1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محركات كهربائية... طريقة جديدة للغش في سباق الدراجات

١٨ يوليو ٢٠١٠

تعددت في الآونة الأخيرة طرق الغش المستخدمة في سباقات الدراجات يصعب رصد بعضها. فإلى جانب تناول منشطات ممنوعة يلجأ بعض سائقي الدراجات إلى الاستعانة بمحركات كهربائية صغيرةً لا يزيد حجمها عن قبضة اليد.

https://p.dw.com/p/ONfw
إقبال متزايد على وسائل تكنولوجية متطورة للغش في سباق الدرجاتصورة من: AP

التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده عالمنا اليوم لا يسهل حياتنا فحسب، وإنما يجعلها أكثر كسلاً عن طريق "الغش" أحياناً. فركوب الدراجات الهوائية مثلاً يعتبر من النشاطات النادرة التي تتطلب منا جهداً جسدياً. ويمكن التحايل على هذا النشاط بتركيب محرك كهربائي صغير يتم تشغيله عند الشعور بالتعب لتوفير الطاقة لأمور "أهم"، مثل الأكل أو الثرثرة مع الأصدقاء أو معرفة آخر الأخبار من موقع دويتشه فيله على الإنترنت.

"منشطات" لدراجة السباق

Motor-Doping
قد تبدو هذه الدراجة عادية للوهلة الأولى، إلا أنها مزودة بمحرك كهربائي لزيادة سرعة السائق دون بذل أي جهد إضافيصورة من: DW/Joscha Weber

إلا أن هذا المحرك الكهربائي قد وجد طريقه إلى سباق الدراجات للمحترفين، وهذا يعد طبعاً نوعاً من أنواع الغش الذي تعاقب عليه لجنة التحكيم بطرد من السباق وحتى حرمان بعض المتسابقين من المشاركة في سباقات رياضية مستقبلاً. وبالفعل يؤكد سائق الدراجات المحترف الإيطالي الأسبق دافيده كاساني أن عدداً من دراجات السباق المستخدمة من قبل أبطال هذه الرياضة مزودة بمحرك كهربائي لا يزيد حجمه عن قبضة اليد. وفي مقابلة مع التلفزيون الإيطالي عرض كاساني دراجة سباق مزودة بمثل هذا المحرك وقال بأنه قادر على الفوز بسباق دراجات على متن هذه الدراجة وهو في الخمسين من عمره. لكن الرابطة الدولية لرياضة سباق الدراجات نفت هذه الاتهامات على لسان رئيسها بات ماكوايد، والذي أوضح أن مثل هذه المحركات "تستخدم بطاريات بحجم علبة السكر، مما يجعلها ظاهرة للعيان بشكل واضح".

وتبدو الدراجة الهوائية آنفة الذكر بريئة، فمنظرها والضجيج الذي تحدثه يشابه أي دراجة سباق عادية، ولكن بمجرد الضغط على زر أحمر بجوار مقبض القيادة يمكن سماع صوت يشبه الأزيز بالقرب من البدالة، حيث تم تركيب المحرك الكهربائي. ويساعد المحرك على تسهيل قيادة الدراجة عن طريق تخفيض القوة اللازمة لتدوير البدالة. هدف المحرك واضح، وخصوصاً في مناطق صعبة مثل الجبال، كما يشرح الميكانيكي سالفاتوره غامبينو: "في أفضل الأحوال يعطي هذا المحرك 100 واط إضافي لقوة الرياضي".

محرك خفي وقوي

وتشكل الـ 100 واط الإضافية في عالم سباق الدراجات الفاصل بين الهزيمة والخسارة، خصوصاً بعد الفضائح التي برزت في هذه الرياضة في السنوات الأخيرة، وظهور حالات كثيرة من استخدام منشطات ممنوعة لدى أبرز رياضيي سباق الدراجات في العالم والكشف عن تقارير تفيد بتعاطي كثير منهم لأدوية تم تصميمها خصيصاً كمنشطات يصعب الكشف عنها في الدم أو البول. المحرك الكهربائي يعتبر طريقة جديدة في الغش في عالم سباق الدراجات، وذلك في ظل تشديد الرقابة على استخدام المنشطات لدى الرياضيين، من خلال سحب عينات بول أو دم منهم في أوقات عشوائية، وهو ما يعرضهم للكشف إذا ما تعاطوا أي منشط كيميائي.

هذا ويصف الميكانيكي غامبينو طريقة تركيب واستعمال المحرك: "يتم إخفاء المحرك في ماسورة المقعد. ويشغل المحرك عدداً من المسننات دودية الشكل تساهم في دفع البدالتين. التحكم بالمحرك المدمج في ماسورة المقعد أيضاً، والبطارية مركبة حالياً على مسند خلف المقعد". وتقوم شركة غروبر النمساوية ببناء هذا النوع من الدراجات الهوائية "المحسنة" منذ عدة سنوات، لكنها قامت مؤخراً بتصغير حجم البطارية ليناسب حجم حقيبة صغيرة يمكن وضعها أسفل مقعد الدراجة.

وفي محل بيع الدراجات الهوائية الذي يديره غامبينو بمدينة باد هونيف الألمانية، يقول ميكانيكي الدراجات أنه يتلقى العديد من الاستفسارات حول هذا النوع من الدراجات، والذي يكلف حوالي 3000 يورو، مضيفاً أن السعر لا يشكل عائقاً بالنسبة لأي رياضي محترف يرغب في استخدام هذه الطريقة، وخصوصاً أنه يمكن استعمال بطارية أصغر حجماً على حساب القوة وتركيبها في إطار الدراجة المعدني بدلاً من خلف المقعد.

مشاكل يمكن تجاوزها

Frankreich Radsport Tour de France 2006 Alpe d'Huez
أهم استخدامات التقنية الجديدة في رياضة سباق الدراجات هي في مناطق تتطلب جهداً كبيراً مثل صعود الجبالصورة من: AP

هذا وقد يحول عائق صوت المحرك دون استخدام هذه التقنية للغش في سباقات الدراجات، فبمجرد تشغيل المحرك الكهربائي لأي دراجة من طراز غروبر، فإن الأزيز الذي يصدر كاف للفت انتباه سائقي الدراجات المحيطين والمارة أيضاً. إلا أنه وبمجرد وصول سائق الدراجة إلى سرعة معينة، فإن الضجة تختفي ضمن الضوضاء العامة للدراجة. أما المشكلة الحقيقية التي يراها ميكانيكي الدراجات في هذه التقنية هي الوزن: "وزن المحرك والبطاريات وآلية التحكم يصل إلى 2.5 كيلوغرام، وهذه مشكلة حقيقية عند صعود الجبال، ففي السباقات يعتبر أي غرام إضافي عبئاً على السائق".

وبالرغم من هذه المشكلة فإن اتحاد سباق الدراجات العالمي ينظر إلى هذه التقنية بكل جدية، فخلال بطولة فرنسا لسباق الدراجات التي تجري حالياً تم تركيب عدد من الماسحات الإلكترونية للكشف عن أي محركات مخبأة في دراجات المتسابقين. هذا الكشف مهم للغاية، فرياضة سباق الدراجات قد فقدت الكثير من مصداقيتها بسبب فضائح تعاطي المنشطات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، كما يقول الناطق باسم الاتحاد إنريكو كارباني "إذا ما وجدنا أن هذه الشائعات قد أصبحت حقيقة واقعة، فإن رياضة سباق الدراجات ستواجه مشكلة ضخمة".

أما سالفاتوره غامبينو، والذي يتابع منذ سنوات تطور هذه التقنية عن كثب، فهو واثق من مستقبلها "إذا ما نظرنا إلى تطور تقنية المحركات الكهربائية في السنتين الأخيرتين، فإن محركات الدراجات الكبيرة قد أصبحت صامتة تقريباً، وهي قادرة على تزويد السائق بدفعة طاقة كبيرة. وأعتقد أن السنتين القادمتين ستشهدان تطوير محركات أصغر يمكن إخفاؤها في إطار الدراجة المعدني ولا تصدر أي صوت يذكر".

الكاتب: يوشا فيبر/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد