1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مجموعة "بريك": قصة نجاح اقتصادي تكتبها دول نامية؟

٢٥ ديسمبر ٢٠١١

يتوقع مراقبون أن تتحول مجموعة "بريك"، التي تضم الصين والبرازيل والهند وروسيا، إلى قوى اقتصادية عظمى في المستقبل. وقد توفق خبير قبل 10 أعوام إلى هذا الاسم الذي تعززت شعبيته منذ ذلك الوقت، فهل تُكتب قصة نجاح للعالم النامي؟

https://p.dw.com/p/13WIQ
الصين وروسيا - دولتان لهما وزنهما على الصعيدين الاقتصادي والسياسيصورة من: AP

التسويق الجيد يعد من الأمور المهمة دائما، وهذا ما كان جيم أونيل، كبير اقتصاديي مؤسسة "غولدمان ساكس"، يعرفه جيدا. ولم يكتف أونيل عام 2001 بإعلان توقعات مفادها أن أربع دول، وهي البرازيل وروسيا بالإضافة إلى الهند والصين، ستلعب في المستقبل دورا مهما في الاقتصاد العالمي، بل ابتكر تسمية لتوصيف البلدان الأربعة وهو "بريك" اعتمادا على الحروف الأولى لأسمائها اللاتينية. وقد انتشرت تسمية "بريك" بصفة واسعة وسريعة إلى درجة أنها أصبحت اليوم جزءا من المصطلحات المتداولة في التحليلات الاقتصادية وتوقعات الشركات. كما بإمكان المستثمرين الصغار الاستثمار في "صناديق بريك" التي تعرضها جميع المصاريف تقريبا.

أكثر من مجرد استراتيجية تسويقية

"من وجهة نظر تسويقية محضة كانت الفكرة جيدة"، كما يوضح ماركوس ييغر وهو خبير محلل لدى المصرف الألماني دويتتشه بنك في نيويورك، والذي كتب عدة تقارير عن تطور مجموعة دول "بريك". ويضيف ييغير في حوار مع موقع دويتشه فيله "أن الأمر أكثر من ذلك، فأهمية دول بريك تزداد ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضا من الناحية السياسية".

BRIC Treffen in Brasilia Brasilien Flash-Galerie
قمة دول "بريك" في البرازيل عام 2010 حينما سمح لجنوب افريقيا بالانضمام إلى المجموعةصورة من: AP

في البداية، تباينت الآراء حول ما إذا كان هناك مغزى من وراء وضع الدول الأربع تحت سقف واحد. وبالرغم من أنها تمثل 40 بالمائة من سكان العالم وربع مساحة الكرة الأرضية، إلا أن اقتصادياتها تختلف فيما بينها على حد تعبير البروفيسور رولف لانغهامر نائب رئيس المعهد الاقتصادي في كيل. "الصين بلد مصدر للسلع الصناعية وروسيا مصدر أساسي للمواد الأولية، فيما يتميز اقتصاد الهند بالانغلاق النسبي بالمقارنة مع البلدين الأولين". أما البرازيل فتصدر المواد الأولية والسلع الصناعية على حد سواء. القاسم المشترك بين البلدان الأربعة هو كونها "اقتصاديات ناشئة تتميز بجاذبية أسواقها وكبرها" كما يقول لانغهامر في حوار مع دويتشه فيله. فعدد السكان الكبير وقوة النمو تجعل هذه الدول جذابة للمستثمرين. ورغم أن نسبة النمو في البلدان الأربعة انخفضت في سياق الأزمة العالمية، إلا أن مستوياتها لا تزال مدهشة (8 بالمائة في الصين، 7 بالمائة في الهند والبرازيل وروسيا). بالمقارنة لا يتجاوز معدل النمو في البلدان الصناعية التقليدية 1.6 بالمائة حسب بيانات البنك الدولي لعام 2011.

نمو قوي رغم الأزمة

وبالرغم من ذلك فإن الأزمة العالمية الحالية أظهرت أن البلدان الأربعة ليست بعد في وضع يمكّنها من أخذ زمام المبادرة لقيادة الاقتصاد العالمي حسب رأي لانغهامر. بمعنى، أن هذه الدول غير قادرة بعد على أن تحل مكان الدول الصناعية التقليدية كمحرك للنمو العالمي. "لم ينجح الأمر، فهي دول مرتبطة في الاقتصاد العالمي بالدول الصناعية القديمة عبر حركية التدفقات المالية، ثم إن الأسواق المالية للدول الأربع ليست متطورة بدرجة تجعلها ملجأ آمنا وقت الأزمة"، وفق تحليل لانغهامر.

وتعاني البلدان الأربعة في الوقت الراهن من مشاكل مختلفة، ففي البرازيل تراوح نسبة النمو الاقتصادي مكانها، فيما يرتبط الاقتصاد الروسي بشكل قوي بالمواد الأولية في ظل غياب صناعة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. أما الهند فتسير فيها عملية الانفتاح على الاقتصاد العالمي ببطء شديد. في حين يبقى مستقبل الاقتصاد الصيني الموجه نحو التصدير مرهونا بالوضع الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة. وبالرغم من هذه الصعوبات يظل جيم أونايل، مبتكر تسمية "بريك"، مقتنعا أن البلدان الأربعة ستصبح في أفق 2050 أهم القوى الاقتصادية في العالم.

China Textilindustrie Näherinnen Flash-Galerie
تعتبر الصين القوة المهيمنة نظرا لوزنها الاقتصادي داخل مجموعة بريكصورة من: picture alliance / Xie zhengyi - Imaginechina

الصين .. والباقي؟

ويرى ماركوس ييغر أن هيمنة الصين تظل المشكل الأكبر في هذه التحليلات. "صادرات الصين أعلى من مجموع صادرات بقية دول بريك". كما أن الاقتصاد الصيني أقو ثلاثة مرات واحتياطاتها من العملة الصعبة هي الأعلى. "ولهذا ليس من الدقيق الحديث عن اقتصادية مجموعة أربع دول، والتعبير الأدق هو "الصين والباقي". كما أن بعض المحللين يعتبرون أنه لا بد من الأخد بعين الاعتبار اقتصاديات أخرى ناشئة بقوة كأندونيسيا بسوق يقدر ب200 مليون نسمة ينمو بمعدل 6 بالمائة سنويا. كما أن هناك بلدان أخرى كتركيا والفيتنام.

جيم أونيل نشر مؤخرا كتابا خصصه لمجموعة دول"بريك" التي ابتكر اسمها. واقترح في كتابه الجديد اسما جديدا لتوصيف ل"11 بلدا آخر"، يرى أنها ستكون نجوم النمو الاقتصادي والاسم الجديد هو "نيكست إيليفن „( NextEleven). غير أن شعبية تسمية "بريك" لم تتأثر بكل هذا الجدل، فمنذ عام 2006 وزعماء دول "بريك" يلتقون بشكل دوري.

وفي عام 2010 انضم إلى المجموعة عضو خامس وهو جنوب إفريقيا، حتى وإن كانت القوة الاقتصادية لهذا البلد لا تتجاوز ربع الاقتصاد الروسي. ورغم توسع المجموعة فقد ظلت محتفظة باسمها واكتفت بإضافة حرف "س" إلى الاسم وهو الحرف اللاتيني الأول لجنوب إفريقيا وأصبح اسمها الآن "بريكيس".

آندرياس بيكر / حسن زنيند

مراجعة: شمس العياري