1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"نعمل على خصخصة القطاع العام في العراق بشكل تدريجي"

٦ نوفمبر ٢٠٠٩

انتهاء أعمال الملتقى الاقتصادي العراقي الألماني في برلين بدعوات لاستعادة مستوى العلاقات بين البلدين إلى أيام ازدهارها. وقد ركز الملتقى على سبل توفير الشروط وتقديم الضمانات اللازمة لتعزيز التجارة والاستثمار.

https://p.dw.com/p/KQDN
غنى العراق بالنفط والحاجة لاستثمارات ضخمة في الآبار وأنابيب النقل يجذب اهتمام الشركات الألمانية والأجنبية الأخرى بقوةصورة من: AP

أعرب وزير الصناعة والمعادن العراقي فوزي الحريري باسم الوفد العراقي الكبير الذي ضم نحو 140 شخصا في ختام الملتقى الاقتصادي العراقي الألماني الأول الذي عُقد يومي 04 و 05 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في برلين عن ارتياحه الكامل لنجاح الملتقى الذي شارك فيه عدد كبير من رجال الأعمال الألمان ومندوبي الشركات الكبيرة والمتوسطة وممثلي الوزارات الألمانية المعنية وبعض الولايات.

وقال الحريري قبل مغادرته والوفد المرافق له برلين إلى ميونيخ للمشاركة في ملتقى اقتصادي مماثل يُعقد في العاصمة البافارية إنه على ثقة بأن الاهتمام الذي أبداه المسؤولون الألمان وممثلو الشركات لفتح جسور التواصل الاقتصادي والتجاري مع بلده واستعادة العلاقات التي كانت مزدهرة بين البلدين في ثمانينات القرن الماضي سينعكس قريبا بشكل إيجابي على العلاقات الثنائية. وكشف سفير العراق في ألمانيا الدكتور علاء عبد المجيد الهاشمي أمام المشاركين في الملتقى أن نحو 600 شركة ألمانية أعربت حتى ألآن عن رغبتها في التعامل مع بلده تجاريا واقتصاديا.

الحريري: مطلوب توفير ضمانات هرمس للشركات الألمانية

Strom im Irak
البنية التحتية العراقية بحاجة إلى تجديد شبه كامل في معظم المناطق، وهذه عملية تكلف مئات الملياراتصورة من: AP

وكان الميزان التجاري بين ألمانيا والعراق وصل في فترة الثمانينات إلى أربعة مليارات يورو في السنة تقريبا، بينما لم يتجاوز 300 مليون يورو عام 2008 الفائت. وثمة رغبة وإصرار شديدين من جانب الحكومة العراقية ورجال الأعمال لاستعادة العلاقات الاقتصادية السابقة مع ألمانيا.

وقال الحريري لـ "دويتشه فيلله": "نحن نعتقد بأنه إذا كان هناك خلل فانه ليس في القانون ومضمونه، وإنما في آليات تفعيل القانون ومدى استجابة الجهات المعنية في الدولة العراقية، وهذا دليل على أن البيروقراطية لا زالت قائمة". وأوضح الحريري أن محادثاته مع وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله التي أجراها مساء الخميس أظهرت أن الجانب الألماني مستعد أكثر من أي وقت مضى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني والإداري بين البلدين مشددا على ضرورة توفير الحكومة الألمانية "ضمانات هرمس" لحفز الشركات الألمانية ورجال الأعمال على الاستثمار وعقد والصفقات مع العراقيين.

برودرله: مطلوب إعادة العلاقات إلى أيام ازدهارها

وعلم أن التفاهم تم على تبادل الزيارات وتكثيف الاتصالات وتشكيل لجان مشتركة تعمل على صياغة التعاون الاقتصادي والتجاري الجديد بين الطرفين. وأكد الوزير برودرله للوزير الحريري مرة أخرى نيته تلبية دعوته لزيارة بغداد في أقرب فرصة سانحة.

وانعقد الملتقى الاقتصادي العراقي الألماني الأول بدعوة من غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، واتحاد الصناعة الألمانية، واتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية، وبمشاركة وزارة الاقتصاد الألمانية والهيئة الوطنية للاستثمار في العراق في حضور عدد من الوزراء ونحو 300 من رجال الأعمال العراقيين والألمان وممثلي الهيئات الحكومية في البلدين.

Alltag im Irak
على عكس مدن الوسط وبغداد تشهد مدن الشمال مثل إربيل نهضة عمرانية بسبب استقرار الوضع الأمني مقارنة بباقي المناطقصورة من: picture-alliance/ dpa

وفي جلسة افتتاح الملتقى شدد وزير الاقتصاد الألماني رارينر برودرله، ووزير الصناعة والمعادن العراقي فوزي الحريري، والأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية مارتين فانسليبين، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ماتياس ميتشيرليش، ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق سامي العراجي في كلماتهم على ضرورة إعادة العلاقات التجارية والاقتصادية التي كانت مزدهرة بين البلدين قبل فرض العقوبات الدولية على العراق في فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين.

وبعد أن قال الوزير برودرليه إن بلاده "تفتخر بالرغبة الجامحة لدى العراقيين لاستعادة العلاقات السابقة ذكَّر الحاضرين بأن "ألمانيا واكبت الطريق الجديد للعراق بايجابية كبيرة عندما تخلَّت عن ديونها عليه بقيمة 5,4 مليارات يوور".

صفاء الدين محمد: القطاع الخاص لا يزال ضعيفا

ومن جانبه شدد الوزير الحريري على الإمكانات التي توفرها بلاده في مختلف المجالات لإرساء تعاون اقتصادي متين مع الخارج، خصوصا مع ألمانيا داعيا برلين إلى تأمين الضمانات التي توفرها "مؤسسة هرمس" لرجال الأعمال الألمان لتشجيعهم على الاستثمار وتعزيز موقعهم التنافسي إزاء الشركات الأجنبية في السوق العراقية.

وفيما شرح رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار العراجي في كلمته قانون الاستثمار مؤكدا على أنه يوفِّر امتيازات كثيرة للمستثمرين الأجانب تضاهي الدول الأخرى، أوضح وزير التجارة العراقي صفاء الدين محمد عبد الصافي أن القطاع الخاص لا يزال ضعيفا. وأضاف أن حكومته تعمل على رفع إمكاناته وتوسيع الخصخصة في البلاد على حساب القطاع العام، إنما تدريجا. واستعرض الدكتور برنارد فيلتروب ممثل الوزارة الاتحادية للاقتصاد والتكنولوجيا في هذا المجال عملية الخصخصة التي أجريت في شرق ألمانيا بعد الوحدة ومصاعبها ومشاكلها قائلا إن كلفتها كانت كبيرة جدا، لكنها كانت ضرورية.

اهتمام كبير لدى الشركات الألمانية

وتحدث فيليكس نويغارت مدير مكتب اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن الخبرة والتجربة المكتسبة حاليا في العراق فقال إن مكتبه يتلقى من الشركات الألمانية أسبوعيا مئات المكالمات والمراسلات التي تسأل عن كيفية التعامل مع العراق، وهذا ما يعكس برأيه " الاهتمام الكبير بالبلد حاليا بعد استقرار الوضع الأمني فيه إلى حد ما". ولفت إلى أنه إلى جانب النشاط الذي يقوم به اتحاده في هذا المجال أسَّست الحكومة الألمانية في بغداد أخيرا مكتبا لتقديم المشورة والمساعدة للشركات ورجال الأعمال الذين يسعون للحصول على معلومات وعناوين ووسطاء تجاريين في القطاعين العام والخاص.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد