1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مكونات العراق الصغرى تبحث عن مساعدة أوروبية

١٤ أكتوبر ٢٠١١

زار البرلمان الأوروبي وفد برلماني عراقي يمثل القوميات الصغرى والأقليات، من المسيحيين والمندائيين والايزيدية والشبك. المراقبون اعتبروا أن الزيارة تأتي لطلب حماية دولية للأقليات وهو ما نفاه رئيس الوفد النائب يونادم كنا

https://p.dw.com/p/12rv0
صورة من: altreligion.about.com/AP/Dr. Qais Saidi

يونادم كنّا رئيس كتلة الرافدين أكد أن أعضاء هذه المكونات هم مواطنون عراقيون أصليون لا يريدون سوى سيادة سلطة القانون. ولا بد للمراقب أن يأخذ بنظر الاعتبار أن هذه الزيارة تأتي في أوج ربيع الثورات العربية حيث يهتز استقرار العديد من البلدان العربية وتتعرض المكونات الأضعف إلى خطر الإقصاء والتهميش بل وحتى التصفية، سوريا، مصر، تونس.وهذا بالتأكيد يثير قلق المكونات الصغيرة فتبحث عن حلول عاجلة لأزمة يمكن أن تتفاقم. وفي العراق تعرضت الأقليات على مدى التاريخ للملاحقة والمحاصرة والتصفية، فقد تعرض الكرد الفيلية إلى حملة تسفير واعتقال في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أسفرت عن تهجير أكثر من 150 ألفا منهم، كما كان عدد اليهود في العراق 150 ألف يهودي، لم يبق منهم اليوم سوى 6 أشخاص فقط، كما تعرض الآشوريون إلى حملات إبادة وتصفية خلال النصف الأول من القرن العشرين.

Christen im Irak, Gläubige in einer Kirche in Bagdad
إحدى الكنائس في بغدادصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

ماذا تريد الأقليات والمكونات الصغرى في العراق من أوروبا ؟

الناشط الآشوري يونان شليمون في حوار برنامج العراق اليوم من دويتشه فيله أجاب عن هذا السؤال بالقول" إن أوروبا لا تستطيع أن تفعل شيئا للأقليات في العراق، ومن يستطيع أن يفعل هم العراقيون أنفسهم، وهنا لا أجد لزاما علي أن اذكّر أننا سواء كنا مسيحيين أو مندائيين أم أيزيديين أم شبك أم غير ذلك نشكل مكونات هذا الوطن، وقد سكنا هذه المنطقة منذ آلاف السنين، ولا نتوقع من ألمانيا مثلا أن تساعدنا لنعيش في العراق، بل نتوقع من العراقيين الذين يعيشون معنا المساعدة، والمطلوب من أوروبا والدول الديمقراطية في العالم أن تغلق الباب بوجه الأنظمة الشمولية في العالم وتمتنع عن التعامل معها، وأقول هنا إن الأوروبيين لم يفعلوا ذلك لا في السابق ولا في الوقت الحالي. أنا انتظر من أوروبا أن تأخذ التحولات في المنطقة بشكل جدي، وعليها أن لا تكرر أخطاء ارتكبتها قبل أربعين عاما في هذه المنطقة بالذات، وعليهم أن لا يتعاملوا مع الأنظمة التي لا تعمل بمبدأ الديمقراطية ولا تنص دساتيرها على حماية الأقليات مثلا."

Religiöse Minderheit der Mandäer im Irak
مراسيم التعميد المندائية على ضفاف نهر دجلة في بغدادصورة من: privat/Dr. Qais Saidi

حقوق الأقليات مكفولة دستوريا منتهكة واقعيا

النائب يونادم كنا قال في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي، ببروكسل، إبان جلسة عقدتها البعثة الأوروبية للعلاقات مع العراق إن" حقوق الأقليات دستوريا وقانونيا تسير باتجاه الأفضل، ولكن أمنيا ونتيجة لعدم التوافق السياسي فهي بوضع مأساوي" مبيناً أن " 40% من أبناء الشعب (الكلداني السرياني الأشوري) هم اليوم خارج العراق." وانتقد كنا بنودا دستورية "تجبر المسيحي على اعتناق الإسلام دون رغبته في حال تحول أحد والديه للدين الإسلامي."

الناشط الأيزيدي صبحي خدر حجو اعتبر أن الايزيدية مستهدفون بسبب عقيدتهم الدينية، كما أن وجود الأقليات وديمومة حياتها في العراق مرتبط إلى حد كبير بالمسيرة الديمقراطية، ونحن نثمن دور أوروبا البارز في مساعدة القوى الديمقراطية في العالم، ولكن في العراق عليها أن تضغط أكثر لإرساء التجربة الديمقراطية وإنجاحها. ثم تحدث الناشط الايزيدي عن مشروع محافظة الأقليات في سهل نينوى مبينا أن "فكرة إقامة محافظة للأقليات في سهل نينوى قصد منها أن تجمع المسيحيين والايزيدية على وجه الخصوص لأن المندائيين غير موجودين شمال العراق، وتشمل هذه المحافظة أقضية الشيخان وتلكيف والحمدانية لتجاورها جغرافيا.

أما مناطق شقلاوة وسنجار وعين كاوة فلا ترتبط جغرافيا بسهل نينوى، ولذا فإن من غير الصحيح وغير المنطقي أن يرحّل سكان هذه المناطق إلى المحافظة المقصودة في سهل نينوى، وفي اعتقادي إن فكرة المحافظة غير ناجحة وغير عملية في الوقت الراهن لأن وجود هذه المحافظة سيثير عداء المناطق المجاورة لساكنيها، كم أن أبناء الأقليات منتشرون في كل مناطق العراق، فكيف سيجري جمعهم في محافظة واحدة؟ إن الحل الصحيح في تقديري هو إقامة دولة علمانية مدنية تعمل بدستور لا يجعل دين الأكثرية مرجعا لتشريع القوانين."

وشارك في الحوار الناشط المندائي حكمت السليم مشيرا إلى أن "المندائيين منتشرون في جميع أنحاء العراق ولا توجد منطقة بعينها تشهد حضورا مكثفا لهم، من هنا فإن الحديث عن محافظة يمكن أن تجمعهم، أو الحديث عن انضمامهم إلى محافظة الأقليات في سهل نينوى هو حديث غير واقعي، وفي المجمل فإن مشروع إقامة محافظة للمسيحيين والايزيدية هو مشروع لا يتعارض مع الدستور، ولكن مثل هذا المشروع يحتاج إلى دراسة مسبقة معمقة قبل تحويله إلى واقع، علما أن المشروع لم يطرح في الأصل فكرة ترحيل المسيحيين والأيزيدية من مناطق العراق الأخرى إلى المحافظة المقترحة."

من جانبه أيد الناشط الآشوري يونان شليمون مشروع محافظة تحمي الأقليات في سهل نينوى ويمكن أن تضم أيضا أقلية الشبك على أن يقوم أبناء الأقليات أنفسهم بإدارة المحافظة.

Irak Kirche in Bagdad Messe Flash-Galerie
قداس في كنيسة ببغدادصورة من: AP

مطالب أقليات العراق أمام البرلمان الأوروبي

النائب يونادم كنا عرض للبرلمان الأوروبي جملة مطالب تقدمت بها الأقليات:

1. دعم ثبات وتواصل القوميات الصغيرة والأقليات الدينية في الوطن ودمجها في المجتمع وإنصافها في المشاركة في كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

2. دعم عودة المهجرين والمهاجرين.

3. دعم مشاريع البنى التحتية في مناطق المكونات في محافظة نينوى.

4. معالجة الثغرات الخاصة بالمكونات والأقليات الدينية في التعديلات الدستورية وتشريع القوانين الرامية لوقف التمييز والإقصاء والتهميش ودعم تمثيلها في السلطات الثلاثة والشراكة الحقيقية والمشاركة في القوات الأمنية.

5. تشريع قانون مجالس المدن لوقف ومنع سياسة التغيير الديموغرافي المستمرة وحماية الهوية الثقافية للمكونات.

6. دعم استعادة الأراضي المطفأة بحجة المصلحة العامة.

7. وأخيراًُ الالتزام بالمبدأ الدستوري الذي يؤكد تضمين العلم والنشيد الوطني بما يرمز إلى التعددية."

Characteristic conical roofs marking the tomb of Sheik Adi at Lalish
معبد لالش المقدس لدى الايزيديين قرب عين سفني شمال الموصلصورة من: Jan B. Vindheim

مستقبل الأقليات في المنطقة العربية في خطر

الناشط الأيزيدي صبحي خدر حجو أشار إلى أن " استهداف الأقليات يأتي من الجماعات الإسلامية المتطرفة والمنطقة العربية التي تشهد تحولات كبرى مقبلة على مثل هذا الاستهداف للأقليات. والتطرف الإسلامي العربي على وجه خاص تقوده الوهابية وتنظيم القاعدة، كما أن هناك في العراق تطرفا إسلاميا محليا، هذه القوى هي التي تستهدف الأقليات في المجتمعات العربية بهدف تفريغ الربيع العربي من محتواه الديمقراطي التحرري.

في اتصال هاتفي أشار المستمع حسين من بغداد إلى "أن العراق بمجمله تعرض إلى التهجير والقتل ولم تقتصر الحملة على الأقليات، ولكن استهداف الأقليات بالخصوص يعرض هذه المكونات إلى الهجرة،وفي هذا خسارة كبيرة للوطن، وعلى وجه العموم فإن من قاد حملات التهجير والقتل هم التكفيريون القادم أغلبهم من خارج العراق، وهؤلاء يعملون وفق أجندة لا علاقة لها بمصلحة العراق ومصالح أهله، وفي اعتقادي أن من يستهدفون الأقليات في البلدان العربية اليوم هم التكفيريون لا غيرهم".

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح