ماذا تخفي اعتقالات داعش في الموصل لضباط جيش صدام؟
١١ يوليو ٢٠١٤نقلت وكالة رويترز للأنباء أن الاعتقالات التي نفذتها داعش بحق كبارضباط الجيش القديم في الموصل تحمل دلالة على انشقاق في التحالف المسلح غرب العراق والذي ساعد مقاتلي الدولة الإسلامية في تحقيق نصر سريع عندما جاؤوا من الصحراء واستولوا على الموصل الشهر الماضي.
الموصل التي يعيش بها نحو مليوني نسمة هي أكبر مدينة تسيطر عليها الجماعة المتشددة كما أنها جزء محوري في خطط التنظيم لإقامة ما صار يعرف بخلافة إسلامية فالكلام الآن يجري عن نقل عاصمة ما يسمى بالدولة الإسلامية من سوريا إلى الموصل .
ولا يخفى أن داعش لم تكن لتسيطر على غرب العراق والموصل لولا مساعدات كثير من القيادات البعثية العسكرية في الموصل وتكريت ومساعدات شيوخ العشائر في الانبار والرمادي وديالى الغاضبون من أداء رئيس الحكومة نوري المالكي.
كل هذا الوضع يدل على تمزق في صفوف القوى المسلحة والتنظيمات الإسلامية المتشددة يذكّر المراقب بتفاصيل المشهد السوري. وفيما يرى النائب حيدر عبادي أنّ "الدولة الإسلامية" تتخذ بهذه الاعتقالات خطوة استباقية للقضاء على التحديات المحتملة، فإن ضيف حوار مجلة العراق اليوم من DW المحلل الساسي كريم بدر يؤكد أنّ القوى العشائرية والبعثية وضباط الجيش السابق الذين تحالفوا مع داعش قد أساؤوا تقدير قوتها، وبالتالي فإنهم قد خاضوا رهانا خاسرا سيصبحون ضحايا له، ومضى إلى القول" إنها محاولة لركوب القاعدة، ولكن الحقيقة أنّ القاعدة فكر يعتمد على النصوص ويختلف جوهريا عن البعث، وبالتالي فقد حدث العكس، وركبت القاعدة ظهور البعثيين وحصلت صدامات في بعض المناطق".
تضارب مواقف داعش والمتعاطفين معها
ويضم تنظيم داعش مقاتلين متطوعين غير محترفين قادمين من مختلف مناطق العالم، وهم في الغالب يجهلون طبيعة الأرض في الموصل ويجهلون عناوين وأسماء جنرالات الجيش السابق، لكن المحلل السياسي كريم بدار اعتبر أن من الخطأ القول إن مقاتلي داعش غير محترفين وغير مدربين، بل إنهم يمثلون خطرا جديا على كل المنطقة، " ونحن نتحدث عن أجهزة مخابرات واستخبارات صدام حسين التي تسربت وتقود اليوم ما يعرف بتنظيم داعش".
ولفت بدر الأنظار إلى أن " بعض الأصوات وأجهزة إعلام معينة تتعمد القول أن داعش هي صناعة إيرانية، كما أن نفس المنافذ الإعلامية ونفس الأصوات تحتفي بانتصارات داعش".
وفي سوريا، حاربت داعش كل فصائل المعارضة السورية، حتى عدها البعض حليفا لبشار الأسد، فيما تتحالف داعش في الجانب العراقي مع حزب البعث والقوى الرافضة للحكومة المركزية المنتخبة في محاولة لخلط الأوراق وبناء ما يدعونه بـ"دولة الخلافة الإسلامية" وانتزاع البيعة لمن سموه بأمير المؤمنين . هذا التداخل يثير أسئلة عن توجهات هذا التنظيم الذي يبدو أنه يسحب البساط من تحت التنظيمات والقوى التي تحالفت معه في شمال غرب العراق، وفي هذا السياق اعتبر كريم بدر " أن ما يحدث شيء غريب واستحمار لا يقبله عقل، وهو تناقض يجسد العقلية العربية السائدة اليوم والتي يراد لها أن تفرغ من كل عقل وتتحول إلى أدوات قتل".