1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليس بسبب كورونا وحدها.. المغنيات الإيرانيات والحجر المنزلي

١ مايو ٢٠٢٠

الحياة في الحجر المنزلي ليست بالأمر الجديد على المغنيات في إيران، فهن يعشن ما يشابه ذلك منذ 40 عاما. المغنية "مصى احدى" واحدة منهن تحدثت لـ DW عن التحديات التي تواجه هذه الفئة من قبل وخلال أزمة كورونا وكيف يتعاملن معها.

https://p.dw.com/p/3bWVw
أمسيات موسيقية عبر الإنترنت ، إيران في زمن كورونا.
أمسيات موسيقية عبر الإنترنت ، إيران في زمن كورونا.صورة من: Massy Ahadi

في بداية حديثها لـDW تتحدث المغنية الإيرانية "مصى احدى"، والبالغة من العمر 40 عاماً ، عن الظروف التي تعيشها خلال فترة الحجر الصحي قائلة: "لم نخرج من المنزل منذ شهرين. أفتقد إلى تجاذب أطراف الحديث مع النساء الأخريات وللغناء رفقتهن".

وفي سعيها نحو احتواء فيروس كورونا، طالبت الحكومة الإيرانية من جميع المواطنين البقاء في منازلهم. وعن هذه الاجراءات تقول المغنية الإيرانية: "تتفادى الحكومة كلمة الحجر الصحي وتطلب منا الالتزام بشكل طوعي بقواعد التباعد الاجتماعي. أعتقد أنها لا تفرض قيوداً رسمية حتى لا تضطر إلى رعاية الناس في الحجر الصحي. ولا توجد مساعدة حكومية لنا في إيران".

دروس الإنترنيت في مواجهة كورونا

تعيش مصى احدى حياتها في الوقت الراهن من إيرادات دروس الغناء التي تقدمها للنساء عبر الإنترنت. وتنتمي النساء القادرات على الالتحاق بهذه الدروس إلى الطبقة الوسطى والعليا من المجتمع الإيراني. ولا يطرح البقاء في المنزل تحديا ماليا لهذه الفئة من النساء. فالبعض منهن على استعداد تام لتلقي دروس للغناء عبر الإنترنت ودفع ثمنها. ومع ذلك تشعر مصى احدى بالقلق من استمرار تدهور الوضع الاقتصادي المتدهور أصلا بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا ومن ثم قد يتراجع عدد طالباتها.

مصى احدى هي مغنية مشهورة في إيران وقد عرفت بأدائها للموسيقى الإيرانية التقليدية. وحسب القانون السائد في البلاد يمكنها الظهور أمام جمهور يتكون من النساء فقط. منذ الثورة الإسلامية عام 1979 مُنعت النساء من الغناء في الأماكن العامة. ونتيجة لذلك غادرت الكثير من المغنيات البلاد. هاجرت الكثيرات منهن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما فعل العديد من الفنانين الإيرانيين الآخرين. وانتقل الكثير منهم إلى كاليفورنيا، حيث تعيش أكبر جالية إيرانية خارج البلاد. وهناك ازدهرت اليوم صناعة الموسيقى الإيرانية التي توفر للجمهور الشاب في إيران، موسيقى البوب الحديثة.

 حظر الظهور

ويبقى للمغنية الإيرانية مصى احدى رأي آخر: "لكن حب الموسيقى التقليدية لم يتلاش بين الشباب في إيران". وتضيف:" أدرس الكثير من الشابات الموهوبات اللواتي يرغبن في الغناء بالأسلوب التقليدي الكلاسيكي. لكن هن يعلمن أنه لا يسمح لهن بالظهور في الأماكن العامة".

أجبر الحظر المفروض على ظهور المغنيات في العلن على مدار الأربعين عاماً الماضية المغنيات والموسيقيات اللواتي بقين في إيران على إبقاء فنهن داخل بيوتهن. تغني مصى احدى في حفلات موسقية خاصة داخل محطيها الاجتماعي وأمام جمهور موثوق به فقط.

حتى المغنيات البارزات يقدمن دروس الغناء للنساء، كما فعلت المغنية الأسطورية "خاطره پروانه" التي ظهرت كأول مغنية على التلفزيون الإيراني في خمسينات القرن الماضي. والمغنية الأسطورية پروانه هي التي اكتشفت الشابة الموهوبة مصى احدى وعلَمتها أصول الغناء حتى وفاتها عام 2008. كما بدأت مصى احدى  بدورها تعليم النساء الأخريات.

وأسست أوركسترا "مهنا Mahna" النسائية التي قدمت العديد من الحفلات النسائية حتى عام 2015. وعن هذه التجربة تقول المغنية الإيرانية: "لقد كنا ناجحين ولكن الأمر كان مرهقا ومتعبا للغاية. فعلى سبيل المثال كنا بحاجة إلى موافقة إضافية على كل شيء. وللموافقة على أغانينا كان يجب أن لا تحتوي كلمات الأغاني على  الكلمات الرئيسية المحظورة مثل التقبيل. وكانت تخضع للمراقبة باستمرار، كما لم تكن السلطات تسمح لأي شخص باصطحاب كاميرا تصوير معه إلى قاعة الحفلات الرئيسة".

 الحفلات الافتراضية

حتى لو تم استيفاء جميع الشروط، كان يتم حظر العروض الفردية للمغنيات أمام الجمهور وحتى أمام جمهور يتكون من النساء فقط. انفصلت مصى احدى عن  المجموعة وبدأت تسجيل أٌٌغانيها  بشكل منفرد داخل استديوهات خاصة. كما أتاحت لها وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات مثل "يوتيوب" فرصة تعريفها بالجمهور وتقديم فنها له.

وتقول المغنية الإيرانية بعد هذه الخطوة أنها لا تريد التراجع بعد الآن: "بالطبع أعلم أنني أتصرف بشكل يخالف القانون، وربما أتعرض للمشاكل بسبب هذا التصرف. لكن لا أريد العيش في حجر صحي دائم. لأننا نحن النساء في إيران نعيش الحجر الصحي منذ 40 عاماً".

خلال فترة الحجر الصحي التي فرضها فيروس كورونا، بدأت مصى احدى العمل مع موسيقيين آخرين على حفلات موسيقية جديدة على الإنترنت من المنزل. وتصف التجربة قائلة: "إنها تجربة مشتركة وآمل أن ينبثق عنها شيء جميل كفرصة العمل مع موسيقيين آخرين خارج إيران".

شهبام فون هاين/ إيمان ملوك