1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معارك السودان تتوسع وواشنطن تدعو للالتزام بحماية المدنيين

١٨ أغسطس ٢٠٢٣

بينما يتوسع نطاق المعارك في السودان ليشمل مدينتين كبيرتين جديدتين، دعت واشنطن طرفي الصراع مجددًا للالتزام بحماية المدنيين. وأكد وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره السعودي على مواصلة العمل لإنهاء الحرب.

https://p.dw.com/p/4VJWb
سودانيون يشاهدون تصاعد الدخان من سماء أم درمان وسط استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع (04.07.2023)
واشنطن أكدت أنه "يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المبررة للأطراف المتحاربة"صورة من: Mostafa Saied/REUTERS

توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، على ما أفاد سكان وكالة فرانس برس الجمعة (18 آب/أغسطس 2023).
ويثير الوضع القلق بصورة خاصة في الفاشر حيث توقفت المعارك منذ حوالي شهرين، لأن العديد من العائلات لجأت الى المنطقة هربًا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات خارج نطاق القضاء الجارية في باقي أنحاء دارفور (غرب).

وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأمريكية ناتانيال ريموند لوكالة فرانس برس: "إنه أكبر تجمّع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر". وذكر سكان لفرانس برس أن أعمال العنف اندلعت مجددًا في وقت متأخر الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع دوي "معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة".
واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/أبريل، وتركّزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية وأسفرت حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل. كما أجبرت الحرب الملايين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد. وبحسب أحدث إحصائيات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد، بينما عبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة.

وسبق أن شهد إقليم دارفور حربًا ضارية عام 2003 وتحذّر المحكمة الجنائية الدولية التي تتحدث عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، من تكرار التاريخ. ووصلت المعارك أيضًا إلى الفولة على مسافة حوالي 800 كلم غرب الخرطوم. وأفاد أحد السكان أن عناصر "الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأحرقت خلال المعارك مقار حكومية"، مؤكدًا "سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال". كما أشار إلى "عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة".

ودعت الولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال في نيالا بجنوب دارفور والمناطق المأهولة الأخرى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: "نحن قلقون بشكل خاص من التقارير التي تتحدث عن قصف عشوائي نفذته كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين". وأضاف البيان: "يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المبررة للأطراف المتحاربة"، مؤكدًا ضرورة امتثال الطرفين لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين.

وعلى الجانب الدبلوماسي أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، محادثة هاتفية مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بحثا خلالها الصراع في السودان ضمن مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية. وأفاد بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بأن بلينكن وبن فرحان شددا على مواصلة العمل لإنهاء الصراع الدائر في السودان.

ويشهد السودان صراعًا على السلطة بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع  محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ الخامس عشر من شهر شباط/فبراير الماضي .

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف يوم الثلاثاء، إن القتال المندلع في السودان منذ أربعة أشهر أدى إلى هروب أكثر من 4,3 مليون شخص من العنف، وذلك في وقت صعد فيه قادة حقوق إنسانية نداءهم من أجل إحلال السلام. وأضافت المفوضية إن نحو 3,2 مليون شخص تعرضوا للتشريد داخل السودان، فيما هرب نحو 1,1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة. وبحسب الأرقام الأولية الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان،  لقي  أكثر من 4 آلاف شخص حتى الآن حتفهم، ومن بينهم مئات المدنيين.

م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)