مسيرة نجاح خبت في عز اتقادها.. أين انتهى المطاف بخاميس؟

عندما يلاقي المنتخب الكولومبي منتخب ألمانيا في مباراة ودية مساء الثلاثاء سيلفت الأنظار غياب النجم السابق لريال مدريد وبايرن ميونيخ خاميس رودريغيز عن المباراة. وقد يتساءل كثيرون أين اختفى هداف مونديال 2014. بعد مشواره مع  ريال مدريد  وصل النجم الكولومبي خاميس رودريغيز إلى نادي  بايرن ميونيخ  على سبيل الإعارة وأحتفل البافاري بقدومه، لكن لاعب خط الوسط صاحب القدم اليسرى القاتلة بات الآن نسياً منسياً سواء من مشجعي بايرن ميونيخ أو النادي الملكي.

هذا الغياب لم يكن وليد الصدفة، فقد كان نتيجة لانهيار مستمر منذ سنوات، فخاميس (31 عاماً) لا ينتمي إلى أي نادي منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ويحاول جاهداً التوقيع مع أحد الأندية ليرجع إلى مسيرته مع منتخب بلاده الوطني.

كانت مسيرة نجم وهداف مونديال 2014 في ريال مدريد وبايرن ميونيخ رائعة، فقد تُوج مع الأول بأبطال أوروبا مرتين ومثلهما بلقب  الليغا الإسبانية  ولقبين لكأس العالم للأندية، وفي ألمانيا نال مع بايرن  لقب الدوري  مرتين متتاليتين وكأس ألمانيا ومرتين كأس السوبر. ثم انحدرت ببطء ليختفي اسمه في نهاية المطاف من عناوين الصحافة الرياضية. في عام 2019 كان بإمكان النادي البافاري التعاقد مع خاميس مقابل 42 مليون يورو، لكن النادي تخلى عن عقد هذه الصفقة.

فحين بدأ المدرب الإيطالي  كارلو أنشيلوتي  (64 عاماً) مسيرته مع النادي البافاري في موسم 2016/2017  أراد الحصول على خدمات لاعبه المفضل  وصانع الألعاب خاميس، وكان له ما أراد في عام 2017 حيث أتى اللاعب على سبيل الإعارة، بيد أن اللقطات الرائعة المثيرة التي قدمها في الدوري الألماني "بوندسليغا" لم تستطع أن تغطي على عيوب قاتلة كالبطء وقلة العمل الدفاعي، وهو ما لم يتغاض عنه مسؤولو النادي الألماني.

في تلك الفترة كان أتلتيكو مدريد يرغب بقوة في ضم خاميس رودريغيز،  فأراد فلورنتينو بيريز رئيس الميرنغي الحصول على 50 مليون يورو  مقابل انتقاله ما عقد انتقاله، إذ لم تكن جماهير الميرنغي ترغب في أن ينتقل الدولي الكولومبي إلى أتلتيكو بسبب المنافسة الكبيرة بين أندية العاصمة الإسبانية.

وبعد أن أدار له بايرن ميونيخ ظهره، عاد إلى ريال مدريد ليكتشف أنه خارج حسابات مدرب آنذاك  زين الدين زيدان، فقصد خاميس أولاً نادي إيفرتون الإنجليزي، ثم سرعان ما تحول إلى نادي الريان القطري، فكان أحد الصفقات غير المثمرة فنياً التي شهدتها الكرة القطرية، ولم يشارك كثيراً مع النادي القطري. وحسب ما نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية آنذاك فإن كثرة المشاكل العضلية التي عانى منها خاميس أثارت غضب مسؤولي الريان. ثم كان ظهوره الأخير في صفوف أولمبياكوس بيرايوس، قبل أن ينهي النادي اليوناني عقده قبل أوانه.

ومع ذلك، يريد خاميس الذي باتت قيمته السوقية لا تزيد عن 6 ملايين يورو فقط حسب موقع ترانسفير ماركت الرياضي، مواصلة مسيرته الكروية، بعد أن كان انتقاله في يوم ما من موناكو الفرنسي إلى ريال مدريد مقابل مبلغ ثمانين مليون يورو.

عن الرغبة في مواصلة مسيرته قال نجم ريال مدريد السابق في مقابلة مع مجلة "سيمانا" الكولومبية مؤخراً: "لم أقم سوى بتدريبات قليلة مؤخراً، لذلك لن يكون من العدل أن أشارك في أي مباراة مع المنتخب. أفكر في التصفيات خلال الأشهر القادمة".

وربما تشفع له هنا علاقته الجيدة بمدرب المنتخب نيستور لورينزو (57 عاماً)، منذ أن كان الأخير مساعداً للمدرب خوزيه بيكرمان خلال كأس العالم في 2014، وهو الوقت الذهبي لخاميس آنذاك. لكن ذلك لن يكون سهلاً، ففي البدء يجب عليه التوقيع مع فريق، وفي هذا الخصوص توجد شائعات عن اتفاق مبدئي مع بوكا جونيورز الأرجنتيني.

مدربه السابق في إيفرتون الإنجليزي، رافائيل بينيتيز (63 عاماً) انتقد خاميس في صيف 2021 قائلاً: "خاميس يفضل المال والحياة المريحة. هذا أكثر أهمية بالنسبة له من المنافسة والنجاح في كرة القدم".

وفي السيرة التي أصدرها الصحفي نيلسون فريدي باديلا بعنوان "خاميس وحياته" يسرد باديلا كيف تلقى اللاعب الكولومبي العلاج الهرموني عندما كان طفلاً، على غرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وبدلاً من أن يكون طوله 1.72 متراً كما توقع الأطباء، أصبح 1.80 متراً. لفترة طويلة بدا كل شيء يشير إلى أن خاميس وضع قدميه على طريق مسيرة دولية طويلة، لكن نجم خط الوسط عاد إلى المربع الأول للقتال من أجل العودة إلى المستطيل الأخضر وحجز مكان له في البطولات الكبرى.

ع.غ/ع.ج.م