1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هكذا أثّر انقراض الديناصورات على تطور النباتات

٤ مايو ٢٠٢٢

أفادت دراسة علمية حديثة أن انقراض الديناصورات وتحديداً آكلات العشب أثر بشكل كبير على تطور عالم النباتات حتى أصبح بالشكل الذي هو عليه حالياً. فكيف حدث ذلك؟ وكيف وصلت النباتات ذات الثمار الكبيرة إلى شكلها الحالي؟

https://p.dw.com/p/4Alct
صورة تخيلية لأحد أنواع الديناصورات آكلة اللحوم
أكدت الدراسة أن "السرعة التطورية" التي نشأت بها أنواع نخيل جديدة ذات ثمار صغيرة في فترة غياب الحيوانات العاشبة الكبيرة قد انخفضتصورة من: Jorge Blanco/Journal of Vertebrate Paleontolog/REUTERS

مع انقراض الديناصورات الكبيرة غير الطائرة قبل 66 مليون سنة، اختفت الحيوانات العاشبة (آكلات العشب) الضخمة على الأرض لمدة 25 مليون سنة لاحقة.

ونظراً لأن النباتات والحيوانات العاشبة تؤثر على بعضها، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان لهذا الغياب الطويل للغاية والعودة اللاحقة لما يسمى بـ "الحيوانات العاشبة" أي على تطور عالم النبات، وكيف حدث ذلك.

للإجابة على هذا السؤال، قام فريق بحث مكون من علماء في المركز الألماني لبحوث التنوع البيولوجي التكاملي iDiv وجامعة لايبزج Leipzig بتحليل الأحافير وعدد من النباتات الحية إلى اليوم ومنها بعض أنواع النخيل.

وقد مكّنت التحليلات الجينية الباحثين من تتبع التطورات الخاصة بالنباتات أثناء وبعد غياب الحيوانات العملاقة آكلة اللحوم. وتأكد العلماء أولاً من الافتراض العلمي الشائع بأن الكثير من أنواع النخيل في زمن الديناصورات كانت تحمل ثماراً كبيرة وكانت مغطاة بأشواك إضافة إلى أشواك على الجذوع والأوراق أيضاً، بحسب ما نشر موقع ساينس دايلي.

ومع ذلك، وجد فريق البحث أن "السرعة التطورية" التي نشأت بها أنواع النخيل الجديدة ذات الثمار الصغيرة في فترة غياب الحيوانات العاشبة الكبيرة قد انخفضت، في حين أن السرعة التطورية لتلك النباتات التي لديها ثمار كبيرة ظلت ثابتة تقريباً، كما زاد حجم الثمار نفسها. ويقول العلماء إنه لهذا السبب كان هناك نخيل ينتج ثماراً كبيرة حتى بعد انقراض الديناصورات.

وقد نشر الفريق البحثي نتائج الدراسة في مجلة وقائع الجمعية الملكية (ب): العلوم البيولوجية.

هل تعيش بيننا طيور عاصرت الديناصورات؟

وعلى ما يبدو، كان يمكن للحيوانات الصغيرة أيضاً أن تأكل فواكه كبيرة وتنشر بذور تلك النباتات مع إفرازاتها، "وبهذا الشكل تمكنّا من دحض الافتراض العلمي السابق بأن وجود وانتشار ثمار نخيل كبيرة يعتمد حصرياً على وجود الحيوانات الضخمة التي تتغذى عليها"، كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور رينسك أونشتاين من جامعة آي ديف وجامعة لايبزيغ والذي يضيف: "لذلك فإننا نفترض أن عدم وجود الحيوانات آكلات النباتات الكبيرة أدى إلى زيادة كثافة النباتات ذات البذور الكبيرة من خلال اكتسابها ميزة تطورية"، بحسب موقع فيزيو دوت اورغ.

وعلى الرغم من ذلك، فإن السمات الدفاعية للنباتات أظهرت أن انتشار الأشواك على الأوراق والسيقان كان له تأثير مختلف، إذ انخفض عدد أنواع النخيل ذات السمات الدفاعية خلال فترة غياب الحيوانات العاشبة الضخمة.

يقول أونشتاين، الذي يرأس مجموعة الأبحاث الناشئة "التطور والتكيف" في iDiv: "يبدو أن سمات الدفاع عن النفس دون وجود الحيوانات التي تأكل ثمار وأوراق هذه النباتات لم تعد تقدم مزايا تطورية للكائنات، ومع ذلك، فقد عادت معظم أنواع النخيل إلى الظهور عندما تطورت آكلات لحم عملاقة جديدة، وذلك على عكس التغيرات في الفاكهة التي استمرت لفترة أطول."

اقرأ أيضاً: حل لغز "بيضة" حجرية عمرها 66 مليون عام

من خلال عملهم، ألقى الباحثون ضوءاً جديداً على التطور والتكيف خلال واحدة من أكثر الفترات الغامضة والفريدة من نوعها في تاريخ تطور النباتات، أثناء وبعد انقراض الحيوانات الضخمة.

ويقول العلماء إن فهم كيفية تأثير انقراض الحيوانات الضخمة على تطور النباتات في الماضي يمكن أن يساعد أيضاً في التنبؤ بالتطورات البيئية المستقبلية. على سبيل المثال، لاحظ الفريق البحثي فقدان بعض العمليات الهامة أثناء فترة غياب الحيوانات الضخمة مثل نثر وتوزيع بذور النباتات واختفاء الحيوانات العاشبة الكبيرة وهي عمليات كانت ذات تأثير شديد السلبية على النظام البيئي على كوكب الأرض.

وبحسب العلماء فإن الانقراض المستمر للحيوانات الكبيرة في الوقت الحالي بسبب الصيد وتغير المناخ قد يؤثر أيضاً على السمات في المجتمعات النباتية والنظم البيئية سواء في وقتنا الحالي أو حتى على مستوى المستقبل المنظور كما حدث في عصور سابقة.

عماد حسن