1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليروي ساني هل هو موهبة "استثنائية" حقا؟

دالين صلاحية٢٣ يناير ٢٠١٦

يتنبأ خبراء الكرة لليروي ساني لاعب نادي شالكه بالنجومية في عالم كرة القدم مستقبلا، فهو في العشرين من العمر ويمتلك موهبة فذة. مقارنة بينه وبين نجوم مثل ميسي ورونالدو حينما كانوا في نفس العمر تظهر ماله وما عليه!

https://p.dw.com/p/1Hiqy
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron

نجح قلة من لاعبي كرة القدم في كسب شعبية كبيرة في سن مبكرة. واحد من المواهب الصاعدة لاعب نادي شالكه ليروي ساني، الذي شارك في 31 مباراة فقط في منافسات الدوري الألماني ونجح في لفت أنظار أندية أوروبية كبرى، قيل إنها ترغب في شراء خدماته في الموسم الشتوي الحالي / 2016. من بين أبرز الأندية التي وضعت عينيها على ساني، نادي مانشستر سيتي الانكليزي ونادي برشلونة الإسباني، وقيل إنها مستعدة لدفع مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 75 مليون يورو لضمه لصفوفها، أمر ربما يؤكد على أن ساني النجم الصاعد يتمتع بموهبة استثنائية.

بيد أن بعض خبراء الكرة يعتقدون أنه من المبالغ فيه وصف ساني بالموهبة "الاستثنائية"، فساني كأي لاعب كرة قدم لديه نقاط قوة وضعف.

بيانات ساني ومقارنتها بالنجوم الكبار

يلجأ خبراء الرياضة غالبا إلى مقارنة أداء المواهب الجديدة بلاعبين كبار وضعوا بصماتهم على كرة القدم. فبعض اللاعبين يتشابهون من حيث أسلوب اللعب والأداء والقدرة على شغل الفراغ في المراكز التي يلعبون فيها. وفي عالم كرة القدم اليوم ومع تقدم الأساليب الرياضية يمكن مقارنة أداء أي لاعب مع آخر من خلال نقرة على جهاز الكومبيوتر. فالنتائج الإحصائية يمكنها أن تعرض مقارنات موضوعية لأداء اللاعبين خلال فترات عمرية معينة.

ووفقا لبيانات شركة أوبتا للإحصاءات الرياضية، نشرها موقع "شبيغل اونلاين" الألماني، يقارن فيه بين ساني ونجوم الأندية الكبرى حينما كانوا في العشرين من عمرهم، من بينهم ليونيل ميسي (28 عاما) وكريستيانو رونالدو (30 عاما) وآريين روبن (31 عاما)، فإن مشاركات ميسي مع برشلونة كانت حوالي 2007 دقيقة، بينما لعب آريين روبن مع تشيلسي لندن الانكليزي معدل 1258 دقيقة. أما رونالدو، فشارك في اللعب مع مانشستر يونايتد الانكليزي 2284 دقيقة، فيما لعب ساني مع شالكه في ذهاب الموسم (2015/2016) 1118 دقيقة فقط.

ولاشك أن تقييم أداء المهاجم في كرة القدم مرهون بعدد الأهداف التي يحرزها. ونشر الموقع مقارنة بين عدد الأهداف التي سجلها ساني في نفس العمر مع تلك التي سجلها اللاعبون الآخرون. سدد ساني لشالكه حتى الآن أربعة أهداف وصنع أربعة، ما يعني أن معدل تسجيله للأهداف هو 0.64، معدل أفضل من معدل رونالدو الذي حصل في العشرين من العمر على معدل 0.62. الإحصائية توضح أن رونالدو سدد أهدافا أكثر من ساني، لكنه نادرا ما ساهم في صناعة الأهداف. وبالمقارنة مع ميسي وروبن فإنهما تفوقا على ساني بوضوح. ميسي سدد وساعد في تسجيل أهداف بمعدل (0.99) فيما حصل روبن على معدل (1.14). ومن باب العدل الإشارة إلى أن هؤلاء النجوم كانوا يلعبون ضمن أندية كبرى، والتي تتمتع برصيد أكبر من الأهداف مقارنة بشالكه.

مزايا ساني

عند الحديث عن الكفاءة، فإن لغة الأرقام تتحدث لصالح ساني، فمشاركته في التسديدات الحاسمة أثمرت عن أهداف بلغت 18.6 بالمائة مقابل 16.6 بالمائة لروبن و 10.6 لرونالدو. وحده ميسي تفوق في هذه المقارنة إذ بلغت نسبته 23 بالمائة. وتشير هذه النسبة إلى أن ساني يحتفظ بدم بارد أمام المرمى ولا يركل الكرة إلا عندما يدرك تماما أنها سوف تستقر في الشباك.

ويتميز ساني بقدرته على اللعب بالكرة والمرواغة بشكل مثير. وعلى عكس الكثير من اللاعبين فإن ساني يجيد السيطرة على الكرة دون النظر إليها، ما يجعله قادرا على رفع رأسه ومراقبة ما يدور حوله رغم انطلاقه بالكرة، الأمر الذي يساعده على تحديد مسار اللاعبين بسهولة. وبينما يحتاج بعض اللاعبين إلى وقت أطول في المراوغة، يمكن لساني وبفضل موهبته كسب المزيد من الوقت لاتخاذ القرار الملائم والإسراع بالخطوة المقبلة، فضلا عن أن ذلك يساعده على دراسة خصمه جيدا.

على ساني التخلص من هذه العيوب!

في المقابل يرى كثير من خبراء الكرة أن لساني مشكلة في تقدير المسافات، فأحيانا يترك مسافات واسعة بينه وبين لاعب خط الوسط، ما يسهل مهمة خط دفاع الفريق الخصم في عزله. كما أنه يحتاج إلى مزيد من النضوج، ولاسيما في التعامل مع الأخطاء البسيطة التي يفعلها. فرغم مراوغاته المثيرة، لكن تمريراته سيئة في بعض الأحيان وغير ضرورية، ما يجعل معدل فقدانه للكرة يصل إلى 15.94 مرة. أمر يراه خبراء الكرة طبيعيا في هذا العمر، ويعتقدون أن نضوج اللاعب كفيل بتحسين قدرته على التخلص من الأخطاء تدريجيا. لغة الأرقام تؤكد رؤية الخبراء في هذا المجال أيضا. فقد كان معدل فقدان رونالدو للكرات عندما كان في عمر ساني 17.49 مرة، وروبن 19.24 مرة، وميسي 16.73 مرة.

لاشك أن ساني لديه بعض العيوب، بيد من المؤكد أنه سيتغلب على هذه العيوب مع ازدياد الخبرة والتقدم بالعمر، فأسلوبه بالمراوغة وكفاءته العالية وقدرته على تمرير الكرات كفيلة بأن تجعل منه نجما مميزا في المستقبل، حتى ولو كانت بياناته لا تشبه بيانات الأسطورة ميسي عندما كان في العشرين من عمره.