1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقاتلات كرديات على خط النار في مواجهة "داعش"

صوفي كوزينس / زمن البدري٧ أكتوبر ٢٠١٤

تنشط وحدات النساء التي تشكل مقاتلاتها نحو ثلث عديد المقاتلين الكرد في سوريا ضد تنظيم "داعش"، بل إن إحداهن نفذت عملية انتحارية ضد موقع للتنظيم. DW التقت بمقاتلات كرديات في أطراف جبهات القتال في سوريا.

https://p.dw.com/p/1DRD9
Weibliche Peschmerga
صورة من: DW/S. Cousins

آسيا هي إحدى مقاتلات وحدة حماية الشعب في سوريا، ترتدي لباسا عسكريا وتتنكب بندقيتها الآلية ، ما يثير الانتباه في آسيا هو ألوان جواربها الملونة بالأصفر والأخضر مقارنة بقتامة الألوان في ساحات القتال.كل ذلك يؤكدصغر عمر آسيا ويعزز دور الدوافع الوطنية في انضمامها وغيرها من النساء للقتال.

تضم وحدات حماية الشعب من 40 إلى 50 ألف مقاتل كردي ، وتقوم بصد هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي منذ أشهر. آسيا التحقت بوحدات النساء (YPJ) التابعة لوحدات حماية الشعب (YPG) عندما كان عمرها 19 عاما، ومعسكرها يقع بالقرب من مدينة ربيعة العراقية الحدودية.

في حوارها مع DW حدثت آسيا عن مشاركتها المسلحة ضد "داعش" مشيرة إلى أن : " هناك ثلاثة أسباب جعلتني أنضم إلى مجموعة النساء في وحدات حماية الشعب وهي ، أني أحارب لأجل جميع الناس الذين قتلوا من أجل الوطن، والسبب الثاني الذي هو الأغاني الوطنية والجو الوطني العام الذي يسود هذه الأيام، والسبب الثالث هو مظاهر التسلح في المجتمع الذي أعيش فيه، إذ أشاهد المسلحين والمقاتلين في كل مكان في الشارع".

يقع معسكر الجنود في مقاطعة الحسكة السورية ويتكون من طابقين حيث ينام ويأكل ويشرب جنود وحدات حماية الشعب الكردية، رجالا ونساء استعدادا للمشاركة في جبهات القتال التي تبعد نحو كيلومترين عن المعسكر. آسيا أشارت إلى أن المقاتلات يشعرن بالسعادة ويستمتعن بالمكان، ويقضين معظم الليالي متأهبات للقتال، كما هو حال المقاتلين، تحسبا لوقوع مواجهات مع "داعش".

في معرض وصفها لأوضاع المقاتلات أشارت آسيا: "لا نرتدي سترا واقية من الرصاص أو خوذا ولكننا لا نخاف من أي شيء، وحتى إن تعرضنا لإصابة أو استشهدت أحدانا، فنحن نموت من أجل القيادة ونحن شهداء قضية".

Weibliche Peschmerga
تدريب النساء على استخدام السلاحصورة من: DW/S. Cousins

الكفاءة القتالية

وحدات حماية الشعب في سوريا هي النسخة الكردية السورية من حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) التي تشن منذ ثلاثين عاما عمليات مسلحة ضد تركيا الحليف والعضو في حلف الناتو ، وتنظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لهذه الوحدات بعين الريبة وتشبهها بالمنظمات الإرهابية. ولكن البعض يرى أن وحدات حماية الشعب هي المجموعات الأكفأ في قتال المليشيات الإسلامية، على الرغم من افتقارها الى الدعم الدولي بسبب ارتباطاتها المحتملة بحزب العمال الكردستاني. غير أن ريدور خليل المتحدث باسم جماعة حماية الشعب وفي حوار مع DWكشف أنه لا يرى أن أسباب عدم حصول قواته على دعم غربي تأتي بسبب موقفها القريب من حزب العمال الكردستاني موضحا: "نحن قريبون من حزب العمال الكردستاني ايدولوجيا فقط، ولكننا من الناحية التنظيمية مستقلون عنهم تماما". وأضاف خليل: " أعتقد أن السبب في نقص الدعم هو أن سياسة الدول الغربية لا تقوم على دعم المناطق ذات الإدارة شبه الذاتية".

Peschmerga Kämpferinnen aus dem Nordirak
صورة من: Reuters/Ahmed Jadallah

ثلث مقاتلي القوات الكردية من النساء

يصل عديد النساء في وحدات حماية الشعب إلى نحو 35 % من مجموع القوات، ويتلقين تدريبا عسكريا لمدة 4 أسابيع يتعلمن خلالها استعمال الأسلحة ورمي القذائف، إضافة إلى استعمال بندقية كلاشنكوف (إيه كيه 47) الروسية الشهيرة. وإثناء فترة التدريب يتلقين أيضا تعليما سياسيا يتضمن تاريخ الحزب ( حزب العمال الكردستاني ) وأفكاره وصلاته بالناس وبلادهم. أغلب المقاتلات غير متزوجات، ولكن قليلا منهن متزوجات وأمهات، حسب المتحدث باسم جماعة حماية الشعب.

في منطقة تبعد كيلومترا واحدا عن جبهة القتال جلست مقاتلات كرديات فرحات يتحدثن ويتبادلن الضحكات بعد رؤية تلفون أحداهن الذي يحتوي على صور لقتلى تنظيم" داعش". إحداهن تضحك بصوت مرتفع قائلة: "هذا ما نطمح نحن أن نعمله مع عناصر تنظيم داعش"، أي قتلهم.

ولدى السؤال عن أصغر البنات سنا في المجموعة، قالت غولان وهي جالسة على الأرض وتدخن سيجارة "أنا الأصغر".

غولان ستدخل قريبا عامها الثامن عشر وتقاتل منذ عام تقريبا مع قوات حماية الشعب، وبجنبها تجلس غولبهار ذات الواحد وعشرين ربيعا، والتي انضمت للقوات بسبب عدم وجود إمكانيات للدرس او العمل.

غولبهار في حديثها مع DWقالت: " كان اهتمامنا في السابق ينصب على القيام بالإعمال المنزلية فقط، وبعد أن نتعب نتوجه للنوم. عدا ذلك لم نقم بأي شيء أخر. ولكن وبعد تغير الأوضاع في منطقتنا قررت الانضمام لقوات حماية الشعب. وحياتنا هنا أفضل بكثير من الجلوس دون عمل في البيت". وعن خوفها من المواجهات أو من الموت تقول غولبهار. "أنا لا أخاف الموت " لكنها تعود لتضيف " بالطبع يخاف الشخص من الموت عندما يكون لأول مرة في جبهة قتال ويجد من يحاول قتله من الجانب الآخر، لكني أعتدت على ذلك ولا أشعر بالخوف إطلاقا".

بنت أخرى تجلس في مقدمة المجموعة وعمرها 21 عاما استهلت حديثها بالقول "أنا أقاتل منذ 3 سنوات مع قوات حماية الشعب، ولا أجد خطأ في ذلك".

في هذا الأثناء أُمرت المقاتلات بالتحرك إلى خطوط الجبهة الأمامية، فصاحت أحداهن وهي تتنكب بندقية كلاشنكوف " لقد بدأت المتعة الآن".ثم وصلت سيارة دفع رباعي لتقل المقاتلات بعيدا إلى خطوط المواجهة، فرحلن وهن يلوحن بأكفهنّ مودعات باسمات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد