1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تصبح روزاليا أرتيغا أول أمراة تقود الأمم المتحدة؟

١٣ مايو ٢٠٢١

لا يوجد هناك شك في إعادة انتخاب الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لفترة ثانية، لكن مبادرة لإحدى منظمات المجتمع المدني تعرف بحركة (Forward) أو "إلى الأمام" تسعى لطرح مرشحة امرأة لتولي هذا المنصب.

https://p.dw.com/p/3tCJL
روزاليا أرتياغا رئيسة الأكوادور السابقة ومرشحة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة
روزاليا أرتياغا رئيسة الأكوادور السابقة ومرشحة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدةصورة من: Agencia EFE/imago

لا يمكن للمرء أن يدخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك دون أن يلتفت للصور الضخمة للشحصيات التي تولت منصب الأمين العام للأمم المتحدة والمعروضة في مدخل المقر. وتُظهر تسع لوحات زيتية من تولوا هذا المنصب الرفيع من بينهم يوسف بطرس غالي وكوفي عنان وبان كي مون. ومنذ تأسيسها عام 1945، ظلت قيادة الأمم المتحدة في قبضة الرجال.

لكن إذا نجحت مبادرة لإحدى منظمات المجتمع المدني تعرف بحركة "إلى الأمام" في تحقيق هدفها، فلربما ستنضاف صورة امرأة للصور المعلقة على الجدران في مدخل المقر الأممي، وقد تكون صاحبتها هي روزاليا أرتيغا، رئيسة الأكوادور السابقة.

هل تمتلك أورتيجا  الفرصة الحقيقية؟

هناك احتمال كبير لإعادة انتخاب غوتيريش الذي شغل في السابق منصب رئيس وزراء البرتغال، في منصبه لفترة أخرى أواخر العام الجاري بل هو أمر شبه مؤكد وكأن الولاية الثانية للأمين العام للأمم المتحدة باتت وكأنها قانون مكتوب.

وحتى يومنا هذا، لا يوجد سوى استثناء واحد حيال قاعدة أن إعادة انتخاب الأمين العام لفترة ثانية إذ رغب في ذلك، ما يعني أورتيجا لاتملك الفرصة الواقعية لخلافة غوتيريش على الأقل في هذا الوقت.

صور في مقر الأمم المتحدة للشخصيات التي تولت منصب الأمين العام للأمم المتحدة
صور في مقر الأمم المتحدة للشخصيات التي تولت منصب الأمين العام للأمم المتحدةصورة من: Loey Felipe/UN/AP/picture alliance

تقول كولومبي كاهين-سلفادور التي بدأت مع أندريا فيينزون حملة لانتخاب امرأة لهذا المنصب قبل شهر، إن "عملية الاختيار تعد غامضة وغير ديمقراطية ولا نملك التأثير حيال اتخاذ القرار".

وتمتلك كولومبي كاهين-سلفادور وأندريا فيينزون، الخبرة الكافية عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الحشد إذ ساهما في تأسيس الحركة السياسية الأوروبية التي تسمى بـ "فولت".

ومنذ إطلاق الحملة، نجحت كولومبي كاهين-سلفادور وأندريا فيينزون في حشد ثمانية آلاف مؤيد في لندن ووجدا مرشحتين اثنتين لتولي المنصب كجزء من الفريق هما روزالينا أرتيغا والدبلوماسية الإرجنتنية باولا بيرتول. وقد لقي هذا الأمر قبولا ودعما من أنصار حركة (Forward)  في واحد وسبعين دولة.

ويتمثل هدفهما الرئيسي في جذب الانتباه إلى حقيقة مفادها أن انتخاب من يتولوا المناصب الكبيرة تجري بشكل ما خلاف الأبواب المغلقة. وحول ذلك، يقول فيينزون في مقابلة مع DW  إن "الحقيقة تكمن في أننا في عام 2021  لكن لا تزال سياستنا عالقة بالماضي لخمسين عاما إلى الوراء. إننا في حاجة إلى تسريع هذا الأمر" لتضييق هذا الفارق الزمني".

ينص ميثاق الأمم المتحدة على أنه يتم ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة من قبل مجلس الأمن الدولي ثم تجرى عملية انتخابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبما أن الدول الخمس الدائمة العضوية تمتلك حق النقض (الفيتو)، فإن المرشح لهذا المنصب يجب بالتأكيد أن يحصل على دعم هذه الدول الخمس.

وفيما يتعلق بغوتيريش ، فإن العديد من الدول من بينهم بريطانيا والصين، أبدوا الدعم له. فضلا عن هذا، فإن هناك عدد من القواعد غير المكتوبة حيال عملية الاختيار. إذ يجب أن يتم دعم المرشح على سبيل المثال من دولة عضوة في الأمم المتحدة وهذا هو الأمر المألوف وإن كان لا يتم ذكره بشكل صريح.

كذلك يجب أن يكون هناك تناوب جغرافي بمعنى إذا كان الأمين العام من إفريقيا يجب أن يخلفه مرشح من آسيا، فيما لا يزال موعد أو كيفية الترشيح من قبل مجلس الأمن غير واضحة حتى الآن. وهذا العام من المتوقع أن تجرى الترشيحات غالبا ما بين مايو / أيار وأكتوبر/ تشرين الأول.

وقد حازت عملية انتخاب أنطونيو غوتيريش كأمين عام للأمم المتحدة على نوع من الشفافية غير مسبوقة قبل خمس سنوات إذ اعتمدت الجمعية العامة مشروع قانون يوضح بشكل تفصيلي عملية الاختيار. ولأول مرة كان يتعين على كل مرشح أن يقدم رؤيته بشأن عمله وأيضا جرت جلسات استماع علنية وجلسات أخرى مع أعضاء المجتمع المدني.

مؤسسا حركة (Forward) أندريا فينزون (على اليسار) وكولومبي كاهين-سلفادور
مؤسسا حركة (Forward) أندريا فينزون (على اليسار) وكولومبي كاهين-سلفادورصورة من: Privat

أرتياغا..مرشحة المجتمع المدني

على الورق، فإن ترشيح أرتيغا يفي بالكثير من شروط تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي. فقد تولت لفترة قصيرة منصب رئيسة الأكوادور وقبله منصب نائبة الرئيس وتولت إحدى الحقائب الوزارية فضلا عن أنها أيضا شغلت منصب الأمين العام لمنظمة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أرتيغا تنحدر من أمريكا اللاتنية وهي المنطقة الجغرافية التالية فيما يتعلق بتولي منصب الأمين العام، وفقا كولومبي كاهين-سلفادور.

وقد دعمت حركة (Forward)  ترشيح أرتيغا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة إلى جانب الدبلوماسية الإرجنتنية باولا بيرتول كنائبة لها. وخلال مؤتمر صحفي لحركة (Forward)، بدت على أرتيغا بعض مظاهر التوتر، لكنها أكدت على سعادتها لهذا الكم الكبير من الدعم وتلقيها لرسائل تأييد عديدة من كافة دولة العالم.

وأشارت إلى أنه رغم أن حكومة بلدها الأكوادور قد تواصلت معها وأبدت دعما لها إلا أنها لن تقبل أي مساعدة من هذه الحكومة.

فرص المرشح من الخارج؟

بالطبع لا يمكن الذهاب إلى القول بان المرشحين من خارج المنظومة الأممية ليس لديهم الفرصة الحقيقة لتولي هذا المنصب. فقد دشنت أرورا أكانشكا، البالغة من العمر 34 عاما والموظفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حملة غير مسبوقة لترشيح نفسها لهذا المنصب. ومع ذلك، فإن ملف أنطونيو غوتيريش هو الوحيد الذي يمكن العثور عليه في موقع الامم المتحدة.

ومن أجل أن يصبح الترشيح رسميا، يجب على رئيسي مجلس الأمن والجمعية العامة إعلان اسم المرشح في خطاب. وحتى الآن، فإن هذا يحدث فقط عندما تقدم دولة عضوة على ترشيح مرشح بعينه، وخلافا لذلك فإن الترشيح يصبح رمزيا.

وهو ما يؤكده أندرياس بوميل الذي لديه خبرة كبيرة بخصوص مشاريع إصلاح الأمم المتحدة. وفي مقابلة مع DW، يقول بوميل "هذه التصرفات الرمزية ضرورية ومطلوبة من أجل إثارة الاهتمام."

ولعقود طويلة، يأخذ بوميل على عاتقه قضية الأمم المتحدة وكيف يمكن أن تكون أكثر ديمقراطية وشرعية وأكثر شفافية ومنفتحة أكثر على المجتمع المدني. ومؤخرا نشرت منظمته التي يٌطلق عليها "ديمقراطية بلا حدود" بالتعاون مع 100 منظمة أخرى، ثلاثة مقترحات بشأن إصلاح الأمم المتحدة تشمل إنشاء جمعية برلمانية.

وعن ذلك، يقول بوميل إن "الأمم المتحدة بالطبع هي أكثر منظمة هامة فيما يتعلق بالتعددية نمتلكها اليوم. وسوف يصب في صالح كافة الدول الأعضاء أن تصبح الأمم المتحدة أكثر كفاءة وشرعية".

وترغب حركة (Forward)  في المضي قدما في حملتها عبر تنظيم مظاهرات وإيجاد سبل لتحريك كيانات الأمم المتحدة من الخارج. وهو ما تلخصه كولومبي كاهين-سلفادور بطريقة طريفة، بقولها "إننا نؤمن بشدة أنه إذا استطعنا خلق ضجة حاليا، فإنه يمكننا المساعدة في تغيير هذه العملية في المستقبل".

ليوني فون هامرشتاين/م.ع