1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ملتقى بجاية السينمائي.....اختلاط الفن بالسياسة وتطلع للنهوض بالسينما الجزائرية

١١ يونيو ٢٠١٠

تأثرت السينما الجزائرية بالحرب الأهلية التي شهدها البلاد في التسعينيات. غير أن قطاع السينما بدأ يشهد انتعاشا ملحوظا في الآونة الأخيرة ساهم فيه كذلك تنظيم فعاليات سينمائية متميزة مثل ملتقى بجاية للأعمال السينمائية.

https://p.dw.com/p/Nn45
مدينة بجاية حاضنة ملتقى السينما في الجزائرصورة من: Sarah Mersch

هدوء وجمال طبيعة مدينة بجاية الجزائرية، الواقعة على ضفاف المتوسط أهَّلها بامتياز لتحتضن كل سنة الملتقى السينمائي لمدينة بجاية. ملتقى هذا العام نظم في الفترة الممتدة بين 29 مايو/أيار إلى رابع يونيو/حزيران، وشكل فضاء مهما للمهتمين بالحقل السينمائي في كل من الجزائر والمغرب وتونس وكذلك فرنسا وبلجيكا لتبادل الخبرات ومناقشة سبل تطوير العمل السينمائي العربي.

المشرفون على المعرض خصصوا يوما كاملا لعرض الأفلام البلجيكية باعتبارها ضيفة شرف المهرجان لهذا العام. كما شهد الملتقى حضور ممثلة عن مهرجان الفيلم الفرانكفوني في مدينة نامور البلجيكية، نيكول جيلي، التي ناقشت برفقة المشاركين موضوع السينما بعيون المخرجين البلجيكيين.

تنوع في الفعاليات وملتقى للمخرجين الشباب

Ausstellung Kinder von Golzow
التجربة السينمائية البلجيكية كانت حاضرة في ملتقى بجاية السينمائيصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

كما نظّم القائمون على الملتقى السينمائي والذي تشرف على تنظيمه جمعية "بروجكت هورت" برئاسة عبد النور حوشيش، سهرة خاصة بالفيلم الفلسطيني، حضرها المخرج الفلسطيني سعود مهنا، لتقديم بعض أفلامه حول مدينة غزة. وتميزت محطات النسخة الثامنة لملتقى بجاية السينمائي كذلك، بتكريم المخرج الجزائري الراحل عز الدين مدوار، الذي توفي في عام 2000 بعدما قدم للسينما الجزائرية العديد من الأفلام الروائية آخرها وأشهرها فيلم "جبل باية" وفيلم جرجرة أواخر 1992.

ويأمل منظمو هذا المهرجان في أن يساهم هذا الحدث الفني الكبير في إعادة السينما الجزائرية إلى الواجهة المغاربية والعربية بعد أن شهدت فتورا في مرحلة الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في بداية التسعينيات. فقد اضطر الكثير من المخرجين آنذاك إلى ترك البلاد والتوجه نحو فرنسا لمواصلة عملهم هناك، بعد أن تعذر عليهم الإنتاج السينمائي في بلدهم. غير أن فترة انتهاء الحرب الأهلية سجلت عودة بعض المخرجين الشباب من فرنسا إلى موطنهم الجزائر حاملين معهم أفكارا ورؤى جديدة لتطوير السينما الجزائرية. وهو ما تم تسجيله من خلال الأعمال الفنية التي قدمها المخرجون الجزائريون الشباب في ملتقى بجاية.

واقع السينما الجزائرية

ويذهب النقاد السينمائيون في الجزائر إلى أن جيل المخرجين الشباب قد بدأوا يتحررون شيئا ما من الأعباء التي خلفتها الحرب الأهلية، وأصبحوا يبدون جرأة كبيرة في تناول مواضيع جديدة في أعمالهم. وكمثال على تلك الأعمال: فيلم" آخر مسافر" الذي يصور فيه المخرج مونيس خمار قصة انتحار صديق له. وفيلم "زمن الرقص" الذي يتناول بطريقة فكاهية حياة الجزائريين في فرنسا.

وحول تقييم واقع السينما الجزائرية، يكاد النقاد يجمعون على أن صناعة السينما في هذا البلد والتي كانت في السابق الرائدة على الصعيد المغاربي هي الآن في مرحلة إعادة البناء. وعلى الرغم من غياب إمكانيات مادية وفرص تكوين كافية للنهوض بالعمل السينمائي في البلاد، فإن روح الحماس والجرأة والإبداع التي تحلى بها المخرجون الشباب في ملتقى بجاية أظهرت أن الجزائر هو البلد الأكثر تحركا على الصعيد المغاربي من أجل تطوير العمل السينمائي.

الكاتب: سارة ميرش/هشام الدريوش

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد