القادمة، وفقاً لما جاء في آخر تقرير لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، حيث قالت الأمم المتحدة إن عدد مسلمي الروهينجا الذين لجأوا إلى ملاجئ في مدينة كوكس بازار الحدودية مع بنغلادش وصل إلى حوالي 900 ألف شخص.

وقال رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة بون الألمانية بيترروهنشتروت-باور  في بيان رسمي: "يحتاج الروهنجيون إلى الحماية والأمن والملاجئ ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي والمساعدات الطبية. العديد منهم يائسون ومصدومون من العنف ويحتاجون إلى علاج".

وقالت جينيفر بوزه، الموظفة في منظمة (CARE) للإغاثة في اجتماع صحفي في بون، إن الوضع في المخيمات في مدينة كوكس بازار في شرق بنغلادش كان "كارثياً"، وتابعت: "لم أر شيئاً هكذا من قبل، حيث كانت المخيمات ممتلئة تماماً. كان هناك ازدحام حيث الناس في كل مكان، وكان الأطفال يمشون حافيي القدمين على الأرض الموحلة، تحت المطر الغزير، وأضافت: "يعاني السكان هناك من نقص في الغذاء والماء والأدوية والدعم النفسي. وقد سار الكثيرون لعدة أيام للوصول إلى بنغلادش. وقد توفي الكثير منهم، بمن فيهم الأطفال، في الطريق إلى بازار كوكس".

إمكانية لجوء الروهينجيين إلى أوروبا ضئيلة
وبالرغم من ذلك، فإن الخبير البنغلادشي في شؤون الهجرة جلال الدين سيكدر يقول إن احتمال امتداد أزمة الروهينجا إلى أوروبا ضئيلة، والسبب هو انتشار الجيش البنغلادشي في خليج البنغال، ويتابع: "الروهينجيون يرغبون أكثر في الهجرة غير القانونية إلى ماليزيا عبر خليج البنغال، لأن لديهم علاقات اجتماعية قوية جداً في ماليزيا".

ويوضح سيكدر أن هناك خلافات تظهر بين الروهنجيين الذين كانوا قد هاجروا إلى بنغلادش منذ سنوات، وبين القادمين الجدد منهم. وقد قام اللاجئون بإنشاء مشاريع تجارية صغيرة في الملاجئ، مما تسبب لهم بمشاكل مع قوات إنفاذ القانون المحلية.

يقول سيكدر إن آثار هذه المشاكل وشيكة الظهور في مناطق جنوب شرق بنغلادش، حيث يتركز الروهينجا، أي في منطقتي أوخيا وتكناف، حيث إن معظم اللاجئين يحصلون على المياه الجوفية في هذه المناطق دون أي تنظيم، كما لا يوجد تخطيط طويل الأمد للصرف الصحي، ويضيف: "الحكومة البنغلادشية تركز بشكل أكثر على الروهينجيين وتتغاضى عن البنغلادشيين فيما يتعلق بالمشاكل المتعلقة بالصحة والبيئة"، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفعت أسعار السلع المحلية، مما زاد من الضغط على السكان المحليين.

 

Flüchtlinge aus Libyen in einem Schlauchboot
صورة من: Getty Images/AFP/A.Tzortzinis

 

البنغلادشيون يهاجرون إلى أوروبا

ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية فإن عدد البنغلادشيين الذين يرغبون بالوصول إلى إيطاليا عبر ليبيا بلغ 11 ألف من حزيران/يونيو 2016 إلى آذار/ مارس من هذا العام. وقال رئيس إحدى المجالس المحلية في منطقة بيان بازار للوكالة: "إن الشباب يائسون للذهاب إلى إيطاليا عبر ليبيا، فالآباء يقترضون الأموال وتقوم الأمهات ببيع مجوهراتهنّ لدفع المال لمهربي البشر".

ويغادر آلاف الشباب بنغلادش على أمل إيجاد فرص عمل أفضل في أوروبا. يقول حسين، أحد أولئك الشباب، لوكالة الأنباء الفرنسية: "كنت متحمساً لأننا سنكون في إيطاليا في غضون عدة ساعات، وستنتهي جميع المشاكل المادية التي تعاني منها عائلتي. اعتقدتُ أنه يمكنني الآن إثبات جدارتي أمام أبي المشلول".

تمكن الشاب، الذي يبلغ الثامنة عشرة من العمر، من الدخول إلى قارب صغير مليء بأكثر من 100 شخص، كان من المفترض أن يوصله من ليبيا إلى إيطاليا. ولكن بعد ثلاث ساعات من بدء الرحلة، تكسر القارب وبدأ يغرق. وقد تم القبض على حسين وهو في حالة من الذعر، لكن ابن عمه الذى كان يسافر معه غرق في الحادث.

وفي ليبيا، بيع حسين من قبل عصابة ليبية وعمل كعبد في مواقع البناء. وكان على والده دفع أكثر من 12 ألف دولار لضمان الإفراج عنه. يقول حسين: "تعرضنا للتعذيب، واغتصب الكثيرون تحت تهديد السلاح".

 ومع ذلك، فإن القصص الشبيهة بقصة حسين نادراً ما تمنع بنغلادشيين آخرين من أن يجربوا حظهم للوصول إلى أوروبا. ووفقا لخبير الهجرة سيكدر، الذي تحدث في وقت سابق إلى وكالة الأنباء الفرنسية، فإن مهربي البشر يستعينون بقصص المهاجرين الناجحين للإيقاع بالضحايا المحتملين، ويضيف: "يبيعون قصص النجاح للشباب العاطلين عن العمل، مما يسبب ضغوطاً هائلة لدى الأسر. فلا أحد يكترث بوفاة شخص أو شخصين في البحر أو بتقارير عن عمليات اختطاف".

ماناسي كوبالاكريشنان/ محي الدين حسين

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد