1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تغطي المساعدات الشعبية العربية لباكستان العجز الرسمي؟

١٦ أغسطس ٢٠١٠

ارتفعت النداءات الدولية المحذرة من تزايد تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المنكوبة جراء الفيضانات في باكستان. وفي ظل بطء ملحوظ في وصول المساعدات الدولية تسلط الأضواء على دور الدول العربية الغنية.

https://p.dw.com/p/OosF
كارثة الفيضانات في باكستان تعتبر الأسوأ في تاريخ البلادصورة من: AP

يبدو أن النداءات الدولية لإغاثة منكوبي الفيضانات في باكستان وإنقاذ البلاد من كارثة إنسانية غير مسبوقة، بدأت تلقى أصداءً أكبر في العالم العربي، وخصوصا لدى دول الخليج الغنية التي بدأت ترفع من وتيرة مساعداتها لباكستان.

وقد كشف النداء الذي وجهه أمين عام الأمم المتحدة بان غي مون الأحد(15 آب /اغسطس) عن واقع التأخير الحاصل في تقديم المساعدات الدولية لما يناهز 20 مليون شخص من منكوبي الفيضانات، والتي وصفها بأنها"أسوأ كارثة رآها في حياته".

ويرى مراقبون بأن مساهمة الدول العربية وخصوصا الغنية منها، ما تزال ضعيفة، ليس فقط مقارنة مع دول غربية وآسيوية، بل أيضا مقارنة بإمكانياتها المادية ومن زاوية "توقعات الباكستانيين منها كدول إسلامية تربطها ببلدهم علاقات تاريخية"، كما يقول أشفق أحمد الصحافي الباكستاني في صحيفة"غولف نيوز" الإماراتية (تصدر من دبي) في حوار مع دويتشه فيله.

حملات شعبية في دول الخليج

Flutkatastrophe in Pakistan US-Hilfsgüter
صعوبات لوجستية تواجه المنظمات الانسانية العربية لإيصال المساعداتصورة من: picture-alliance/dpa

ويرصد المتتبعون ارتفاعا ملحوظا في وتيرة المساعدات التي تقدمها الدول العربية لمنكوبي كارثة فيضانات باكستان، وخصوصا بعد توجيه نداءات دولية تحذر من احتمال تدهور أكبر لأوضاع المناطق المنكوبة وتفاقم الحالة الصحية حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية إصابة أكثر من ثلاثة ملايين طفل باكستاني بأمراض فتاكة.

وتسلط الأضواء بشكل خاص على دول الخليج العربي الغنية والتي تربطها بباكستان علاقات تاريخية واقتصادية، وقد أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بإطلاق حملة شعبية لتقديم التبرعات، في مؤشر على السعي لرفع حجم وقيمة المساعدات السعودية.

وذكرت تقارير بأن جسورا جوية أقيمت بين باكستان وكبريات مطارات دول الخليج (دبي وجدة والدوحة) ، وبأن منظمات إنسانية وشعبية تتولى بدورها توجيه المساعدات.

وقال الصحافي الباكستاني أشفق أحمد، إن "المساعدات الرسمية التي قدمتها دول الخليج لباكستان حتى الآن، رغم أهميتها، غير كافية قياسا لجسامة الكارثة" وأضاف بأن "وتيرة المساعدات ما تزال بطيئة"، متوقعا أن تساهم حملات التبرع الشعبية في دول الخليج مساهمة إيجابية في تخفيف معاناة منكوبي الفيضانات، ومشيرا إلى أن الجاليات الباكستانية في دول الخليج (يبلغ تعدادها مئات الآلاف) تساهم بدورها في تقديم المساعدات وتنظيم عمليات نقلها إلى بلادهم.

"رسالة المنكوبين لم تصل!"

Überschwemmung in Pakistan
توقعات الباكستانيين من دول الخليج أكبر مما يصلهم منهاصورة من: AP

وتقدر الأمم المتحدة حجم الاحتياجات المطلوبة لمساعدة المناطق المنكوبة في باكستان بحوالي 460 مليون دولار أميركي، ولم تتوصل باكستان سوى على 20 في المائة منها حتى الآن، وتتوقع تقارير دولية أن تكون المناطق المنكوبة بحاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمارها.

ويعتقد محللون بأن دول الخليج العربي بإمكانها أن تلعب دورا رئيسيا في مرحلتي تقديم المساعدات لإغاثة المنكوبين وإعادة الإعمار، وإن كان الحديث عن إعادة الإعمار ما زال سابقا لأوانه في ظل المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المنكوبة.

وحول تحليله لأسباب ضعف المساعدات المقدمة من الدول العربية الغنية، مقارنة بدول غربية وآسيوية يعتقد أشفق أحمد أن " دول الخليج قدمت مساعدات رسمية وبدأت بعض المساعدات الشعبية لكن توقعات الباكستانيين من هذه الدول أكبر خصوصا وأنها دول إسلامية تربطها بها علاقات تاريخية وبشرية متينة" مشيرا في هذا الصدد إلى أن المساعدات الأهم وصلت حتى الآن من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية.

ولاحظ أشفق بأن ضعف المساعدات العربية وخصوصا الشعبية مردها إلى عدم إدراك حجم الكارثة التي تواجهها المناطق المنكوبة في باكستان، وأضاف بأن وسائل الإعلام العربية "لا تولي الموضوع الأهمية الكافية ولا تبلغ رسالة المنكوبين بالشكل الملائم"، مشيرا بأن هيئات الجاليات الباكستانية في الإمارات المتحدة ودول الخليج الأخرى تساهم من جهتها في توجيه مناشدات إلى الرأي العام المحلي لتقديم مزيد من المساعدات.

وأضاف أشفق أن مسؤولية الحكومة الباكستانية قائمة أيضا لأنه بإمكانها القيام بجهد أكبر لحث الدول العربية على تقديم المزيد من المساعدات التي يحتاجها حوالي عشرين مليون شخص.

الغذاء والدواء أولا

Pakistan Flutkatastrophe Hilfe
الصحافي الباكستاني أشفق أحمد يعتقد أن وسائل الاعلام العربية لم تنقل رسالة منكوبي فيضانات باكستانصورة من: AP

وحول نوعية المساعدات المقدمة من الدول العربية مقارنة بالحاجيات الأكثر إلحاحا لدى المنكوبين، لاحظ أشفق أحمد أن الأولويات تكمن في الغذاء والماء الصالح للشرب والمساعدات الطبية ثم تأتي المساعدات الأخرى، وأوضح بأن دول منطقة الخليج توجد فيها منظمات إنسانية متخصصة ولديها خبرة كافية للتعامل مع الكوارث، وأشار في هذا السياق إلى هيئات الإغاثة الإماراتية والسعودية التي تقوم بدور هام لتقديم المساعدات.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن ما لا يقل عن ستة ملايين شخص بحاجة إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والدواء، وتتزايد الحاجة للمساعدات الطبية في ظل تحذيرات خبراء منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية من الوفيات نتيجة تفشي الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا.

ويتم الاعتماد حتى الآن بشكل أساسي على الجيش الباكستاني وعلى المنظمات الإنسانية الأجنبية لإيصال المساعدات، وتواجه المنظمات الإنسانية، التي لا تمتلك تجهيزات لوجستية ووسائل نقل كافية، صعوبات في إيصال المساعدات.

وكانت منظمات إنسانية دولية ومحلية باكستانية قد وجهت انتقادات لأداء الحكومة الباكستانية وبطئها في توصيل المساعدات، وهو ما ردت عليه الحكومة الباكستانية بالنفي. ويعتقد الصحافي الباكستاني أشفق أحمد أن الفقر والتضاريس الجغرافية الصعبة في المناطق المنكوبة تساهم بدورها في تعقيد الأوضاع.

ويعتبر إقليم البنجاب الأكثر سكانا والأكثر تضررا من الفيضانات، وخصوصا القرى النائية بين الجبال في منطقة وادي سوات التي كانت في الأشهر القليلة الماضية مسرحا لمواجهات مسلحة قوية بين الجيش الباكستاني والمتشددين الإسلاميين.

منصف السليمي

مراجعة: عبدالرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد