1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما هي لعبة التوازنات في حملة فون دير لاين الانتخابية؟

الكسندرا فون نامين
٢٦ مايو ٢٠٢٤

تسعى أورسولا فون دير لاين للفوز بولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية، لكن عليها أن توازن في حملتها الانتخابية بين ما تراه مهماً وبين مصالح الأحزاب الداعمة لها.

https://p.dw.com/p/4gCJu
أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر في بروكسل
تريد أورسولا فون دير لاين الفوز بولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبيةصورة من: Kenzo Tribouillard/dpa/Pool AFP/AP/picture alliance

تنتظر مجموعة صغيرة من المتظاهرين أورسولا فون دير لاين قبل حدث انتخابي في روما. يهتف المتظاهرون عند وصول سيارتها "فلسطين حرة! أوقفوا الإبادة الجماعية!"، ويبدو أنهم غاضبون مما يعتبرونه انحيازاً من جانب رئيسة المفوضية الأوروبية لإسرائيل. وبصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية، زارت فون دير لاين تل أبيب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 لتقديم دعم غير مشروط من الاتحاد الأوروبي لإسرائيل في حربها ضد حماس. ,بعد عودتها، تعرضت المسؤولة الأوروبية لانتقادات من قبل بعض الدول الأعضاء ودبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بزعم أنها لا تمثل مختلف مواقف الاتحاد الأوروبي ككل.

داخل المبنى الواقع في وسط روما، استقبلها حشد أكثر ودية بالتصفيق. الشباب الذين تجمعوا، ومعظمهم من الرجال الذين يرتدون سترات زرقاء، هم أعضاء أو مؤيدون لـحزب "فورزا إيطاليا" والذي أسسه الراحل سيلفيو برلسكوني وآخرون ويتبنى مواقف يمينية ويمينية وسطية ويعرف بدعمه للاقتصاد الحر والسياسات الليبرالية في الاقتصاد.

احتجاجات داخل الاتحاد الأوروبي ضد الحرب في غزة

"أقوى امرأة في العالم"؟

حزب "فورزا إيطاليا" أحد الأحزاب التي تشكل تحالف يمين الوسط في الاتحاد الأوروبي، وقد اختار فون دير لاين كمرشح رئيسي للانتخابات الأوروبية. وفي روما، تحدثت فون دير لاين عن تصميمها على مواصلة العمل من أجل أوروبا أقوى وإلى مزيد من الازدهار.

تريد إحدى النساء القلائل بين الحضور أن تعرف ما الذي يتطلبه الأمر لكي تصبح المرأة قائدة قوية. تجيب فون دير لاين، وهي جدة وأم لسبعة أبناء مبتسمة: "عليك أن تؤمني بنفسك". وتضيف: "كنت خجولة (...) كانت لدي الكثير من الشكوك (...) اليوم، أود أن أقول إنني أضعت فرصاً". ثم تناقش فون دير لاين أهمية التوفيق بين العمل والأسرة مضيفة قولها: "لا تدعي الآخرين يحكمون عليكِ! وليكن لديكِ شبكة جيدة من النساء".

وأشاد الكثيرون في الاجتماع بسجلها كرئيسة للمفوضية الأوروبية، بما في ذلك جهودها الناجحة في شراء اللقاحات نيابة عن الاتحاد الأوروبي خلال جائحة فيروس كورونا وقيادتها في مواجهة حرب روسيا على أوكرانيا.

وقد وصفت وسائل الإعلام الدولية فون دير لاين بأنها "مديرة الأزمات في أوروبا بامتياز" و"أقوى امرأة في العالم". تحب فون دير لاين أن تقدم نفسها على أنها اليد الآمنة القادرة على قيادة الاتحاد الأوروبي في الأوقات المضطربة. لكن حملتها لإعادة انتخابها ليست سهلة وتتطلب تحقيق توازنات دقيقة. وتستمتع فون دير لاين بالحملات الانتخابية، وخاصة بالتحدث مع الشباب، كما تقول مصادر لـ DW. ووفقاً لتلك المصادر، فهي تريد إشراك الشباب وإقناعهم بأن أوروبا لديها الكثير من القوة.

 أورسولا فون دير لاين خلال جولتها في إيطاليا ضمن حملتها الانتخابية، 22 مايو/ أيار 2024
خلال جولتها في روما، أرادت فون دير لاين كسب تأييد مؤيدي حزب "فورزا إيطاليا"، الذي يعد جزءًا من مجموعة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي.صورة من: Alexandra v Nahmen/DW

تحت رحمة الأحزاب الأوروبية

ومع ذلك، وخلال زيارتها إلى روما، تم إلغاء مناقشة خُطط لها في إحدى الجامعات لأن حزب "فورزا إيطاليا" أراد أن تعقد فون دير لاين اجتماعاً حول المزارعين وأهداف أوروبا المناخية بدلاً من ذلك. فهي في نهاية المطاف تقوم بحملاتها الانتخابية تحت رحمة الأحزاب السياسية في مختلف أنحاء أوروبا التي تدعم ترشيحها.

بالنسبة لشخص مثل أورسولا فون دير لاين، التي لا ترتجل ومعروفة بتفضيلها للترتيب الدقيق المعد سلفاً، فإن ذلك قد يشكل في بعض الأحيان مساراً انتخابياً صعباً. لكن الهدف الرئيسي لفون دير لاين هو التأكد من أن الأحزاب التي تشكل عائلتها السياسية، حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط (EPP)، ستصبح القوة الأكبر بعد الانتخابات الأوروبية.

مثل هذه النتيجة - المتوقعة على نطاق واسع - من شأنها أن تجعل فون دير لاين المرشحة المفضلة للبقاء على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي. لكن حتى في هذه الحالة، فإنها تحتاج أيضاً إلى دعم زعماء جميع دول الاتحاد الأوروبي وأغلبية  أعضاء البرلمان الأوروبي الجديد.

لذا فإن الحملات الانتخابية صعبة بالنسبة لفون دير لاين. ويتركز اهتمامها في الوقت الحالي على عدم التنفير، على الأقل حتى تتمكن من تأمين فترة ولايتها الثانية.

أعده للعربية: عماد حسن