1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

٢٠ سبتمبر ٢٠٢١

https://p.dw.com/p/40Xpd
المناظرة الثلاثية الأخيرة بين المرشحين لمنصب المستشارية
المناظرة الثلاثية الأخيرة بين المرشحين لمنصب المستشارية صورة من: Prosieben/Seven.One/dpa/picture alliance

بذل مرشحو الأحزاب الثلاثة الكبرى في ألمانيا مساء أمس الأحد (19 أيلول/سبتمبر 2021) جهوداً أخيرة لتلميع صورتهم، في آخر مناظرة تلفزيونيّة بينهم،  فيما تبقى كلّ الاحتمالات مفتوحة في السباق على منصب المستشاريّة.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "فورسا" للإحصاءات، تقدّم وزير المالية شولتس في المناظرة، بحصوله على نسبة تأييد بلغت 42%، متقدّماً بذلك على زعيم المحافظين أرمين لاشيت ومرشّحة حزب الخضر أنالينا بيربوك. وقدمت نتائج الاستطلاع محطة "سات1." التي عرضت المناظرة على الهواء مباشرة. وبحسب المحطة، استطلع معهد فورسا لاستطلاعات الرأي، آراء 2291 مشاهدا ممن لهم حق التصويت.

أمّا لاشيت الذي لا يبدو أنّه يملك ما يكفي من الحظوظ كي يعكس اتّجاه الأمور، فلم يتمكّن من إقناع سوى 27 بالمئة من المستطلَعين. وفشل لاشيت (60 عاماً) في زعزعة مكانة خصمه الرئيسي، وبدا في بعض الأحيان أنّه يُواجه صعوبة في إعطاء إجابات خلال المناظرة، فيما يتعلّق بالقضايا الاجتماعيّة، إذ قال عبارة "أنا لم أفهم" بعد مداخلةٍ لمنافسته بيربوك التي لم تحصل من جهتها سوى على تأييد 25 بالمئة من المستطلعين.

وكان شولتس، المرشّح الأوفر حظّاً حاليّاً، قد تصدّر أيضاً استطلاعات الرأي بعد المناظرتين السابقتين،  مظهراً للقاعدة الناخبة الألمانيّة صورة الحاكم الخبير والهادئ. وأظهر لاشيت الذي يُعتبر الوارث الطبيعي لميركل، روحاً "قتاليّة" في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابيّة التي طبعتها بداية لامبالية تخلّلها كثير من الأخطاء المحرجة. لكنّ لاشيت الذي يفتقر الى الشعبية لم ينجح حتّى الآن في تعويض تأخره. وقال لاشيت في مقابلة مع النسخة الإقليمية لصحيفة داي فيلت المحافظة "نشعر بأنّ شيئاً ما يتحرّك (...) أنا واثق بأننا سنتصدّر" النتائج.

أما بيربوك التي أثارت اهتماما في الربيع قبل أن ترتكب أخطاء عدة بسبب انعدام خبرتها، فتبدو خارج السباق على المنصب الأعلى. وقالت بيربوك خلال مؤتمر لحزبها الأحد "يجب أن تقرر الانتخابات من سيكون له تأثير في موضوع أزمة المناخ". على الاقل، سيضطلع المدافعون عن البيئة بدور محوري في تشكيل ائتلاف حكومي إثر الانتخابات، سيتألف على الأرجح من ثلاثة أحزاب.

تحذيرات من شبح اليسار

لكن المفاجآت تبقى غير مستبعدة، خصوصا أن أربعين في المئة من الناخبين الألمان لم يحددوا حتى الآن هوية الشخصية التي سيصوتون لها وفق دراسة أخيرة لمعهد أنسباخ. تضاف الى ذلك هوامش الخطأ في الاستطلاعات وأهمية التصويت عبر البريد هذا العام بسبب الوباء.

وشكلت المناظرة فرصة أخيرة لأرمين لاشيت لمقارعة شولتس (63 عاما) والحؤول دون انتقال حزبه المحافظ الى صفوف المعارضة. في السياق، يواصل حاكم مقاطعة شمال الراين-فيستفاليا الأكثر تعدادا للسكان في ألمانيا التحذير من شبح اليسار الذي سيخيم على البلاد في حال قيام تحالف بين الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر وحزب "دي لينكه" اليساري، وفق ما تنبئ الاستطلاعات.

وإذا كان شولتس وبيربوك يعتبران معارضة "دي لينكه" لحلف شمال الأطلسي خطا أحمر، فإن أيا منهما لم يستبعد رسميا إمكان تشكيل ائتلاف مع هذا الحزب الذي حصد راهنا نحو ستة في المئة من نوايا التصويت بحسب الاستطلاعات. كذلك، هاجم لاشيت شولتس في شكل مباشر على خلفية تحقيق قضائي محرج يطاول دائرة لتبييض الاموال تظللها وزارته، علما أن شولتس سيمثل اليوم الاثنين أمام لجنة المال في البرلمان لتوضيح هذا الامر.

أما ميركل التي تغادر الساحة السياسية بعد 16 عاما من الحكم رغم حفاظها على شعبية كبيرة، فنأت بنفسها عن الحملة في بدايتها قبل أن تسارع الى الوقوف بجانب لاشيت وتحرص على الظهور معه في مناسبات عدة. وعلق رئيس البرلمان الالماني والشخصية المحورية لدى المحافظين فولفغانغ شويبله أخيراً "أن الأمر يبدو أشبه بسيارة عالقة في الرمال"، مضيفاً في مقابلة مع أسبوعية دي تسايت "عند كل محاولة خروج، تغرق السيارة أكثر". 

وقال المحلل السياسي كارل رودولف كورتي في جامعة دويسبورغ "ينبغي أن يصب ذلك في صالحه، على غرار جميع من اختاروا أن يكونوا قريبين من ميركل في الأعوام الأخيرة". ولكن أيّاً تكُن نتيجة الاقتراع، فإن المحافظين يستعدون لنتيجة متدنية تاريخيا ستشكل وصمة في مسيرة ميركل الناصعة. وقد بدأت منذ الان تصفية الحسابات الداخلية، إذ حمل فولفغانغ شويبله المستشارة مسؤولية جزئية عن تراجع الحزب المحافظ، لافتا في مقابلة الأحد مع صحيفة "تاغسبيغل" الى أنها أخفقت في تهيئة الارضية المناسبة لخلافتها.

ز.أ.ب/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)