1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر المانحين بالقاهرة ـ حلم الغزيين في محو آثار الحرب

شوقي الفرا ـ غزة١١ أكتوبر ٢٠١٤

تتجه أنظار الغزيين نحو القاهرة وما سيقرره المؤتمر الدولي لإعادة إعمار القطاع. الغزيون باتوا أكثر تفاؤلا بعد أجواء الوفاق بين حركتي فتح وحماس وزيارة رئيس حكومة التوافق مع وزرائه لغزة. فهل يكون المؤتمر في مستوى تطلعاتهم؟

https://p.dw.com/p/1DSlZ
Zerstörung im Gaza-Streifen
صورة من: DW/S. al Farra

بين عشرات الكرفانات والخيام التي تنتشر في المناطق التي دّمرت جراء الحرب الأخيرة في غزة يقيم أبو خالد صبحي وعائلته في خيمة صغيرة أمام منزله المُدمر شرق الشجاعية شرق مدينة غزة. مع حلول الظلام زوجه أبو خالد تصطحب بناتها الثلاث للمبيت عند أشقائها وشقيقاتها. ويبقي أبو خالد برفقة نجليه للمبيت في الخيمة التي أقامها بعد انتهاء الحرب وفق حديثه.

ويضيف أبو خالد متحدثا لـ DW عربية "منظمات أهلية وحكومية قدمت لنا مساعدات طارئة لحين موعد إعادة الإعمار". ويتخوف أبو خالد من الانتظار الطويل للشروع في مرحلة الإعمار قائلا: "نحن على أبواب الشتاء ومازلنا نأمل بسرعة بناء منازلنا التي دمرتها الحرب". وبالإضافة إلى أبو خالد هناك متضررون ممن فقدوا منازلهم مازالوا في مراكز الإيواء في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

البعض يستبشر خيرا وآخرون متخوفون؟

ويستبشر المواطنون في غزة من الاتفاق الذي تم بين حكومة التوافق وحركة حماس بقدوم رئيسها رامي الحمد الله ووزرائه إلى قطاع غزة يوم الخميس (التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر). ويرى الكثيرون وجود رئيس الوزراء وحكومته للمرة الأولى في غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007 مقدمة جادة لتلبية احتياجات المواطنين وتطبيق ما سينتج عنه مؤتمر القاهرة لإعمار غزة.

Rami Hamdallah
زيارة الحمد الله ووزرائه لغزة خلقت أجواء تفاؤل بين الغزيينصورة من: picture-alliance/dpa

بيد أن المواطن أحمد الوادية يتخوف من ذلك مشيرا لـ DW عربية إلى أن "الخلاف بين حماس مع حركة فتح وحكومة التوافق كبير، إضافة إلى عراقيل وقيود قد تضعها إسرائيل في آلية إدخال مواد البناء بادعاء خشية استغلال حماس لها في إعادة بناء الأنفاق". في المقابل يري المحلل السياسي عمير الفرا أن قدوم وزراء حكومة التوافق "سيكون بداية قوية تقود إلى انفراج أزمات غزة بشكل توافقي مع بداية مرحلة جديدة جادة وسريعة إلى إعادة الإعمار".

ويستبعد الفرا قيام إسرائيل بعمليات قصف جديدة على غزة "لأن إعادة الإعمار والبناء الجديد ستكون بمشاركة دولية واسعة وتنظيم من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأمريكا، وهي قد تكون ضمانات لعدم وقوع اعتداءات إسرائيلية لاحقة على الأقل في المنظور القريب".

توفير فرص عمل

يَعتبِر المواطنون وقطاع الاستثمار الخاص في غزة مرحلة بداية الإعمار فرصة كبيرة لخفض نسبة البطالة في غزة. ويشير المقاول عادل نبهان لـ DW عربية أن قطاع البناء بكافة المهن المتعلقة به "يحد من البطالة ويوفر نحو 200 ألف فرصة عمل خاصة للشباب". ويؤكد محمد جندية صاحب محل سباكة على هذا الرأي بالقول"السباكة متوقفة بسبب البناء ومرحلة البناء ستنعش سُوقنا وسوق مهن كثيرة متوقفة منذ ثمانية سنوات وننتظر بفارغ الصبر تنفيذ ما سينتج عن مؤتمر الإعمار".

ويشير أيمن الكتناني من حي الشجاعية أن أضرارا كبيرة لحقت بمحلاتهم التجارية ومنزله ومنزل أشقائه. وما يمنع الكتناني من إعادة ترميم بيته المدمر جزئيا "عدم توفر مواد البناء في الأسواق". ويري مواطن آخر أن "وضع خطة مراقبة دولية على دخول الإسمنت ومواد البناء "يُشكل عائقا كبيرا أمام إنجاز مرحلة بناء قد تمتد إلى عشر سنوات".

Zerstörung im Gaza-Streifen
تدمير البرج الايطالي السكني وسط مدينة غزةصورة من: DW/S. al Farra

مساعدات عاجلة

وخصصت دول عربية وغربية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ومنظمات غير حكومية مساعدات طارئة وعاجلة بعيدا عن البناء للمنكوبين من المتضررين الذين فقدوا منازلهم في الحرب. وينتظر هؤلاء آليات مرحلة البناء. وقال المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار في بيان له "إن ما يقرب من 88 ألف وحدة سكنية دمرت بشكل كامل، و48 ألف وحدة تضررت بشكل بالغ ومتوسط، فضلا عن تدمير نحو 230 مسجدا، وتضررت 230 مدرسة، و350 منشأة صناعية". بدورها ساهمت ألمانيا بمبلغ 10.7 مليون دولار لتقديم المعونات الغذائية والمواد غير الغذائية الأساسية لأهالي غزة. وتعهدت بتقديم مبلغ 12.4 مليون دولار أمريكي دعماً للأنشطة النفسية والاجتماعية وبرنامج التشغيل المؤقت في غزة.

خطة وطنية لإعادة الإنعاش المبكر للإعمار

لحكومة التوافق دور في إعادة الإعمار، إذ أعلنت أنها ستقدم إلى مؤتمر المانحين الدوليين خطة أعدتها للإنعاش وإعادة الإعمار في غزة. ووفق الخطة التي أعلنها رئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله، فإن إعادة إعمار المنازل التي دمرتها الحرب الأخيرة ستحتل الأولوية. إذ من المقرر إيجاد حلول سكنية مؤقتة وإعادة تأهيل المساكن التي دمرت بشكل كامل، وإصلاح المساكن المتضررة.

وتهدف الخطة إلى الانتقال من جهود الإغاثة إلى التنمية طويلة الأمد في غزة عبر 4 قطاعات "القطاع الاجتماعي وقطاع البنية التحتية والقطاع الاقتصادي وقطاع الحكومة". وستعمد الحكومة إلى الاستجابة عبر هذه الخطة للاحتياجات العاجلة والمزمنة لقطاع غزة عبر تدخلات للإغاثة والإنعاش وإعادة الإعمار في كل من هذه القطاعات. ويتساءل المواطن أحمد جندية "هل هذه الخطة ستنقذنا سريعا من مأساة العيش في كرفانات تفتقر لمقومات الحياة بعد أن دّمر منزلنا المكون من خمسة طوابق وبعد أن فقدنا كل شيء حتى أوراقنا الشخصية وأصبحنا كالمتسولين؟".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد