1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مواقع التواصل تسأل ترامب.. إذا كانت أميركا أولا فمن ثانيا؟

٢١ فبراير ٢٠١٧

منذ توليه السلطة يعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي، لكن تصريحه بأن "أميركا أولاً" أنتج حملةً عالمية ساخرة تسابقت فيها الدول لنيل المركز الثاني. فمن سينال اللقب؟

https://p.dw.com/p/2XvA2
Buchcover Donald J. Trump: GREAT AGAIN
من سيكون في المركز الثاني بعد أميركا... ترامب يقرر!

"من الآن فصاعدا، أميركا فقط ستكون أولا" بهذه الكلمات ابتدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حكمه للولايات المتحدة، وكانت هذه أشهر كلماته التي ألقاها على مسامع العالم خلال حفل تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني 2017.

لكن كلمات ترامب كان لها وقعٌ مختلف في أنحاء العالم وليس في أميركا فقط، إذ بدأت الدول تتزاحم للحصول على المركز الثاني في العالم بعد الولايات المتحدة.

القصة بدأت من هولندا حيث قام برنامج ساخر بإعداد فيديو يخبر فيه الرئيس الأميركي لماذا يجب عليه أن يختار هولندا لتكون في المركز الثاني بعد أميركا. وتناول الفيديو عنصرية ترامب وكراهيته للأجانب ومواقفه المقللة من شان المرأة وحتى لون بشرته، الذي يميل للبرتقالي بسبب كثرة التعرض لأشعة الشمس، ليقول لترامب نحن نشبهك، ونتفهم بالتأكيد كون أميركا أولاً لذا امنحنا المركز الثاني. وعلى غرار هولندا قامت العديد من الدول بانتاج فيديوهات مماثلة، ليتجاوز الوسم (هاشتاغ) #everysecondcounts المرافق للفيديوهات ثلاثة ملايين تداول عبر تويتر.

إدانة ترامب من لسانه!

عشرات الدول والمدن حول العالم أنتجت فيديوهات متشابهة عُرضت على موقع everysecondcounts.eu ، لتقنع ترامب بمنحها المركز الثاني. وجاء أكبر عدد من الفيديوهات من أوروبا، فقد أنتجت جميع دول الاتحاد الأوروبي فيديوهات ترويجية، ركزت على أمور أساسية أهمها: إقناع ترامب بأنها دول محبة للحرب خاصة، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أو حتى الدول الاسكندينافية، التي تحدثت بدورها عن تاريخ شعوب الفايكينغ مع الحروب؛ لتقنعه بأنها دول متعطشة للحرب مثله تماماً. وكل ذلك بطريقة ساخرة تشير إلى مدى عدوانية ترامب، معتمدين على تصريحاته التي ألقاها في أكثر من مناسبة.

Screenshot Webseite everysecondcounts.eu
لوغو الموقع العالمي لحملة المرتبة الثانيةصورة من: everysecondcounts.eu

كذلك تهكمت الفيديوهات على مسألة كراهية الأجانب، معتمدة على الماضي أو الحاضر، من خلال تسليط الضوء على مواقف الأحزاب اليمينية حاليا، أو ممارسات النازية في الماضي، كما قامت بتحذير ترامب من التحرش بالنساء عبر السخرية أيضاً، في حين استعرضت كل دولة كيفية حبها للجدران كما ينوي أن يفعل الرئيس الأميركي الخامس والأربعون مع المكسيك.

الفيديو الترويجي لألمانيا، كان من أكثر الفيديوهات طرافةً، حيث تهكم الفيديو، الذي أعدته قناة "زد دي إف" (ZDF)، على فكرة الجدار مذكرةً ترامب بأنه منذ القدم كانت ألمانيا سباقة في فكرة الجدار حتى أنها جعلت الروس يدفعون ثمنه.


لون بشرة ترامب المائل للبرتقالي كان مادةً للسخرية أيضاً، حيث تسابقت الدول على استعراض كثرة ساعات سطوع الشمس بها ليتمكن ترامب من اكتساب لون بشرته المفضل. بينما اُخْتمت معظمُ الفيديوهات بعرض خريطة لبلد أخرى، مثلما فعل الألمان حينما عرضوا خريطة إيطاليا بدلا من ألمانيا؛ لتنيه ترامب بأن هذه هي "ألمانيا" إذا أردت ضربها بالأسلحة النووية. في حين ترجته دول أخرى ألا يمنح هذا المنصب لهولندا، ذاكرين إنهم هم من يستحقون ذلك أكثر. وجاء كل ذلك في سخرية من تصريحات ترامب وأقواله وقراراته العنصرية في أكثر من مناسبة.

Buchcover Donald J. Trump: GREAT AGAIN
من سيكون في المركز الثاني بعد أميركا... ترامب يقرر!

المدن والولايات الألمانية لها نصيب أيضا

 وبالإضافة إلى الوسم (الهاشتاغ) #everysecondcounts احتل حساب it's great  على موقع تويتر مكانة بارزة في نشر حملة "من ثانيا؟" وعرض الفيديوهات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بقي حساب it's great يتابع تصريحات ترامب، وأرسل تعزية لضحايا هجوم السويد، الذي لم يحدث وذلك في تهكم واضح على تصريح ترامب الأخير القائم على أخبار كاذبة.


وعلى خلاف معظم الدول حول العالم، التي كانت فيديوهاتها باسم البلد بشكل عام، تسابقت مدن وولايات ألمانية لتعرض على الرئيس الأميركي أحقيتها لنيل لقب "ثانيا" بعد أميركا. فأنتجت كل من برلين وبون وبافاريا وكولونيا وهيسين وكريفيلد وسارلاند فيديوهات تعتمد على نفس العناصر للتهكم على ترامب.

بل تجاوز الألمان ذلك لينتجو فيديو عن الـ"DDR" (جمهورية ألمانية الديمقراطية) أو ما كانت تعرف باسم "ألمانيا الشرقية"، والتي كانت تعج بالجواسيس لصالح الاتحاد السوفيتي، وأخبرت ترامب أنه ليس بحاجة مع "ألمانيا الشرقية" للتجسس على أحد فالناس يفعلون ذلك مجاناً.


العالم العربي له الأفضلية!

الفيديوهات التي باتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى العالم العربي أيضا فأنتجت كل من المغرب والجزائر وتونس فيديوهات ترويجية لبلدانها تم التهكم على الدكتاتوريات أو الفساد في الدول العربية. لكن الفيديو الأبرز كان ذلك الذي أعده عن مصر مقدم البرامج الساخر يوسف حسين على قناة "العربي" ، والذي جاء بالانجليزية مع ترجمة مضحكة باللهجة المصرية.


في حين أُنْتِج باسم سوريا، ونظراً للانقسام الحاصل فيها، ثلاثةُ فيديوهات حتى الآن، كل منها يحمل رسالة مختلفة عن الأخرى، بين موالاة ومعارضة. كما أُنْتِجت فيديوهات عن العالم الإسلامي وعن الشرق الأوسط بشكل عام، ذكّرت بالتشابه بين غياب الحريات والقمع والدكتاتورية تماماً كما ينوي أن يفعل ترامب.


مِنْ ألد الأعداء إلى أتفه الأشياء!

لم يكن مستغرباً أن تشارك دول عدة بالفيديوهات لكن اسم إيران برز من بين الدول التي تزاحمت لإقناع الرئيس الأميركي بمنحها المرتبة الثانية. حيث لعب معدّو الفيديو على وتر الأسلحة النووية وحرية المرأة لإبراز التشابه بين أفكار ترامب وإيران. بينما حذف موقع يوتيوب الفيديو التركي، الذي انتقد الرئيس رجب طيب أردوغان بشدة.

 بينما جاء الفيديو الأبرز من المكسيك، التي حاولت من خلاله إقناع الرئيس الأميريكي بحبها للجدران وكرهها للمهاجرين، ومذكرةً ترامب بأنها لذلك ترسل المكسيكيين إلى أميركا ليبنوا ويعمروا ويصبحوا أطباء ومدرسين هناك.


الحملة تجاوزت البلدان ليتم إنتاج فيديوهات عن أحقية كوكب المريخ بالمرتبة الثانية في أولويات ترامب؛ نظراً لكونه كوكبا برتقاليا ولا أحد يعيش عليه، ولذلك لن يكون عليه منافسٌ لترامب. وكذلك تم الحديث عن القارة القطبية الشمالية، ومكعبات لعب الأطفال الألمانية، التي تتشكل حسب المزاج، وكذلك برنامج الكتابة "وورد" (Word) الذي يسمح بكتابة الأفكار ومحوها بسهولة، لإبراز مدى تفاهة بعض الأفكار التي ينادي بها الرئيس الأميركي بنظر البعض.

وتبقى الحملة المستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حديث العالم، حيث يتم يومياً إنتاج فيديوهات من قبل دول وأفراد وشبكات تلفزيونية لتتنافس فيما بينها، ليس على المرتبة الثانية فقط؛ بل على إظهار مدى خطورة بعض الأفكار، التي يحملها رئيس أميركا الجديد بالنسبة للعالم.

راما الجرمقاني