مواجهات بين المتظاهرين والجيش المصري تسفر عن قتلى وجرحى
٩ أبريل ٢٠١١تحدى نحو ألف متظاهر في القاهرة قوات الجيش التي حاولت إبعادهم عن ميدان التحرير أثناء الليل وتعهدوا اليوم السبت بمواصلة الاحتجاج إلى أن تجري محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وتلبية بقية مطالب الانتفاضة الشعبية التي دفعته للتخلي عن منصبه في فبراير شباط الماضي.
وقالت مصادر طبية إن اثنين من المحتجين توفيا في مستشفى متأثرين بجراح أصيبا بها خلال محاولة الجيش في الساعات الأولى من الصباح لإنهاء اعتصام المحتجين. وقال مصدر إن القتيلين كانا من بين 15 محتجا أصيبوا. لكن وزارة الصحة قالت في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن شخصا واحدا قتل وأصيب 71 آخرون نقلوا إلى عدة مستشفيات في العاصمة. وكان من بين المحتجين نحو ثمانية يرتدون زي الجيش ويقولون إنهم ضباط يتضامنون مع المحتجين.
لكن الجيش نفى إطلاق ذخيرة حية على المحتجين، وقال في بيان. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم "تطبيقه القانون بكل حزم للحفاظ على سلامة المواطن". وجاء في بيان له اليوم: "تؤكد القوات المسلحة أنها لم، ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، كما تؤكد بأنها سوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم".
هتافات مناوئة للجيش
وكان صوت إطلاق الرصاص قد سمع في المنطقة المحيطة بميدان التحرير بالقاهرة الليلة الماضية. وقال المحتجون إن الجيش أطلق أعيرة في الهواء ولم يتضح إن كان هناك مسلحون آخرون بالميدان وقت إطلاق الأعيرة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن شهود عيان قولهم، إن متظاهرين أحرقوا خلال المصادمات ثلاث حافلات تابعة للجيش.
ورشق بعض المتظاهرين الذين أغضبهم استخدام صاعقات الكهرباء والهراوات لإبعادهم من ميدان التحرير شاحنة للجيش تحترق بالحجارة مما أعاد للأذهان مشاهد المصادمات التي تخللت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. وكتبت على سيارة عسكرية محترقة عبارة "يسقط المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه. وكان ألوف المحتجين رددوا هتافات مناوئة لطنطاوي خلال مظاهرات شارك فيها مئات الألوف من المصريين أمس الجمعة مطالبين بمحاكمة مبارك وأفراد أسرته وكبار مساعديه. واليوم السبت لا يوجد أثر لقوات الجيش في ميدان التحرير أكبر ميادين وسط القاهرة.
مظاهرة مليونية في جمعة "المحاكمة والتطهير"
وتدفق أمس الجمعة مئات الآلاف على ميدان التحرير استجابة لدعوة أطلقها قبل أسبوعين ائتلاف قوى الثورة بضرورة "العودة إلى الميدان لحين تحقيق أهداف الثورة ومحاكمة رموز النظام السابق وفي مقدمتهم الرئيس السابق وعائلته". واحتشد ما يزيد على مليوني مصري في ميدان التحرير في " مليونية المحاكمة والتطهير" استجابة لتلك الدعوة.
وحظي الجيش بدعم شعبي واسع منذ توليه شؤون البلاد بعد الإطاحة بمبارك، ولكن شكاوى من أسلوب حكمه بدأت تتنامي. ويسلط الاهتمام الآن على ما يعتقد أنه تراخ في الإجراءات القانونية ضد مبارك وحاشيته. ووجهت بعض الاتهامات للجيش بممارسته العنف والتعذيب مما أثار الاستياء خلال الأسابيع الأخيرة وكذلك بسبب الغموض الذي ما زال سائدا حول إجراءات العودة إلى حكم مدني.
لأول مرة.. الجيش يذكر "فلول النظام السابق"
وفي رد فعل غير متوقع، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ساعة مبكرة صباح اليوم بيانا حمل الرقم "34" جاء تعليقا على الأحداث التي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة في الساعات الأولى من اليوم لتفريق عدد من المعتصمين، بينهم عدد من ضباط الجيش. وقال البيان الذي نشر على صفحة المجلس على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انه "أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورطه مع بعض من أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير في ميدان التحرير أمس". وأوضح البيان أن "قرار الضبط والإحضار شمل ثلاثة من مساعدي كامل الذي يعد أحد كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني الحاكم سابقا والمتهم الرئيسي بحسب بلاغات متعددة بالمسئولية عن أحداث سابقة عرفت باسم موقعة الجمل قبل تنحي الرئيس المصري السابق عن منصبه". ولفتت توقيت البيان (الخامسة فجرا) وصيغته التي ذكرت لأول مرة جملة "فلول النظام السابق والحزب الوطني" نظر المتابعين.
(ع.ج/ رويترز، آ ف ب، د.ب آ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي