1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوادر لهدنة مرتقبة بغزة ومجلس الأمن يشدد على حماية المدنيين

٣ مارس ٢٠٢٤

أكد مجلس الأمن الدولي على أهمية حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، في ظل ما يشهده القطاع المحاصر من قتال ودمار، فيما يُتوقع اجتماع وسطاء في القاهرة لبحث صيغة مقبولة لإسرائيل وحماس بغية وقف دائم لإطلاق النار.

https://p.dw.com/p/4d6wI
مشهد من الدمار في غزة (الأول من مارس / آذار 2024)
مشهد من الدمار في غزة (الأول من مارس / آذار 2024)صورة من: Hossam Azam/REUTERS

جاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة، نشر في نيويورك ليل السبت الأحد (2 - 3 مارس / آذار 2024) "تم حث الأطراف على الامتناع عن حرمان المدنيين في غزةمن الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية". كما أعرب مجلس الأمن عن "قلقه البالغ من أن يواجه جميع السكان، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة، مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، بحسب ما ورد في البيان.

وكررت الدول الأعضاء في المجلس مطالبتها الأطراف "بالسماح وتسهيل وتمكين توصيل المساعدات الإنسانية، بصورة فورية وسريعة وآمنة ومستدامة، بدون عوائق على نطاق واسع، إلى المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة". وحثوا إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع، ودعم التوصيل السريع والآمن لمواد الإغاثة للسكان في جميع أنحاء قطاع غزة.

كما أعربت الدول الأعضاء عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن الكارثة الأخيرة التي تعرضت لها قافلة مساعدات في شمال قطاع غزة.

وفي سياق ذي صلة، أفاد مصدر قيادي فيحركة حماساليوم (الأحد الثالث من مارس / آذار) أن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال 24 الى 48 ساعة بحال "تجاوبت" إسرائيل مع مطالبها. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "اليوم تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة... واذا تجاوبت اسرائيل يصبح الطريق ممهدا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة القادمة".

وسبق لمصادر مطلعة أن توقعت اجتماع الوسطاء في القاهرة اليوم بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوا للمدنيين في القطاع. 

ووصلت وفود من حركة حماس ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم 
الأحد، لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، بحسب قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية على موقعها الإلكتروني اليوم . لكن مصدرا مطلعا آخر قال إن إسرائيل لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.

شبح المجاعة يبدأ في حصد روح أطفال في غزة

وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر/ تشرين الثاني في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة وإشارات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أمس السبت إن إطار التهدئة لمدة ستة أسابيع صار قائما بموافقة إسرائيل وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة منذ هجماتها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأضاف المسؤول الأمريكي للصحفيين "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري. وقد قبله الإسرائيليون بشكل أو بآخر". وتابع "المسؤولية الآن تقع على عاتق حماس".

وقال بايدن إنه يأمل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ بعد أيام. ويواجه بايدن وغيره من قادة العالم ضغوطا متنامية لتخفيف المعاناة المتزايدة للفلسطينيين بعد خمسة أشهر من الحرب والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة. وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع أي نحو 576 ألفا على بعد خطوة من المجاعة.

وقالت مصادر مصرية ومسؤول في حماس إن الحركة "لم تتزحزح عن موقفها" بأن تكون أي هدنة مؤقتة بداية لعملية تسير نحو إنهاء الحرب تماما. لكن المصادر المصرية قالت إنه تم تقديم ضمانات لحماس بأن أي بنود لوقف إطلاق نار دائم سيجري العمل عليها في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق. وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق على مدى الهدنة الأولية لمدة ستة أسابيع تقريبا.

وضع إنساني مأساوي

وميدانيا، قالت السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة إن القوات الإسرائيلية "قتلت" 118 فلسطينيا كانوا يحاولون الوصول إلى قافلة مساعدات قرب مدينة غزة يوم الخميس، مما أثار موجة غضب عالمية بسبب الكارثة الإنسانية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد تعهد بإجراء تحقيق شامل ودقيق في مقتل فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على مساعدات في غزة.

ولاحقا الأحد أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أن "المراجعة خلصت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ هجوما على قافلة المساعدات، ومقتل غالبية الفلسطينيين جاء نتيجة التدافع".
وبعد الحادثة بيوم أعلن بايدن عن خطط لإسقاط مساعدات أمريكية جوا أمس السبت شاركت فيها أيضا القوات الأردنية. وتنفذ دول أخرى أيضا منها الأردن وفرنسا عمليات إسقاط جوي للمساعدات.

على مدى شهور طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وهو أمر تكبحه إسرائيل، برأي مراقبين للأوضاع الميدانية هناك. وقال خبراء إن الاضطرار إلى اللجوء لعمليات إسقاط جوي مكلفة وغير فعالة للمساعدات هو أحدث مؤشر على التأثير المحدود الذي تملكه واشنطن على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتنفي إسرائيل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.

وأسقطت طائرة عسكرية أمريكية 38 ألف وجبة فوق غزة، وهو ما يقل بكثير عن المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وقالت السلطات الأمريكية إنها أول دفعة مما سيكون جهدا مستداما. 

وبدأت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ردا على الهجوم الذي نفذه مسلحون من حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتسبب في مقتل 1200 شخص في إسرائيل واختطاف 253 آخرين، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وتسبب الهجوم الإسرائيلي في تدمير قطاع غزة وسوى الكثير من المباني به بالأرض، كما أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألفا وإصابة عشرات الآلاف وفقا للسلطات الصحية المحلية. واستعر القتال في الساعات الأولى من اليوم الأحد، إذ تحدث السكان عن سماع دوي قصف عنيف وتوغل الدبابات في محيط خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وفي محيط رفح، التي آوى لها أكثر من مليون فلسطيني في جنوب القطاع على الحدود مع مصر، قالت السلطات إن 25 شخصا قتلوا أمس السبت وصباح اليوم الأحد. من بينهم 11 قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية قصفت خيمة قرب مستشفى و14 آخرين من أسرة واحدة قتلوا عندما تعرض منزل للقصف.

ح.ز/ م.س (رويترز، د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات