1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معارض سوري: بشار الأسد يحاول كسب الوقت وإلغاء قانون الطوارئ بيده

٢٥ مارس ٢٠١١

يرى المعارض السوري د.عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج، في حديث مع دويتشه فيله، أن اندلاع مظاهرات في مدن سورية دليل على كسر المواطنين لحاجز الخوف، معتبرا أن الوقت فات على بشار الأسد للإصلاح.

https://p.dw.com/p/10hhL
جرت مظاهرات في معظم المحافظات السورية تضامناً مع مقتل العشرات في درعا جنوب البلادصورة من: AP

دويتشه فيله: خرجت اليوم في سوريا مظاهرات للتضامن مع ما حدث في مدينة درعا، إلا أن التوقعات بمظاهرات حاشدة تعم سوريا لم تتحقق. ما هو السبب باعتقادكم؟

عبد الرزاق عيد: المهم هو أن هذه المدن خرجت عن صمتها واستطاعت أن تكسر جدار الخوف، لأننا نعرف جيداً حجم الحضور الأمني المكثف الذي يحتل كل حيز في المدن. لا أحد يستطيع أن يتصور معنى أن يخرج الشعب السوري إلا أهل سوريا الذين يعيشون في سجن كبير. لذلك أنا أظن أن المظاهرات كانت مبشرة والمهم أنها خرجت. هذا اليوم أنا على ثقة بأنه سيكون يوم الانطلاقة الكبرى.

وماذا عن سلسلة الإجراءات الإصلاحية التي أعلن عنها نظام الرئيس بشار الأسد. كيف تقيّمون هذه الإصلاحات وتوقيت إعلانها؟

من الواضح أننا نشاهد نفس الفيلم الذي شاهدناه في الساحة المصرية والساحة التونسية. في كل مرة كانوا يرفعون برنامجاً أو استجابة لطلب بعدما يفوت الأوان، ولو أن هذه المطالب في حينها قد تحققت، لما كانت المصائر التي آلوا إليها مأساوية. على سبيل المثال إلغاء حالة الطوارئ ليس مطلباً على مستوى المعارضة، بل تبنته الأحزاب التي يقودها النظام، أو ما تسمى بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية. آخر إبداعات النظام هو دفع أحد أعضائه في البرلمان ليطالب بإلغاء حالة الطوارئ، وكل زملائه صوتوا ضد طلبه، وهذا جعل حالة الطوارئ مغطاة تشريعياً، والآن يقول النظام على لسان مستشارة الرئيس إنهم سيناقشون إلغاء حالة الطوارئ، مع أنها من اختصاصات الرئيس الدستورية ويمكن إلغاؤها بقرار رئاسي. لو كان يريد إرسال رسالة حقيقية وليست مناورة أو محاولة لكسب الوقت لأصدر ببساطة مرسوم جمهوري بالإفراج عن المعتقلين السياسيين المحكوم عليهم بموجب قانون الطوارئ. هذا تهريج تعودنا عليه، ولذلك تشهد معظم المحافظات السورية ولأول مرة مظاهرات. هذه المظاهرات عبارة عن تحركات استطلاعية بدأت هنا وهناك ولجس النبض، لكن هذا هو الرد السوري الشعبي على الأوهام الإصلاحية التي أطلقتها مستشارته.

هل تعتقدون أن المتظاهرين قد يثقون في أي ضمانات تقدمها السلطات السورية أساساً؟

Syrien Protest Demonstration Daraa
متظاهرون سوريون أمام المقار الأوربية للأمم المتحدة في جنيف (الأرشيف:23/03/2011)صورة من: picture alliance/dpa

لا، ولذلك قلت أن الرد البليغ اليوم هو أن سوريا خرجت بكل محافظاتها، بغض النظر عن حجم الخروج. اليوم انتشر الفعل الثوري، وليس كما يحاولون أن يدعوا بأن هذا حدث محلي في مدينة درعا. أنا أتحدى بشار الأسد بأنه إذا كان جدياً فإنه يمتلك شرعية إصدار مرسوم للإفراج عن المعتقلين. لو أقدم على ذلك، فيمكن النظر للموضوع بعين الجدية أكثر. لكن أنا أظن أن هذا أيضاً أصبح من الماضي، وأن هذه فرصة الشارع الشعبي وموسم حصاد حريته. ومن السذاجة أن يتخلف الناس عن حصادهم. أظن أن الناس بحسهم وحدسهم يعلمون أن هذه فرصة تجتاح المنطقة، والشعب السوري ليس أقل كرامة أو إباءأً عن الشعب التونسي والشعب المصري.

ما هو تصوركم لمستقبل هذه الحركة الاحتجاجية في سوريا؟ هل ستتخذ منحى سلمياً مثل تونس ومصر، أم أنها ستسلك الطريق الليبي؟

نحن لا نستطيع أن نقرر هذا الأمر كشعب أو كمعارضة. نحن في إعلان دمشق انتقلنا في برنامجنا من خطاب الإصلاح أو المطالبة بالإصلاح إلى خطاب التغيير. لكننا قرنا تعبير التغيير بالتغيير السلمي الديمقراطي، وبالتالي هناك إجماع على المستوى الشعبي السوري بأن يكون التغيير سلميا، وهذا يعكس درجة نضج هذا الشعب وتشبعه برفض ثقافة العنف التي عاش في ظلها 40 أو 50 سنة. هناك جوع للكرامة وللحرية وللاستشعار بالسيادة، ولذلك موضوع السير نحو السلم أو العنف سيكون النظام مسؤولاً عنه، ومؤشراته كانت سيئة جداً. وأكبر دليل على هذا الاتجاه العدواني لدى النظام هو إرسال قوات الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة، حوالي 5000 شخص، والكل يعرف ما هو المنبت الاجتماعي للحرس الجمهوري. هذا ليس نظاماً يستخدم قوة العنف الشرعية التي تتيح له أن يمارسها كدولة، بل يسلك سلوك عصابة طائفية، فهو يستخدم قوى طائفية ضد فئات أيضاً تتميز بهويتها الطائفية المتجانسة، وهذا زرع لبذرة الحرب الأهلية.

هل تعتقدون بأن الجماهير المتظاهرة اليوم ستكتفي بإصلاح سياسي واقتصادي أم أنها تطالب بتغيير النظام بشكل كامل؟

موضوع الإصلاحات لم يعد ممكنا، فهناك خراب ممنهج أو فساد مؤسس.لا يحق لا لبشار الأسد أو لغيره أن يتحدث عن محاربة الفساد، لأن هذا يعني محاربته لذاته ولعائلته. وبالتالي لا يمكن المراهنة على رؤوس فاسدة بأن تقود عملية محاربة الفساد.الكارثة الكبرى أنه بعد هذا الخراب الذي أحدثه هذا النظام، ماذا ستفعل القوى التي ستحل محل هذا النظام أمام هذه التركة المرعبة؟ أي بديل ديمقراطي ستوضع على عاتقه أعباء هائلة من أجل بناء كل هذا التخريب، ناهيك عن التخريب الأساسي الذي استهدف الإنسان وضمائر البشر. هذه الأنظمة أشبه فعلاً ببلدان تعرضت لسلاح نووي وهي بحاجة إلى أجيال لتنظف نفسها من الجرثومة النووية أوجرثومة الفساد هذه.

أجرى الحوار: ياسر أبو معيلق

مراجعة:هبة الله إسماعيل

المفكر والباحث السوري عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية، ويقيم حالياً في باريس.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد