1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشاركة حاسمة للمقاتلات الكرديات في مواجهة "داعش"

كمال شيخو - العراق٢٣ ديسمبر ٢٠١٤

تخوض وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) معارك شرسة ضد ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب كوباني والمناطق ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا. وعن هذه الوحدات انبثق الجناح العسكري "وحدات حماية المرأة" (YPJ).

https://p.dw.com/p/1E8FE
Kurdische Peschmerga-Frauen kämpfen gegen die IS (Bildergalerie)
صورة من: Nahida Ahmed Raschid

إسم المقاتلة في وحدات حماية المرأة الكردية "مريم" هو اسم مستعار فقط. ولا تعلم حتى رفيقاتها اسمها الحقيقي. جلست مريم وسط عدد من المقاتلات من أعمار مختلفة، وهن يستمعن لحديثها عن تجاربها العسكرية والمناطق التي حاربت فيها.

شاركت مريم في معركة رأس العين نهاية عام 2012، وفي غيرها من المعارك شمال شرق سوريا. كانت ترتدي بدلة عسكرية ووشاحا أخضر على رأسها، وهي تحمل جعبة لقنبلة يدوية ومخزن رصاص، وبندقية في يدها اليمنى وجهازاً لاسلكياً للتواصل مع غرفة العمليات. ليس هناك ما يشير إلى استخدامها لمستحضرات التجميل "المكياج"، في حين كان شعرها منسّقاً بعناية.

إنها من القيادات العسكرية برتبة ضابط أو كما تطلق عليها المقاتلات الكرديات (Qomittan)، حيث تقاتل مع مجوعتها في الصفوف الأمامية للجبهة الشرقية من كوباني - أكثر الجبهات الساخنة- وتلعب دورا مهما في الرفع من الروح المعنوية لباقي المقاتلات.

Kurdische Kämpfer in Kobane
مقاتلة كردية من "وحدات حماية المرأة"صورة من: DW/Kamal Sheikho

في بداية حديثها مع DWعربية طلبت مريم عدم تصويرها، "أنا مقاتلة ويتجلى دوري في قيادة المعركة ورفع معنويات المشاركات في العمليات الحربية"، وعن المساواة مع الرجال، كمقاتلة عبرت قائلة: "أتساءل دائماً كم من النسوة منقوصات الحقوق، ليس في كوباني أو روج آفا فقط، بل في كل أنحاء العالم. شخصياً أرى أنه ليس للحياة قيمة إذا حرمت المرأة من حقوقها".

تشكل نسبة النساء في وحدات حماية الشعب حوالي 35 بالمائة، أي ثلث مجموع القوات الكردية. وتتراوح أعمارهن بين 18 و40 عاماً، وقد أظهرن بسالة لا تقل شأناً، بالمقارنة مع الرجال في مواجهة تنظيم "داعش".

وتوضح مريم أن "نظام حزب البعث حرم اكراد سوريا من حقوقهم القومية، مما انعكس سلباً على واقع المرأة الكردية في هذا البلد". لذلك قررنا تأسيس جناح عسكري خاص بالمقاتلات". وقالت إن تأسيس (YPJ) حقق الرفع من شأن المرأة الكردية لتشغل مناصب قيادية في المجتمع وفي العمل السياسي، واضافت: " ليست حربنا من أجل تحرير كوباني فقط، بل من أجل تحريرالمرأة الكردية والعربية والمرأة في كل مكان من العالم... في المانيا وتركيا، حيث إننا نعكس أرادتهن".

قبل الالتحاق بالجبهة، تتلقى الفتيات الجديدات تدريبا عسكريا لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر. فيتعلمن خلالها فنون الحرب وكيفية استخدام الأسلحة والقذائف أو بندقية كلاشنكوف (إي.كي47) الروسية الشهيرة. كما يخصص جزء من التدريب للتعليم السياسي النظري والذي يتضمن تاريخ حزب العمال الكردستاني ومبادئه وفكر قائدهم عبد الله أوجلان المعتقل في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة بتركيا منذ عام 1998.

Kurdische Peschmerga-Frauen kämpfen gegen die IS (Bildergalerie)
تدريبات عسكرية لمقاتلات كرديات من قوات البشمرغةصورة من: Nahida Ahmed Raschid

وتقاتل مريم ورفيقاتها بأسلحة خفيفة مقارنةً باسلحة تنظيم "داعش" المتطورة التي استولى عليها من النظام السوري والعراقي. وعن المعنويات في العمليات القتالية تقول مريم في مقابلتها مع DWعربية: "عندما تكون لك الارادة والجرأة والثقة بالنفس، فلن تقهرك أية قوة عسكرية، فنحن مقتنعون أننا نحارب تنظيما ارهابيا من أجل الحرية".

وشددت على أن الهدف من هذا التنظيم هو "تهيئة المرأة الكردية لتحمل المسؤولية، وحمل السلاح ان اقتضى الأمر، وتنظيم المجتمع والمشاركة في قوات الامن العام". وكانت المقاتلة الكردية ديلار جينكسيميس المعروفة باسم ارين ميركان قد نفذت عملية انتحارية ضد موقع لتنظيم داعش عند أطراف عين العرب في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر، حيث اعتبرت أول عملية انتحارية لمقاتلة كردية منذ بداية النزاع السوري منتصف مارس 2011.

Kurdische Peschmerga-Frauen kämpfen gegen die IS (Bildergalerie)
أسلحة خفيفة لدى المقاتلات الكرديات مقارنةً مع اسلحة تنظيم "داعش" المتطورةصورة من: Nahida Ahmed Raschid

وتتذكر مريم قصة رفيقتها بيمان التي فجرت نفسها ايضاً بعد تقدم مقاتلي تنظيم (داعش) ، حيث كانت بيمان قائدة مجموعة مؤلفة من 12 مقاتلة محاصرة من ميليشيات التنظيم في أحد المباني. وتضيف قائلة: "تحدثت بيمان معي عبر اللاسلكي وكنت أسمع أصوات مقاتلي "داعش" وهم يأمرونهن بتسليم أنفسهن بعد أن سيطروا على الطابق الأرضي، حيث كانت بيمان ورفيقاتها في الطابق العلوي، فجأة سمعت صوت انفجار قوي وانقطع البث اللاسلكي"

وأعربت مريم عن حزنها مما شاهدت من صور ومقاطع فيديو تظهر كيف يقوم مقاتلو تنظيم "داعش" الارهابي بقطع رؤوس أبناء دير الزور وريف حلب وتعليقها أو صلبها في الشوارع العامة أو أمام المنازل ملاحظة أنها تتمنى لو كانت لها القوة العسكرية الكافية للقضاء على هذا التنظيم الارهابي وتستدرك قائلة: "أشعر بالإهانة عندما اشاهد تلك الصور والمقاطع".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد