1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما هي تكاليف أولمبياد بكين 2008؟

شي مينغ/ إعداد: علاء الدين موسى البوريني٢٤ يوليو ٢٠٠٨

ينبغي للألعاب الأولمبية 2008 أن تكون الأفضل على الإطلاق، هذا ما يسعى المضيفون الصينيون إلى تحقيقه في أولمبياد بكين التي تستمر من 8 حتى 24 أغسطس/ آب. لكن ذلك سيجعل الدورة الـ 29 للأولمبياد الأكثر تكلفة على الإطلاق.

https://p.dw.com/p/Eifi

في فبراير 2001 وقبل أن تتّخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارها منح بكين شرف تنظيم أولمبياد 2008، قدر المسؤولون الصينيون عن تنظيم الدورة الأولمبية مبلغ ملياري دولار لبناء البنية الأساسية من ملاعب وصالات وإنشاء طُرق مواصلات حول القرية الأولمبية الواقعة شمال العاصمة الصينية بكين. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك إنها تنوي تقديم مليار وخمسمائة مليون دولار لدعم تنظيم الألعاب.

Modell des neuen Südbahnhofs in Peking
المحطة الجنوبية للقطارات في العاصمة بكينصورة من: DW

لكن هذه الأرقام أضحت بعيدة كل البعد عن الواقع بعد 4 سنوات، أي عام 2005. فخلال مؤتمر جمع اللجنة المنظمة للأولمبياد في بكين مع اللجنة الأولمبية الدولية قدمت بكين أرقاماً مغايرة، أظهرت أن التكاليف ستتجاوز الإطار الأصلي لتمويل الأولمبياد. وذُكر آنذاك أن الميزانية المخصصة لتنظيم الألعاب وحدها سترتفع بنسبة 20 بالمائة تقريبا. لكن إذا ما تبين لاحقاً أن التكاليف ستتجاوز هذه الأرقام، فينبغي مقاضاة بكين بدعوى الإهمال. هذا ما يراه الخبراء الاقتصاديين في اللجنة الأولمبية الدولية.

ألعاب وتكاليف وسُلطة

أعلن منظمو الدورة في بكين آنذاك أن من شأن أعمال البناء اللازمة أن تبتلع مبالغ هائلة، لاسيما بناء الملاعب والصالات وإنشاء الطرق التي تربط مواقع المنافسات مع القرية الأولمبية. وربما كان من الواضح بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية آنذاك أن السياسة الصينية لن تُفرّط بفُرصة إظهار السلطة والقوة من خلال الألعاب، وأن تكاليف أعمال البناء والتحضير للدورة الأولمبية ستتجاوز الإطار المالي المُحدد في الأصل.

Olympiade Beijing 2008, Vogelnest, Birds nest
الاستاد الوطني في بكين "عُش الطير" المستضيف للألعاب الأولمبية 2008صورة من: AP Images

وهكذا أعلنت لجنة التحضير الأولمبية البكينية مطلع عام 2008 أن التكاليف الإجمالية ستفوق 34 مليار دولار، أي أكثر مما كان محدداً بـ 17 مرة. واستُثمرت مبالغ هائلة في مباني ومشاريع تهدف إلى تلميع صورة الصين، مثل الإستاد الوطني المُسمى بـ "عُشّ الطير"، الذي بلغت تكاليف تصميمه وحدها قرابة 8 ملايين دولار، أي ضعف المبلغ الذي كان مخصصاً لهذا الغرض.

كذلك مشروع بناء نظام المواصلات كان مُكلفاً جدا هو الآخر. فبناء ميترو الأنفاق وحده ابتلع مليارات الدولارات، حسب قول المسؤولين عن تنظيم الأولمبياد، على الرغم من التعديلات التي أجريت عليه بسبب اتهامات بالإسراف والتبذير. لكن سكان بكين سيسرون للاستفادة من الميترو بعد انتهاء الدورة الأولمبية على الأقل.

ألعاب أولمبية تحت سماء زرقاء نقية

وأُنفقت أكثر التكاليف في الحقيقة على مشاريع حماية البيئة. فخلال سنوات قليلة استُبدلت محطات توليد الكهرباء القديمة، التي كانت تعتمد اساساً على الفحم الملوث للبيئة بأخرى حرارية حديثة. وكانت هذه الإجراءات ضرورية لتحسين أجواء العاصمة الصينية وجعلها أكثر ملائمة لاستضافة المنافسات. إضافة إلى ذلك أُنفقت مبالغ هائلة في إيقاف منشآت صناعية ضخمة في محيط بكين تتسبب في العادة في تلويث الأجواء بشكل كبير.

Smog über dem Stadtzentrum von Peking
دخان كثيف وسط العاصمة الصينية بكينصورة من: DW / Martin Bruckmanns

لتبرير التكاليف العالية لأعمال البناء اللازمة للألعاب الأولمبية يُشير مُنظمو الأولمبياد البكينيون إلى حماس الشركات الراعية. فالشركات الراعية الرئيسية الـ 12 قدّمت أكثر من مليار يورو كي يكون بوسعها الترويج لمنتجاتها بالشكل المرجو. كما جمعت اللجنة البكينية المنظمة مليار يورو آخر من 50 شركة راعية أخرى.

خلف كل هذه الحسابات يأمل المسؤولون عن أولمبياد بكين 2008 في تنظيم ألعاب تليق بالمنشآت الرياضية الفخمة، التي بُنيت لتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير. ومن شأن المباني الأولمبية البهيجة أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات في محيط الملاعب الرياضية، ما قد يعود بالنفع على العاصمة الصينية بكين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد