1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل هناك فرصة للسلام في سوريا؟

كارستن غرون/ س.ك ٢٢ أبريل ٢٠١٦

بعد أن قررت الهيئة العليا للمفاوضات الانسحاب من طاولة المفاوضات في جنيف، أصبح مستقبل المحادثات غامضاً. رغم ذلك ستستأنف المحادثات يوم الاثنين القادم، فهل من مخرج للأزمة؟

https://p.dw.com/p/1Ib6R
Schweiz Syrische Opposition bei Friedensgesprächen in Genf
صورة من: Getty Images/AFP/F. Coffrini

المحادثات السورية ستستغرق وقتاً طويلاً لإتمامها، هذا ما يمكن أن يتنبأ به أي مراقب، لكنها الآن معلقة بعد أن قررت المعارضة السورية ترك طاولة المفاوضات في جنيف. وتسبب زحف قوات الرئيس السوري بشار الأسد معززة بالجيش الروسي خلال وقف إطلاق النار المتفق عليه في إنهاء المحادثات، وقد قال رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات ، إنّ "من غير المقبول أن يواصل الأسد قصف المدنيين وتجويعهم".

ويأمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا استمرار الحوار كحد ادني بين كل المجموعات. لذلك فهو يسعى الآن لمقابلة اللجنة العليا للمفاوضات خارج مبنى الأمم المتحدة، موضحاً أنه "من الضروري مواصلة النقاش مع جميع الأطراف".

اضطراب بسبب المعارك

لا يمكن لأحد أن ينكر أنّ القتال الجاري حالياً في سورياً مثير للقلق ويوقف سير المساعدات الإنسانية، بحسب ميستورا. وإذا ما استمر الوضع في التدهور، فقد يصبح من الضروري عقد جلسة خاصة بدعوة من الولايات المتحدة و وروسيا، لإعطاء زخم جديد لعملية السلام.

هذه التصريحات جزء من التصريحات التقليدية التي يلجأ لها وسيط الأمم المتحدة، إذ كيف يمكن له التقدم في ظل هذه التركيبة الهشة؟ ولا يرى الخبير في الشؤون السورية ميشائيل لودرز إمكانية لتحقيق سلام شامل في سوريا. ولا يوجد حلُ شاملٌ، فمن الممكن أن يسعد المرء بوجود وقف لإطلاق النار في بعض المناطق. ويتوقع في قراءة للوضع قالها في مقابلة إذاعية إن "سوريا، كدولة مركزية، لا يمكن أن تظل كما كانت من قبل"، وهو لا يتوقع أن تتمكن الدولة السورية من استعادة المناطق التي تقع على الحدود التركية والعراقية والتي يسيطر عليها تنظيم داعش. كما أن الأسد يسعى لاسترداد المناطق الخصبة الواقعة على الحدود الأردنية وساحل البحر المتوسط.

حرب بالوكالة في المنطقة

Syrien Hilfskonvoi nach Al-Rastan
صورة من: Getty Images/AFP/M. Taha

وحسب تقدير لودرز، فإن دور المعارضة السورية المعتدلة يعد ضعيفاً إلى حد كبير. فهي لا تتمتع بدور سياسي مؤثر في الوقت الحالي، ولا تملك الجيش ولا الدعم الشعبي لتحقيق تغيير في السلطة. يتفق مع هذا الرأي أيضاً أولريش فاكر، من مؤسسة فريدريش ناومان في عمان، فهو لا يرى فرصاً كبيرة للحل، ويوضح قائلاً "طالما يواجه نظام الأسد القوي نسبياً معارضة منقسمة وهي لذلك ضعيفة، فسيتكرر مشهد جنيف في فصل آخر".

من جانبه، لا يعتقد دانيال مولر، الخبير في الشؤون السورية في مؤسسة هيسين لدراسات الصراع والسلام، في إمكانية عودة الهيئة العليا للمفاوضات بشكل طوعي إلى طاولة التفاوض، ويضيف: "طالما أن نقطة الخلاف المركزية والمتمثلة في آليات عملية الانتقال لم تحل، فمن الصعب الوصول لتسوية. فالأمر يتوقف على شخص الأسد". ومع ذلك، لا يعتقد مولر أن الهيئة العليا للمفاوضات ضعيفة، فهو يرى أنها "مدعومة من منظمات قوية وأيضا من بعض دول الخليج."

واحدة من المشاكل الأكثر إلحاحاً، هي الحرب بالوكالة التي تجري حالياً في سوريا، إذ تريد روسيا وإيران الإبقاء على الأسد في السلطة، بينما تسعى السعودية لإسقاطه. وبين الجانبين، هناك عدد كبير من المجموعات المختلفة، التي تتبع قوى خارجية مختلفة معنية. وبين القوتين المتحاربتين ، يعاني المواطنون منذ سنوات تحت وطأة الصراع. دانيال مولر، يرى الحل لوضع حد للنزاع، في إنهاء دول المنطقة مثل الإمارات وإيران والسعودية وغيرها صراعاتها الداخلية. ويقول "الصراع في سوريا لا يمكن كسبه عسكريا، ويجب أن يكون هناك حل دبلوماسي". وفيما يتعلق بالحرب ضد داعش، يرى مولر الحل في تحالف يتعدى الحدود الطائفية، فالحرب ضد الإرهاب في رأيه لن تنجح إلا بعد تسوية الحرب الأهلية.

فشل السياسة الغربية

الانتخابات الأخيرة في سوريا، إذا صح تسميتها كذلك، دعمت الأسد. ورغم أن المعارضة والأمم المتحدة لا تعترفان بهذا التصويت، إلا أنه كان بمثابة رسالة للغرب بأن سياسته قد فشلت حسبما يرى لودرز. وطالما تدعم روسيا الأسد، فسيبقى مبدئيا في السلطة ، ولن تتمكن القوة العسكرية من الإطاحة به. ومع ذلك، يرى لودرز أن احتمال نفي الأسد ليس غير وارد البته، وهو ما أوضحه بوتين في عدة مقابلات.

لكل ما مرّ سرده، سيكون التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا مهماً في هذه المرحلة، ومن ثم فإنّ للسعودية وتركيا دورا هاما. لكن لودرز يرى أنّ المشكلة الأخرى في هذا الوضع هي تورط المملكة العربية السعودية في عدة نزاعات، مع استمرار الحرب في اليمن وفي سوريا. كما تعاني تركيا، التي تسعى لإضعاف الأسد، بسبب أزمة اللاجئين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد