1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسيقى ودبكة لتعلّم الألمانية في معرض ألماني متنقل عبر مدن سورية

عفراء محمد - حلب ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٨

قدم معرض الشباب الألماني في جامعة حلب صورا حية عن فرص التعليم والعمل وممارسة الهوايات في ألمانيا، كما روج لتعلم اللغة الألمانية بطريقة مبتكرة معتمدة على الموسيقى الراقصة التي واكبها السوريون بالدبكة الحلبية.

https://p.dw.com/p/G03N
مدينة حلب تستصيف المعرض بالتعاون مع معهد غوته في دمشق

ما أن تطأ قدماك بهو كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب حتى يخيل لك أنك في بقعة ما من ألمانيا. وعندما تدخل وسط البهو تحيط بك لوحات كبيرة على شكل أسطوانات مدمجة (سي.دي)، تمثل أوجهاً متنوعة من حياة الشباب الألماني. وأول ما يطالعك منها، لوحة حية لشبان يمرحون ويأكلون البيتزا أو الشاورما كدليل على التنوع الثقافي، تليها لوحات لشبان يلعبون كرة القدم والتنس، ولآخرين يجلسون في مكتبة عامة أو يمارسون هوايات التجديف أو التسلق على الجبال. وهناك لوحات لشبان يتدربون في مصانع وبنوك ومكاتب ومستشفيات، أو يقومون برعاية كبار السن. هذه اللوحات التي تصور جوانب حية من حياة الشباب الألماني هي جزء من معرض متنقل يجوب عدة مدن سورية تحت عنوان "الشباب في ألمانيا Junge.de". وتستضيف جامعة حلب المعرض هذه الأيام بالتعاون مع معهد غوته بدمشق. أما الهدف منه -حسب نشرات المعلومات التي يتلقاها زائر المعرض- فهو استعراض تجارب ملموسة من حياة الشباب الألماني وإبداعاتهم التي تلعب الدور الأهم في بناء ألمانيا وتطويرها.

طريقة جديدة لتعلّم الألمانية برفقة الموسيقى

Key Visual Deutsch Interaktiv

وإلى جانب اللوحات والنشرات، تصاحب المعرض عدة أنشطة، بينها لقاءات وحوارات ومحاضرات تتناول فرص التعليم والتدريب والعمل، كما تتناول فرص قضاء أوقات الراحة والترويح عن النفس. ومن أكثر الأنشطة اللافتة للنظر في هذا المعرض، كان الترويج لتعلّم اللغة الألمانية بين الشباب السوري عن طريق موسيقى شبابية راقصة. وبرزت طريقة الموسيقي أوفه كيند Uwe Kind الذي أحيا حفلة قدم فيها نصوصا ألمانية بمصاحبة موسيقى الراب، مما دفع عشرات الحاضرين للقيام برقص "الدبكة" حتى ساعات متأخرة من الليل في قاعة كلية الهندسة التي غصت بمئات الشباب المهتمين بتعلّم الألمانية.

وعن ميزات هذه الطريقة، تقول يوليا زاتلر نائب مدير معهد غوته إنها غير مملة كونها تجمع بين كلمات وألحان بطريقة يهواها الشباب في كل أنحاء العالم. ويوافقها الرأي حازم العبد الله، الطالب في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب، فيرى ميزة هذه الطريقة في كسر الملل بالابتعاد عن الطرق المتعارف عليها في تعلم اللغات الأجنبية وهو الأمر الذي يعكسه إقبال الشباب الحلبي عليها بشكل لافت.

اختلاف فرص ومفاهيم قضاء أوقات الفراغ

Veranstaltung Aleppo Messe Junge.de in Syrien
تناولت الانشطة فرص قضاء أوقات الراحة والسفر والترويح عن النفسصورة من: DW

الانطباع الذي تركه المعرض لدى الشباب السوري يفيد بأن الشباب الألماني عموما يقضي أوقات فراغه في ممارسة هوايات اجتماعية ورياضية أكثر مما هو عليه الحال في سوريا. هذا ما يمكن استنتاجه من خلال استقصاء آراء نحو 20 من هؤلاء الزائرين، بينهم طالبة قسم التاريخ بجامعة حلب هلا يعقوبيان. هلا ترى أن الشابة الألمانية -على سبيل المثال- يمكنها السفر والدراسة وممارسة هواياتها بشكل حر على عكس الفتاة السورية التي تعاني من قيود اجتماعية تحد من حريتها في الحركة. وكردة فعل، تراها تركز على الاهتمام بمظهرها حيث تبالغ في التزين وتقضي الكثير من الوقت في التفكير في قدوم العريس المنتظر على حد تعبيرها.

أما الطالبة هديل سرّاج، الطالبة في قسم اللغة الفرنسية، فتعتقد أن فرص الاندماج في سوق العمل متوفرة بشكل أفصل للشباب الألماني على ضوء فرص التدريب المتوفرة في الشركات والبنوك والمؤسسات الأخرى، بينما يتم التركيز في سوريا حتى الآن على التعليم النظري، الذي لا يتناسب مع حاجات السوق وتطوراته. وحتى بالنسبة لقضاء أوقات الفراغ، فإن الأندية والمقاهي الشبابية ليست متوفرة في سوريا كما هو عليه الحال في ألمانيا. أما بخصوص هواية السفر، فإن الكثير من الشاب السوري لا يستطيع القيام بها لعدم توفر الإمكانية المادية لديه، وعلى العكس فإن هذه الإمكانية متاحة للشاب الألماني الذي يزور بلدان كثيرة ويطلع على خبرات ومعارف جديدة. أما الشاب السوري فإن فرصة السفر بالنسبة له تعني بالدرجة الأولى الهجرة والاستقرار في دول الخليج أو في دول الهجرة المختلفة في استراليا وأوروبا وأمريكا.

الحصول على درجات عالية في الثانوية العامة من الآمال المشتركة

Veranstaltung Aleppo Messe Junge.de in Syrien
جانب من الحضورصورة من: DW

غير أن تلك الاختلافات بين الشباب الألماني والسوري لا تعني عدم توفر قواسم مشتركة بينهم. نسرين شيخ، الطالبة في قسم الكيمياء بجامعة حلب ترى أن الشبان في سوريا وألمانيا يسعون إلى الحصول على درجات عليا في الثانوية العامة بهدف تحقيق حلم دخول الجامعة ودراسة الاختصاص المطلوب. لكن نسرين ترى أن هذا السعي ترافقه في سوريا ضغوط كبيرة يمارسها الأهل على الأبناء عادة، أما في ألمانيا فإن هذا السعي ينبع عادة من إرادة ورغبة ذاتية. كما أن الشباب الألماني يتمتع في رأيها بجرأة أكبر على توجيه النقد لمحيطه الدراسي والاجتماعي بحكم الحريات الفردية المتاحة وضعف القيود الاجتماعية مقارنة بما هو عليه الحال في المجتمعات المحافظة كالمجتمعات العربية. يضاف إلى ذلك أن نظام التعليم في ألمانيا يعطي الطالب فضاء أرحب للمشاركة في النقاش في كل الأمور حتى بشأن المنهج الدراسي الذي يريده.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد