1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معهد غوته في أبو ظبي: نافذة ألمانية في دول الخليج العربي

دويتشه فيله - ناصر شروف / عارف جبو١٩ نوفمبر ٢٠٠٦

ستة أشهر تقريبا مرت على أنشاء معهد غوته في منطقة الخليج العربي. المعهد يحاول نشر اللغة والثقافة الألمانيتين في منطقة تعتبر الإنجليزية بلا منازع اللغة السائدة فيها. مديرة المعهد تحدثت إلينا عن إنجازات المعهد حتى الآن.

https://p.dw.com/p/9P6H
شعار معهد غوته

في الثاني والعشرين من مايو/أيار 2006 قام وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وبحضور وزير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيّان بن مبارك آل نهيّان بافتتاح أول فرع لمعهد غوته الثقافي منطقة الخليج. وقد اتخذ المعهد من أبو ظبي مقرا له في مبنى مشترك مع الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) والمؤسسة الألمانية للتعاون التقني (GTZ). أما الهدف الرئيس من الإقدام على إنشاء هذا المعهد فهو تقديم خدمات تعلم اللغة الألمانية وتنظيم الفعاليات والندوات الثقافية المشتركة ليس في دولة الأمارات فحسب، بل وفي باقي دول الخليج العربية أيضا. ونظرا للانتشار الواسع الذي تحظى به اللغة الإنجليزية في المنطقة حيث تعتبر وبلا منازع لغة التبادل الثقافي والاقتصادي، كانت فرص لغات أخرى كالألمانية ضعيفة. فعدد الطلبة الخليجيين الذين يدرسون في ألمانيا ليس كبيرا، كما أن المعرفة التي يملكها الخليجيون عن الثقافة الألمانية محدودة نسبيا. ومع ازدياد التبادل التجاري بين ألمانيا وبلدان الخليج العربي خطت الحكومات الألمانية وخصوصا في عهد المستشار السابق جيرهارد شرودر خطوات عملية باتجاه تفعيل التبادل الثقافي إلى جانب الاقتصاد في هذه الدول. ومن أجل الوقوف على مدى إقبال المجتمعات الخليجية على فكرة تعلم اللغة الألمانية وتفاعلها مع ثقافة بلاد الفلاسفة والشعراء، كما يحلو للألمان أن يطلقوا على بلادهم، تحدث موقعنا إلى الدكتورة اِلكه كاشل، مديرة معهد غوته في أبو ظبي عن انطباعاتها الأولية وتجربتها في هذه الفترة القصيرة.

اقبال الإماراتيين على تعلم الألمانية

Verbindungsbüro Golfregion, Abu Dhabi
مؤتمر صحفي للمؤسسات الالمانية العاملة في أبو ظبي: من اليسار الى اليمين ـ مدير المؤسسة الالمانية للتبادل الاكاديمي، مدير المؤسسة الالمانية للتعاون التقني ومديرة معهد غوته في الخليج العربي.صورة من: DW

"كل بداية صعبة، ولكن الإرادة القوية وانفتاح المجتمعات الخليجية على ثقافات الغير كفيلة بتخطي كافة الصعاب." بهذه العبارة بدأت الدكتورة كاشل حديثها مع موقعنا، مشيرة الى عدد الطلبة الراغبين في تعلم اللغة الألمانية في تزايد مضطرد. ففي دورات المعهد في أبو ظبي يواظب أكثر من ستين طالبا وطالبة على الالتحاق بدوارات المعهد، كما أن هناك دورة تعليمية مكثفة مدتها أربعة اشهر لأفراد الشرطة الذين سيلتحقون في فترة لاحقة بدورة تدريبية في ألمانيا. وأشارت كاشل أن الألمانية ستدرس أيضا في جامعة السوربون الفرنسية العريقة التي افتتحت فرعا لها في أبو ظبي، مضيفة أن المعهد الذي تديره يتعاون بشأن الفعاليات التي ينظمها ويديرها في منطقة الخليج مع ممؤسسات ثقافية ألمانية أخرى والسفارة الألمانية في أبو ظبي، حيث أشارت في هذا السياق الى مهرجان كبير للثقافة الألمانية هو الأول من نوعه في المنطقة سيتم تنظيمه هذا الشهر بحضور المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر.

وعن أصول الطلاب المشاركين في الدورة، تجيب المسؤولة الألمانية، بنغمة لا تخلو من النشوة، إلى تنوعهم حيث يشكل الإماراتيون 15 – 18 % منهم وهذه النسبة جيدة جدا حسب رأيها، آملة بازديادها. أما الباقون فهم من الدول العربية الأخرى مثل مصر وسوريا ولبنان ودول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، الأمر الذي يعكس التنوع السكاني وبالتالي الثقافي في الأمارات. أما بشأن أعمارهم، فهم من الشباب الذي تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عاماً. هؤلاء يقبلون على تعلّم اللغة الألمانية من أجل العمل أو الدراسة في ألمانيا أو لأسباب شخصية ممن يرغبون في السفر الى هناك للسياحة او لأسباب اقتصادية أو حتى للتواصل مع أصدقاء ألمان أو لدوافع اجتماعية لؤلئك المتزوجين من فتيات ألمانية.

التبادل الثقافي العربي الألماني

Dr. Elke Kaschl Mohni mit Mitarbeiterin
د. إلكه كاشل، مديرة معهد غوته في أبو ظبي مع أحدى موظفات المعهدصورة من: DW

وفي معرض إجابتها عن سؤال يتعلق بمدى حضور السياسة في الأمسيات والفعاليات الثقافية التي ينظمها المعهد، تجيب الدكتورة كاشل ضاحكة: "أظن أن السياسة حاضرة دائماً في كل نقاش بغض النظر عن طبيعته، وهذه سمة تنطبق بشكل خاص على المجتمعات العربية". وأبرزت في هذا السياق نشاطا ثقافيا سيقوم المعهد بتنظيمه في أبو ظبي في الأول من ديسمبر/كانون الأول القادم ويتضمن عرض لصور وإجابات شابات وشبان من الإمارات حول رؤيتهم للغرب. وقد قامت صحفيتان ألمانيتان بجمع هذه الصور والآراء عام 2004 وتم عرضها في ألمانيا حيث قامت الصحفيتان بتسجيل رد فعل الشبان الألمان على إجابات نظرائهم العرب. وترى مديرة معهد غوته في هذا النشاط الثقافي مثالا حيا على التنوع الثقافي وحوار الثقافات والتفاهم بين الشعوب. "إنه فرصة للتحاور والإجابة على سؤال كيفية التعامل مع الأمور والقضايا الثقافية الخلافية" وهذه الأمور كلها سياسية.

وعن دور المرأة وإقبالها على تعلم الألمانية أعربت د. كاشل عن سعادتها أن يكون في دورات تعلم اللغة الألمانية نساء ورجال إماراتيون الى جانب بعضهم البعض في دورة مختلطة. ورغم ان المعهد يقدم دورات خاصة للنساء فقط، إلا أن العدد لم يكتمل حيث أن عددا لا بأس به من النساء يرغب بالدورات المختلطة على غيرها، وهذه ظاهرة تستحق الاشارة اليها في المجتمع الاماراتي الذي يشهد ابرازا لدور المرأة في قطاعات مهمة في التربية والتعليم والاقتصاد، على حد قول كاشل التي أشارت الى أن وزيرة الاقتصاد في البلاد هي امرأة.

وتختتم المسؤولة الألمانية الحوار بالقول "هذه المنطقة حيوية جدا وتتطور وهناك حركة جيدة في مجالات التبادل الثقافي الفعال حيث يتم بناء المتاحف والمراكز الثقافية الجديدة"، مضيفة انها تواجه تحدياً يتمثل في تقديم الافكار والمشاريع والعروض الجديدة بشكل مستمر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد